


بودكاست 5 -Sara Aqel
مرحباً بكِ في بودكاست Game Changers أو رحلة التغيير على تطبيق Anghami. أنا Nisreen Shocair الرئيسة التنفيذية لمجموعة YOOX Net-A-Porter الشرق الأوسط
Sara Aqel، أهلاً بكِ في برنامجنا اليوم مع Net A Porter وأنغامي، تتمتعينَ بابتسامة جميلة جداً

NIsreen: أريد طرح بعض الأسئلة عليكِ، رغم أنكِ بِغِنى عن التعريف، لكن هذا لأننا نعرفكِ وسمعنا عنكِ
لكن للجمهور الذي لم يسمع بكِ، أخبرينا من هي Sara Aqel؟ أخبرينا بما تريدينا أن نعرف؟
Sara : أنا أردنية من أصل فلسطيني، عمري 26 سنة، أترأس أول مطعم بإدارة إمرأة في المنطقة، وهو مطعم إيطالي وشرق أوسطي، أنا شقيقة لأربع شقيقات، وأعشق والداي اللذين دعماني جداً منذ بدأت التعبير عن اهتمامي بأن أصبح طاهية. أنا مُحاطة بنساء قويات يُشجعنني ويلهمنني ويتعاوّن معي، لكن أيضاً برجال يدعمون ما نقوم به. افتتحت مطعمي الأول في دبي، والآن سنتوجّه إلى العالمية.
Nisreen: هذا أمر استثنائي، فأنا أعمل في المنطقة منذ عام 2006، وقد قابلت عدداً كبيراً من المواهب المدهشة، ونادراً ما نسمع عن شخص يبدأ في الشرق الأوسط، ويتّجه إلى العالمية. فنحنُ هنا بالعادة مستهلكون، نستورد ونستهلك، نادراً ما ننشر مواهبنا في العالم. بالتأكيد لدينا الكثير من الأشخاص الموهوبين، لكنكِ تميزتِ حقاً، وذلك في مجال مهني صعب جداً بالنسبة إلى النساء، وهذا الأمر يدفعنا للشعور بالفخر، معرفة أن إمرأة عربية تم اختيارها لقيادة مطعم شبيه بمطعم "Fi'lia" عالمياً، فقد افتتحتِ فروعاً في باريس، وقطر. أخبرينا قليلاً، هل تأخذينَ الأمر بصدرٍ رَحب كأنه أمر طبيعي؟ أم أنكِ أحياناً لا تصدّقين ما يجري؟
Sara: هناك أوقات لا أصدّق نفسي فيها، أو أُشكّك في قدراتي أو أتساءل ما إن كان ما يحدث حقيقة
كيف حدثَ ذلك؟
Sara: بدأ الأمر بمقابلة مدير خدمات غذائية، يدعى Nick Comaty، وطاهٍ تنفيذي، وقد أخبراني عن التحديات، وأنه في حال حصلت على الوظيفة سيكون التحدّي كبير، لأنه سيكون مطعم بإدارة امرأة، وأن الأمر لن يكون سهلاً. لم أعرف أنه كان سيتم اختياري، لكنني لم أفكر في صعوبة إدارة هذا المطعم، بهذه الطريقة. بل ركّزت على رغبتي في العمل، وكيف سأقوم بذلك، وكيف سأبدأ، وكيف سيحدث الأمر. وحصلت على الوظيفة، وبقدر ما يمكن التفكير في الصعوبات التي يمكن مواجهتها في مطعم، ابتداءً من المخطط، وتجميع فريق، وابتكار أموراً جديدة، وصولاً إلى ابتكار قائمة طعام مختلفة، ومطابقتها مع أذواق المنطقة. يمكن مواجهة ملايين التحديات في افتتاح مطعم، ومن ثم مئة تحدٍ في افتتاح أول مطعم بإدارة امرأة، مع طاهية في الـ25 من عمرها وغير إيطالية. لكن في النهاية عندما جلست وبدأت بالتخطيط للمطعم، لم يكن هناك تحديات.
هل قمتِ بذلك لإسعاد والديكِ؟ أم لإسعاد نفسكِ؟
Sara: افترضتُ أن والداي كانا سعيدين، اخترتُ تصديق أنهما سعيدان. لم يكن هدفي يوماً إسعاد والداي. لكن مشاهدتي لأمي وهي تقوم بذلك طوال الوقت أو حتى أبي يقوم بذلك. فكانت أمي تحب الطهي بشكلٍ عام، وكانت تستخدم الطهي كطريقة للولوج إلى الشخص فكانت تُعدّ لي طبقي المفضّل للتكفير عن خطأ قامت به
هل كنتم تجلسون حول مائدة الطعام كعائلة لتناول الطعام؟
Sara: دائماً، فكان هناك قاعدة رغم الاستياء وصعوبة اليوم، لا خيار لنا بذلك. فعلينا الاجتماع وقت الغداء أو العشاء.
دعيني أسألكِ عن رحلتك، أين نشأتِ؟ لأنه من الواضح تأثّرتِ بالكثير من الأمور المختلفة التي أدّت بكِ إلى مكانكِ في دبي، وقبول هذه الوظيفة والتوجّه إلى العالمية؟
Sara: نَشأتُ في الأردن، عائلتي فلسطينية، وهذا الأمر تَسبّب بتأثّر طعامنا وتقاليدنا واستقبالنا. فشعب الشرق الأوسط يَشتهر بكونه مضياف كثيراً، فنحنُ ندعو الناس لقضاء الليل في منازلنا، دون أي سبب وجيه. وهذا أمر مُستغرب في أي مكانٍ آخر. وقد تأثرتُ كثيراً بهذا الأمر، لأنني أكاد أكون مضيافةَ جداً.
كيف يُطوّر الشخص علاقة صحية مع الطعام؟ مقابل علاقة غير صحية؟ هل فكرتِ في هذا الأمر؟
Sara: آكل الكثير، أحبُ تناول الطعام، ليس في الكميات، لكن أحب الاطلاع على المُكوّنات. أحبُ الأصوات التي تَصدر عند إعداد الطعام، أعتبرها كالموسيقى، يَهوى المرء هذا الأمر. أحبُ رؤية هذه الأمور، وسماع صوت الطهو، ومشاهدة العملية.
ما نوع البيئة الموجودة في المطعم والتي لا تَظهر للروّاد؟
Sara: يَشعر كل الطُهاة بالتوتر، لكنني أختار الشعور بالتوتر بِحبّ بدل التوتر لوجودي بالقرب من شخصٍ ما. أحب الاعتقاد أننا مُغرمين بالمطعم، وببعضنا البعض، وهذا سبب شعورنا بالتوتر. لا نريد تخييب ظن المطعم، أو بعضنا، أو الروّاد، أو الطعام. وهذا نوع جيد من التوتر، فنحن لا نشعر بالقلق، فنحنُ أصدقاء وصريحين. لكن لم تكن هذه الحال من البداية.
ما المشكلة التي واجهتها؟ وكيف حللتِها؟
Sara: ترابطنا، وطبيعتنا كبشر لم يسبق أن عملوا معاً، لكن لم يكن عليّ حلها. كان عليّ عدم نسيان الهدف، والاستمرار بالدفع إلى الأمام، وإعطاء الأمر الوقت اللازم.
ما التعليقات التي قرأتِها، لأننا نحاول تسليط الضوء على حسّ المسؤولية عندما يترك الناس تعليقات، على مواقع التواصل الاجتماعي؟ أخبرينا كيف يؤثّر ذلك عليكِ؟
Sara: لم أكن على اطلاع على وسائل التواصل الاجتماعي، وتعليق الناس على الطعام وما شابه، حتى العام الماضي. بعض التعليقات التي دخلت قلبي على الفور، عند قراءتها؛ عندما يقوم شخص لا يعرفكِ ولم يقابلكِ، بل يعرفكِ فقط بكتابة تعليق "أنا فخور بكِ"، فشعرتُ بدقات قلبي تتسارع، فخور بي ونحن لا نعرف بعضنا البعض، هذا رائع. كلمة فخر كبيرة وهي ضرورية، لأنها تختلف عن التعبير عن الرأي بالطعام.
لكننا فخورين بكِ يا Sara، هذا سبب وجودك معنا في البرنامج اليوم؛ لأننا نبحث عن المزيد من النماذج النسائية في العالم العربي، بشكلٍ خاص من جيلكِ، قادرينَ على التحدّث إلى جيلكِ، كي لا يبدو الأمر كنصيحة. إن صَدَرَ الأمر عنكِ سيبدو كأنكِ تشاركينهم تجربتكِ، فأنتِ أقرب إليهم من ناحية الخلفية. لكن بما أنه لم يكن هناك طاهية أنثى اشتهرت في المنطقة باسمها، أو طاهية انتقلت من المنطقة إلى العالمية. ما الذي قامت به Sara بشكلٍ مختلف؟
Sara: هذا ما سبق وذكرته، التحدي غير موجود إلى أن أحاول تحقيق الأمور ولا تتحقق، لكن الفكرة من يضع القوانين؟ من يتنبأ بحدوث خطبٍ ما إن حاولت تحقيق هدف كبير؟ من قال إن أمر سيء سيحصل بسبب بُعد المسافة؟
هل ارتدتِ مدرسة الطهي؟
Sara: أجل، لكن من قال إن خطب ما سيقع إن قمتُ بخطوة أكبر من المتوقع. أجل أريد افتتاح مطعم "Fi'lia" في باريس، أم أريد إدارة فروع "Fi'lia" في ميامي، والبهاماس، ودبي، وباريس، وأريد افتتاح خمسة فروع إضافية في خمسة دول مختلفة.
كم عدد المطاعم؟
Sara: الآن؟ نحن خمسة مطاعم
أين تودينَ أن تأخذكِ مسيرتكِ المهنية؟ وهل تريدين امتلاك مطعم حائز على Michelin Star في يومٍ من الأيام؟
Sara: هناك أمران، لن أرفض Michelin Star، هذا أمر رائع، لكن عدم حيازتي عليها لن يُقلل من قيمتي؟ كلا. هل سيجعل مطاعمنا أو تجربتنا أقلّ قَدراً؟ كلا، سنكون مطعم لا يتمتع بمستوى ميشلان. لكن إن حصلنا على Michelin Star سنحتفل بذلك.
هل تقصدينَ زيارة مطاعم حائزة على Michelin Stars في خلال رحلاتكِ؟
Sara: أجل، أقوم بذلك، أحب التجربة، أحب معرفة ما نقوم به بشكلٍ مختلف. لكن هذا لا يعني أنني في تنافس غير صحي. فالناس الذين تشعرينَ بالغيرة منهم هم الأكثر إلهاماً لكِ.
أجل، بالتأكيد التنافس أمر صحي. هل من الصحي كثقافة أن نكون من المغذين بوجود مشاكل صحية تحيط بنا؟
Sara: لا يمكن وصف الأمر بالصحي وغير الصحي، بل هي ميزة. هذه إحدى ميزاتنا كشرق أوسطيين، فنحن نربط الطعام بكل شيء، بالحزن، وبالفرح ومن الولادة إلى الموت. لدينا أطباق مميزة نقدّمها في هذه المناسبات.
سنُنهي المقابلة بشكلٍ جميل، لنتحدّث عن ملهميك. من هو الشخص الرائد في المجال الذي تعتبرينه مثلكِ الأعلى؟
هل يمكنني اختيار أربعة أشخاص؟
Sara: أجل - شقيقاتي دنيا، دعاء، زينة وهبة، هؤلاء هن ملهماتي، نشأتُ مع نساء فائقات القوة، وقد رأيتهنَ يَمررنَ في تجاربهنَ وتحدياتهنَ وحياتهنَ، ورأيتهن يحققنَ أهدافهن.
ماذا عن شخصية في المجال، هل من امرأة، نسخة أكبر سناً عنكِ؟
Sara: هذا سؤال صعب، لم أفكر فيه
هل من طاهٍ ذكر تتطلّعين إليه؟
Sara: أجل، إنه شخص لم يسبق أن قابلته، لكن أقرأ كتابه، إنه Dan Barber
لماذا؟
Sara: لأنه لم يحقق أهدافه على طريقة Michelin للحصول على Michelin Star، بل على طريقته. فقد زرع خضاره، وكتب عن ذلك. لم يكن طاهياً يَسعى إلى الدعاية أو الحصول على نجمة. بل تابع القيام بما يجده مناسباً ليس للمطعم فقط، بل للعالم، والاستدامة، والتأثير البيئي.
في لقائنا الثاني سنتحدّث عن الاستدامة في كل شيء، من بناء مطعم إلى الطعام الذي نُعدّه، لأن هذا توجّه العالم، لكن لا تَستخفّي بتأثيركِ على النساء والرجال الذين يحاولون النجاح في هذا المجال، وحاولي مشاركة قصتكِ قَدر الإمكان لأن الناس يريدون معرفة كيف وصلتِ إلى هنا؟ وما الذي دفعكِ إلى الوصول إلى هنا، لأننا فخورين جداً بكِ. شكراً لانضمامكِ لنا اليوم
شكراً

بودكاست 3 - Basma al Said
