


إنه صباح يوم اثنين من أواخر شهر مارس، وها هي Ashley Graham تُريني ملابسها الداخلية عبر تطبيق زوم. عندما سألتها عمّا ترتديه خلال أشهر الحجر الصحي والاجتماعات الافتراضية التي يُحيّرنا فيها موضوع الملابس، خفضت كاميرا جهاز الكمبيوتر لتُريني سروالها الداخلي الأسود عالي الخصر. (أما من الأعلى، فتظهر بإطلالة أنيقة، بوجه خالٍ من مساحيق التجميل مرتديةً كنزة بسيطة باللون البيج الفاتح - وعلى ما يبدو، فمن "حسن حظي [أنها] ترتدي حمالة صدر".)
منذ بدء مسيرتها المهنية فعلياً قبل 15 عاماً، أصبحت Graham، البالغة من العمر 33 عاماً، إحدى أشهر العارضات حول العالم - في مجال "الأزياء الملائمة للأجسام الممتلئة أو لصاحبات المقاسات الكبيرة... أو أياً كان اسمها"، كما تقول. واليوم، تشتهر، وهي في الثالثة والثلاثين من العمر، بالدور البارز الذي اضطلعت به في حركة إيجابية الجسم؛ حيث سخّرت مقابلاتها وشراكات علامتها وجمهورها على شبكة الإنترنت (ويبلغ عدد متابعيها على الإنستغرام حالياً 12.3 شخص) لدعم تقبّل جميع أنواع ومقاسات الأجسام. فهي في غالب الأحيان، تستخدم جسمها الذي يبلغ مقاسه 16 بحسب المقاسات الأمريكية للتأكيد على هذه النقطة - وتوضح قائلةً: "لا أنشر صوري شبه عارية لحصد الإعجابات. بل أنشرها ليعرف الأشخاص الذين يصغرونني بعشرة أعوام أنه ليس من غير الطبيعي أن تكون لهم جوانب مؤخرة وأوراك ممتلئة".
تُحدّثني Graham من منزلها في بروكلين حيث تقيم منذ مغادرتها ولاية نبراسكا وهي في السابعة عشرة من عمرها- تقول ضاحكةً: ودّعتها قائلة "أراكِ لاحقاً!" إلا أنها لم تفقد شيئاً من الطبيعة الواقعية والودية التي يُعرف بها سكان وسط غرب البلاد - والتي ربما تكون قد تجدّدت بشكل خاص بعد زيارة مطوّلة قامت بها مؤخراً إلى منزل عائلتها. بعد أن رُزقا بابنهما الأول Isaac في يناير 2020، قررت Graham وزوجها Justin Ervin العودة إلى نبراسكا عند بدء الجائحة. إلا أن فترة الزيارة التي كان من المقرر ألا تتخطى بضعة أسابيع امتدت حتى ستة أشهر وتمتعت Graham خلالها "بإجازة أمومة لم تكن لتأخذها في الحالات العادية"، كما تقول. "تمكّنتُ من قضاء وقت رائع بمفردي مع أمي وزوجي. أصبح لدى أمي صديق جديد مؤخراً وقد مكّنني ذلك من التعرف إليه عن كثب. حدثت أمور جميلة كثيرة طبعاً".

وتستطيع Graham التي تعتبر نفسها "شخصاً ينظر إلى نصف الكوب الممتلئ"، عادةً رؤية الجانب الإيجابي من الأمور. وتعزو إيجابيتها الملحوظة هذه إلى حصص الصلاة المنتظمة التي تلتزم بها برفقة Ervin (الذي تعرفت إليه في الكنيسة قبل 10 أعوام) وإلى كتابة يومياتها، وخصوصاً منذ بدء الجائحة. "لم أدوّن يومياتي بهذه الكثرة في حياتي"، وتضيف ضاحكةً: "حتى أنني لا أدوّنها على الكمبيوتر الشخصي، كأي شخص عادي". "هل يستخدم الناس فعلياً قلماً للكتابة؟! أناأستخدم قلماً وأشعر بتشنج في يدي!"
على صفحاتها المتنوعة على وسائل التواصل الاجتماعي، تتخذ Graham تارة شخصية الصديقة المرحة والمضحكة وتارة أخرى شخصية المدربة المحفّزة: فتظهر أحياناً كمدمنةعلى الكافيين تحتسي كوباً من القهوة مصدرةً أصواتاً موسيقية على تيك توك؛ فيماتنشر أحياناً أخرى صوراً بدون فلتر تظهر فيها علامات تمدد الجلد التي بانت عليها بعد الولادة، أو تلجأ إلى تويتر لتحث متابعيها على مشاركة عباراتهم التحفيزية للأسبوع. " أنا جريئة! أنا متألقة! أنا جميلة! أنا أستحق كل ما هو رائع!" بدت الحماسة واضحة على Graham عندما طلبتُ منها مشاركة العبارات المحفّزة المفضلة لديها.

اتخذت Graham المسار الصعب نحو تقبل الذات في مداخلتها في مؤتمر تيد عام 2015 بعنوان ’More like my size ?Plus-size‘، التي حصدت أكثر من أربعة ملايين مشاهدة. كانت في الثالثة عشرة من عمرها عندما قدمت أول عرض أزياء لها، وهي تشعر بأن الخطاب حول إيجابية الجسم "شهد تقدماً كبيراً" منذ ذلك الحين. وتقول، في أيامنا هذه، "ليس هذا الموضوع حديث العارضات والشخصيات المؤثرة فقط - بل إنه حديث عالم [الموضة] برمّته. أما من يتحدثون من دون فعل أي شيء حيال الأمر، فهم مدعوون للمساعدة".
وفي الوقت نفسه، تشعر Graham بأن الطريق طويل أمام بلوغ هدفها المنشود: "بلوغ الحد الذي لا تعود فيه [المرأة] مضطرة إلى تقديم تبريرات بشأن جسمها على الإطلاق". وهي تشعر بالارتباك لرؤية تعاظم ظاهرة تعديل الصور على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تساهم في تعزيز اضطراب التشوه الجسمي، إلا أنها تشعر بالامتنان في الوقت نفسه نظراً إلى أن منصات عديدة، ومن بينها الإنستغرام منحتها إلى جانب أشخاص آخرين عديدين "منبراً تُعبّر من خلاله عما هو جميل ومناسب. ليتني التقيتُ بأشخاص مثلي يتمتعون بالجرأة للتعبير عن آرائهم عندما كنتُ أصغر سناً، أشخاص لا يشعرون بالخوف من مظهر السيلوليت وتكدس الدهون في الظهر، لأعرف أن هذا الأمر طبيعي؛ وأن هذا هو شكل الجسم".

وقد أدركت Kirby الإشكالية التي ترافق تمثيل المرأة على الشاشة أثناء أدائها دور الأميرة مارغريت في مسلسل The Crown، بينما كانت تنتظر مع Claire Foy (التي أدت دور الملكة إليزابيث الثانية) بدء التصوير. "سألتني Claire عما إذا كنتُ واثقة من أدائي لذلك الدور، فأجبت: ’نعم، أشعر بأنني قادرة على القيام بالعمل الذي لطالما رغبتُ في القيام به‘. كانت توافقني الرأي، وأدركنا [أن سبب ذلك هو] أننا كنّا بطلتيّ قصّتنا".
وتتابع Kirby قائلةً: ”كانت تلك [اللحظة] التي أدركنا فيها عدد المرات التي شاركنا فيها في [أعمال] قلنا فيها أموراً كان دورها دعم المسار النفسي وقصص الشخصيات الذكورية".

دفعتها الأمومة، كما تقول، إلى الارتقاء إلى مستوى جديد من السلام مع ذاتها. وتقول عن الحمل: "كان أمراً غريباً. في البداية شعرت بأن جسماًغريباً يسكن جسمي وأن حجمي يزداد في كل دقيقة. ثم خرج هذا الجسم الغريب وشعرتُ بأنني أحبّه. وبعد ذلك لم يعد يهمني الأمر. <ثم> بدأت جائحة كوفيد وأُغلقت جميع النوادي الرياضية وأصبحتُ أقيم مع أمي وأتناول فطائر القرفة كل يوم"، تقول ضاحكة. ”يقول لكِ الناس إن الرضاعة ستساعدكِ في فقدان الوزن، إلا أن ذلك غير صحيح. إنها <كذبة>! وتوجب علي الاعتياد على جسمي الجديد بعد الحمل - أي أنه تعيّن عليّ فهمه وتقبله".
وفي ما يتعلق بالملابس في هذه الأيام، تقول Graham إنها أصبحت"أكثر اهتماماً" من ذي قبل. وتُضيف: "أريد أن أرتدي ما يشعرني بالراحة، إلا أنني أهتم بما أرتديه. بدأتُ أخطط قليلاً لذلك". وعلى غرار الكثيرات من بيننا، تتضمن خزانتها الكثير من البناطيل الرياضية، إلا أنها تُنسّقها مع كنزات من Frankie Shop وThe Row وأحذية بكعب منخفض من Prada. إلا أنها لا تهتم كثيراً بالتزين والمكياج في هذه الفترة - وتقول: "في الواقع، أُفضّل كل ما هو سريع في هذه الأيام، على الرغم من أنني لا أزال أصر على عدم استخدام البلسم والشامبو إثنان في واحد" - إلا أنها تحافظ على التزامها بالخضوع لجلسة الاعتناء ببشرة الوجه مرتين في الشهر. وتضيف ببهجة قائلةً: "عاودتُ إزالة شعر إبطيّ!"

تقول Graham إن الأمومة " غيّرت كل شيء". "أصبح لدي المزيد من الهدوء والسلام في حياتي منذ ولادته لأنني لم أعد أقلق بشأن الأمور البسيطة". منذ ولادة ابنها، تشعر Graham بثقة لم يعهدها أحد فيها من قبل، ولا حتى هي نفسها: "لطالما كنتُ شجاعة ولم أعرف الخوف يوماً، إلا أن ولادتي في المنزل وتربية طفلي أثناء هذه الجائحة أثبتت لي أنني أتمتع بشجاعة كبيرة. وهو شعور رائع".
تبدو نيويورك رائعة أيضاً وقد بدأت تخرج من فترة إغلاق امتدت طوال فصل الشتاء، كما تقول Graham. وبشأن هذه المدينة التي تقيم فيها منذ وقت طويل، تُضيف: "إنها أكثر هدوءاً من المعتاد، لكنها زاخرة بطاقةٍ واعدة". "يمكنكِ أن تشعري بالبهجة عند العودة".

بعد عامٍ غيّر حياة العالم، ما هي آمال Graham للعالم الجديد الآخذ في التبلور؟ تُجيب: "لقد عرفت حقاً قيمة العائلة والمجتمع في هذه الفترة. وأنا أشعر بامتنان كبير لذلك". "إنه أمر أود فعلاً إدماجه في مسيرتي المهنية وتطويره". بإيجابيتها المعتادة، تقول Graham إنها تشعر بأن العام الماضي"ولّد الكثير من التفاؤل والأمل، لبلادها وللعالم، وذلك لأننا معاً. وهو أمر يرسم الابتسامة على وجهي".
حقوق الصور:
تصوير Yelena Yemchuk, تنسيق الأزياء Natasha Royt, الإخراج الفني Phil Buckingham, مساعد الأزياء Hannah Krall, تصفيف الشعر Mustafa Yanaz at Art + Commerce, المكياج Romy Soleimani at The Wall Group, الأظافر Mo Qin at The Wall Group, صميم الموقع Jesse Kaufmann, الإنتاج Rachael Evans, Erin Shanahan, China Hill, Marcus Ward at Block Productions

6 صيحات عصرية لا غنى عنها في خزانتكِ قبل رمضان
