


تُحدّثنا Candice Carty-Williams عن تغلّبها على عبء أنها يجب أن تكون "قوية"
في مقالٍ شخصي، تشارك Candice Carty-Williams – مُؤلفة رواية Queenie الحائزة على جائزة وكاتبة المسلسل الدرامي الجديد المُبهج Champion على قناة BBC - أفكارها حول تحدي التعبير المجازي القائل "المرأة ذات البشرة السوداء القوية" من خلال كتاباتها، وكيف تعلَّمت أنه لا بأس أن تكون ضعيفة في فترة من فترات حياتها

إن مفهوم المرأة سوداء البشرة يجب أن تكون قوية ما هو إلا مجرد خدعة. لقد أمضيتُ معظم سنوات مراهقتي في دعم فكرة أن النساء السوداوات، بإمكانهن القيام وعليهن القيام بأي شيء والتعامل معه. كما أمضيتُ أوائل العشرينيّات من عمري أحاول أن أفعل الشيء ذاته، مُتمسكةً بشدّة بإبراز الشخصية التي لا تتزعزع والتي تتّسم بالثبات والمقاومة. عندما كان عمري 22 عاماً، سقطَ هذا الجدار المُشيَّد بشكلٍ رهيب من المتانة، وتعرضتُ لحالةٍ ما، ربما كانت انهياراً عصبياً. لقد كان، بِصراحة، وقتاً عصيباً. لمدة عامين بالكاد غادرت المنزل. كنتُ أبكي كل يوم. لم أستطِع أن أتناول الطعام. عندما كنتُ أنام، كنتُ أرى الكوابيس - لقد فهمتم قصدي. كانت كتلة من مشاعر رعب شخصية لا تنقطع.
أدركتُ في ذلك الوقت، أن ما كنتُ أعاني منه كان تحريراً للمشاعر المكبوتة. لم أكُن أبكي فقط من دون سبب، كنتُ أتخلّى عن الألم المتراكم والتجربة المؤلمة والكذبة التي يجب أن أكون قادرة على التعامل معها من خلال الأشياء التي قد مَررتُ بها. أدركتُ حينها أنني لم أبكِ منذ سنوات. في أي وقت يَظهر فيه شعور أشبه بالحزن أو الخوف، كنتُ أُخفيه على الفور. اقترحَ صديق لي قد رحل من مدّة، والذي شهد على هذا التحول المؤلم أن أكتب يوميات، ولكن بشكلٍ خيالي. لم يكن لدي أي فكرة عمّا كان يقصده. وأوضح كذلك، مُشيراً أن أكتب عن ألمي وتجاربي ورفضي للتعبير المجازي القائل إن "المرأة ذات البشرة السوداء يجب أن تكون قوية" والذي رآني أحاربه، ولكنه اقترح أن أروي ذلك بِعين شخصٍ آخر. لم أعرف حقاً ما كان يقصده، لذلك وضعته في بالي أثناء رحلة التعافي. العلاج ساعدني. التأمّل ساعدني. اعترافي بأنني لم أكن على ما يُرام ساعدني كذلك الأمر. لكن إخباري الناس بأنني لستُ قوية هو ما ساعدني أكثر من أي شيء آخر.
وصلنا إلى عام 2018. لقد استمعتُ إلى ما قاله صديقي وصببتُ كل ألمي في روايتي الأولى التي أطلقتُ عليها اسم Queenie. مَرَّت بضعة أشهر على إطلاقها للعالم عندما اتصلتْ بي شركة إنتاج وطلبتْ مني كتابة وعرض برنامج تلفزيوني. كان عليّ أن أتحدّث مع نفسي. هل أنا قوية كفاية لأقوم بذلك؟ لم يكن التلفزيون عالماً مألوفاً بالنسبة لي على الإطلاق. لقد كتبتُ رواية، بالتأكيد، لكنني كنتُ في سريري، مع جهاز كمبيوتر محمول. كانت لدي علاقة وطيدة مع المُحرّر. لقد كان تحدياً عاطفياً، ولكن بمجرد الانتهاء من الأمر، انتهى التحدي. ما كنتُ أعرفه عن البرنامج التلفزيوني هو أنه مجرد سيناريو، حتى تم تصويره، هو شيء حي ويتنفس، وأنني سأعمل عليه مع الكثير من الناس. وعلمتُ أنه بعد كل ذلك وصلت لمرحلة الإنتاج.
يمكنني بسهولة (ولعلّه من المدهش) أن أقول إن تعرُّضي للانهيار العصبي جعلني مُستعدةً لعرض سلسلة كاملة من البرنامج التلفزيوني. وذلك لأنني عرفتُ بمجرد أن بدأ البرنامج، أنني كنتُ بحاجة لتوضيح أنني لستُ قوية. كنتُ بحاجة إلى أن أُوضح أنه ليس لدي جميع الإجابات. كنتُ بحاجة أن أذكُر حقيقة أنني بحاجة إلى الدعم، وأنني أحتاجُ أحداً يأخذ بِيدي، وكنتُ بحاجة أن أكون قادرة على البكاء حيال الأشياء التي كانت مليئة بالتحديات، والأشياء التي كانت تسير بشكلٍ خاطئ. بمجرد أن تركتُ نفسي أضعف، حدث شيء رائع. لقد وجدتُ قوة خفيّة في ذاتي وفي قدراتي وفي صوتي. والعلاقات التي كتبتها في مسلسل Champion قائمة بالكامل على أساس طلبي للمساعدة، وعلى السماح للناس بمعرفة أنني شخص رحيم ومُتعاطف أكثر مما يهمني أن أمتلك القوة.
أشعر بالانزعاج بشكلٍ عام وأنا أكتب كلامي هذا الآن، ولكنني مُرتاحة ذهنياً. لستُ بأفضل حال من الناحية الجسدية. إذ أجلسُ على كرسي غير مريح بشكلٍ مزعج في مطبخ شخصٍ غريب، أضعُ الكمبيوتر المحمول الخاص بي على منصب قالب الكيك أثناء تصوير مشهد من المسلسل التلفزيوني المُقتبس من Queenie – وهو كتاب كتبتهُ عن امرأة شابة ذات بشرة سوداء كان عليها أن تتظاهر بالقوة إلى أن وصل بها الحال وانهارت كلياً بسبب هذا التظاهر – في الحديقة. وإنه لمن الغريب والمدهش التغيّر الذي حصل في السنوات القليلة الماضية، ليس فقط لإدراكي لما يجب أن تكون عليه قوة المرأة ذات البشرة السوداء، ولكن أصبحتُ أضع وُجهات نظر جديدة لنفس الأسطورة في العالم. وكما أقول، إن مفهوم أن المرأة سوداء البشرة يجب أن تكون قوية هو مجرد مفهوم خادع. إن هذا المفهوم لا يخدمنا أبداً. إنه يخدم الآخرين فقط. إذ يُتيح للأشخاص أن يستندوا ويعتمدوا عليكِ بدون قيود أو حدود. بالمقابل، إن الضعف هو ما يُخبر الناس عن ماهيتكِ. كما أنه عبارة عن كيفية التواصل مع الآخرين ومع ذاتكِ، وكيفية سرد القصص؛ إنه كيف تكون وتشعر أنكَ حقيقي. هذا أنا، وهذا عملي. لا أخشى الحديث عما يَعنيه الانفتاح على العالم وما يفعله بنا، وما يقوله لنا، وما الذي يجعلنا نشعر به.


أفضل حقائب البحر لإطلالة على الموضة في إجازة الصيف
