


رائدة في مجال الاستدامة. مفكرة ثقافية. مقدِّمة رعاية من الجيل القادم. إلى جانب مجموعتها من التقدميين الابتكاريين، تعيد عارضة الأزياء السابقة والناشطة حالياً CAMERON RUSSELL تشكيل المجتمع فئة تلو الأخرى. في ما يلي، تناقش SOPHIA LI التفاؤل في مواجهة تغير المناخ مع ثمانيةداعيات إلى التغيير وفنانات وكاتبات ممن هنّ في الصفوف الأمامية للصحوة في مجال الموضة

إنه يوم صيفي حار في مزرعة لحيوانات الألبكة تقع على بعد 40 ميلاً شمالي مانهاتن، وقد اجتمعت ثمانية قائدات في مجال الفضاء البيئي معاً. هذا الفضاء صغير ومتشابك، وهو أمر تعرفه كل من هؤلاء النساء. أزمة المناخ مؤرقة إلا أن هذه الجماعة تبقى ثابتة. ومن بين هؤلاء الناشطات الثماني، أحضرت خمس أطفالهنّ الذين تتراوح أعمارهم بين الستة أسابيع والعشرة أعوام، كما أن اثنتين منهنّ حاملَين - وكلاهما في الفصل الأخير. ما يجمعهن هو الدور (المُغْفل إلى حد بعيد) الذي يضطلعن به في هذه الفترة الانتقالية: الرعاية – سواء أكان ذلك في مجتمعاتهن المحلية والعالمية، أو في مجالات عملهن أو في مجال البيئة. وتقول Cameron Russell، وهي الناشطة وعارضة الأزياء التي قدمت واحداً من أكثر خطابات TED الأكثر مشاهدةً حول العالم بعنوان "Looks Aren't Everything. Believe me, I'm a Model"، إنها أمضت فترة الجائحة في طرح السؤال التالي على نفسها وعلى المجتمع، "كيف سيبدو العالم لو زاد عدد مقدمي الرعاية؟" في عام 2021، يتسم الدور الذي يضطلع به العمال الأساسيون بأهمية أكبر ويستحق تقديراً أكبر من أي وقت مضى. وتوسّع Russell التي اضطلعت بدور القيّم الضيف لجلسة التصوير هذه، نطاق تعريف مقدمي الرعاية موضحةً أنها عندما تقول "'رعاية'، فإن ذلك يشمل الممرضين والمستجيبين الأُول [بالإضافة إلى] الأشخاص الذين يعتنون بالأرض وأولئك الذين يعتنون بالمجتمع؛ والأشخاص الذين يحافظون على الحياة".
وللتوضيح، ففي خضم الصراعات من أجل الإنصاف في نظام أبوي، فإن هذا الشعور لا يعود قطعياً إلى الحس الأمومي لتقديم الرعاية في ديناميكية عائلية تقليدية. بل إن هذا المفهوم يتخطى المعايير والأدوار الجنسانية للارتقاء بالمفهوم الأوسع نطاقاً لتقديم الرعاية إلى موضع أساسي في أزمة المناخ. واليوم، يلهو ابن Russell البالغ من العمر ثلاثة أعوام ويدعى Asa، مع طفل آخر من نفس السن، ويُدعى Audwin - وقد التقيا للمرة الأولى في ملعب للأطفال في بروكلين قبل أن تبدأ والدتاهما بالتواصل. ووالدة Audwin تُدعى Whitney McGuire - وقد شاركت في تأسيس منظمة Sustainable Brooklyn إلى جانب Dominique Drakeford، التي أحضرت أيضاً ابنتها التي لم يتجاوز عمرها الستة أسابيع وتُدعى Sage. وعن التواجد في موقع التصوير مع صديقات قديمات وجديدات، تقول Ngozi Okaro، وهي المديرة التنفيذية للمنظمة غير الربحية Custom Collaborative: "أشعر بالحماسة والارتياح لمعرفتي بأن الأشخاص المحيطين بي ملتزمون بالرعاية". انضمت إلهنّ أيضاً الكاتبة Minh-Hà Pham، وهي أستاذة مساعدة في معهد برات كرست نفسها لرواية القصص عن العاملين في مجال الموضة وخارجه. وأقرت الفنانة Joy Mao بأنها شعرت ببهجة عارمة لدى رؤيتها اسم Pham على قائمة الاتصال، بينما تحدثتا في موقع التصوير عن اهتمامهما المشترك في التقاطع بين الموضة وكل من العرق والنوع الاجتماعي والاقتصاد. وتجدر الإشارة إلى أن Mao أنهت للتو مشروعاً إلى جانب مساعدتها Lorraine، يتمحور حول تاريخ العاملين في صناعة الملابس في تشاينا تاون. وهما تعملان معاً من أجل الحفاظ الحرف اليدوية الثقافية الخاصة بهما.

Ngozi Okaro، المديرة التنفيذية لمنظمة Custom Collaborative
Okaro هي شريان الحياة لمجتمعها. فبصفتها المديرة التنفيذية لمنظمة Custom Collaborative غير الربحية، تقدم الدعم للنساء من المجتمعات المنخفضة الدخل ومجتمعات المهاجرين ليتمكّنّ من الانطلاق في مسيراتهنّ المهنية ومشاريعهن التجارية في مجال الموضة. وتعمل المنظمة كبرنامج لتطوير ريادة الأعمال والقوة العاملة يربط الفرصة بالشغف ويفتح الأبواب أمام الأشخاص المستبعدين تاريخياً من الحراك المناخي حيث يتم تقديم الدعم لهم لتحقيق الأمان التجاري. فقد طرحت فكرة مبتكرة قضت بتقديم تعريف أكثر شمولاً للاستدامة منذ إطلاق Custom Collaborative عام 2016. يُعتبر تغيير المفهوم على القدر نفسه من البساطة كفهم أن "أي منتج يُصنع على أيدي عمال تعدين أو عمال قليلي الأجور لا يُعتبر مستداماً أياً بلغ عدد الشهادات التي تحصل عليها الأنسجة التي يتألف منها". والأمر أيضاً على القدر نفسه من البساطة كـ "كإعلان حق الأشخاص ذوي البشرة السوداء والداكنة في التمتع بالهواء النظيف والأرض الصالحة للزراعة والمياه النظيفة؛ وفي عدم المعاناة من الربو والاستغلال". ويمنح أفراد الجيل الأصغر سناً في جلسة التصور الأمل لـ Okaro. "هم ينظرون إلى الأمور من منظار مختلف عن ذاك الذي ينظر منه أقراني. إنهم يفهمون ويقدرون العدالة والإنصاف والبيئة بطرق أتعلمها منهم على الدوام".

Theanne Schiros، أستاذة مساعدة في معهد الأزياء للتكنولوجيا وعالمة أبحاث في جامعة كولومبيا، وشريكة مؤسِسة وكبيرة المسؤولين العلميين في Werewool
ترتبط الرعاية التي تقدمها Schiros للعالم ارتباطاً مباشراً بشغفها بالابتكار - كما أن سماعها تتحدث عن مواضيع كالنفايات أو المواد البيولوجية له تأثير دائم. وقد أطلقت مؤخراً شركة Werewool للتكنولوجيا الحيوية المتخصصة في صناعة الألياف النسيجية القابلة للتحلل باستخدام ألوان ووظائف مستخرجة من الحمض النووي. ويعني ذلك بشكل أساسي، هندسة الأنسجة لتكون مشابهة للطبيعة وتساهم في الحفاظ على الاستقرار المناخي. فكيف تقوم بذلك؟ من خلال أفكار ابتكارية طبعاً، كالجيل القادم والإلكترونيات المنخفضة الطاقة والتمثيل الضوئي الاصطناعي بالإضافة إلى ابتكار أنواع من وقود الطاقة الشمسية كالهيدروجين والأنسجة المجددة في مجال الموضة. وهي تتساءل حول التركيز على اعتبار الأطفال مشكلة في أزمة المناخ فتقول: "أجد الكثير من الأمل في الشغف والشجاعة والتفكير النقدي الذي ينتهجه الأطفال والشباب تجاه التغير المناخي والمسائل العالمية الأخرى". ومثالاً على ذلك، تسأل ابنها Actionnel البالغ من العمر 10 أعوام، عما يمنحه الأمل، فيجيب: "الطاقة النظيفة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح". وتقول: "أعتقد أن الأطفال سيضطلعون بدور كبير لأننا نعرف ماهية المشاكل. لقد صممتُ مع عدد من أصدقائي نموذجاً لقرن بوظة مخروطي الشكل قد يساعد في وقف اثنين من أهم أسباب التغير المناخي: البلاستيك وإهدار الطعام. [يمتاز] بتصميم يمنع البوظة من التسرب والسقوط وهو مزود بملعقة يمكن أكلها عند الانتهاء من أجل تقليل كمية النفايات البلاستيكية".

Cameron Russell، ناشطة وعارضة أزياء
"هل تستطيع لغة الموضة والأسلوب أن تتفق مع المستقبل الذي نود أن نعيشه"؟ سؤال تطرحه Russell بلاغياً. "يجب أن تبدأ الثقافة والموضة بإعادة تصور هذا الواقع الجديد أولاً. ثمة امتياز حقيقي وفرصة فريدة يمكن أن تستفيد منهما الموضة". وقد تكون Russell معروفة بشكل خاص كعارضة أزياء ناجحة، وقد بدأت مسيرتها المهنية منذ 18 عاماً، إلا أنها أدخلت إلى عالم الموضة حواراً أوسع نطاقاً حول المناخ والعدالة الاجتماعية. وتتراوح القضايا التي تؤيدها بين إلقاء الضوء على محاربي التغيير المناخي في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2021 وصولاً إلى إطلاق هاشتاغ MyJobShouldNotIncludeAbuse# لتسليط الضوء على انتشار الاعتداءات في مجال الموضة. وعن طريقة تحويل الصناعات من الداخل، تعتبر أن "الثورة تحدث في الداخل". وكمصدر إلهام خاص، تذكر الفوز الأولي لـ India Walton، وهي أيضاً ممرضة وأم عزباء في بوفالو، نيويورك. وتتذكر Russell سؤالها لوالدتها Robin في إحدى المرات عن الفارق بين العمل في العقد الثالث والعمل في العقد الرابع من العمر. فأجابت والدتها بالقول: "تثقين بحدسك أكثر. ليس الأمر عبارة عن وحي، بل إن ما يحدث مجرد نسيان... وبالطبع، نحن نعلم بأننا لا نريد العيش على هذا النحو، إنه الحدس".

Pham، باحثة وكاتبة، أستاذة مساعدة في معهد برات، مؤلفة كتاب Asians Wear Clothes on the Internet: Race, Gender, and the Work of Personal Style Blogging and Why We Can’t Have Nice Things: Social Media’s Influence on Fashion, Ethics, and Property (تاريخ الإصدار، 2022)
ليس لدى Pham الوقت للتبلّد في ما يتعلق بأزمة المناخ وهي تعمل على تحويل مسار العمل غير الملموس إلى مسار ملموس. "تتطلب مكافحة التغير المناخي تغييرات هيكلية في الاقتصاد العالمي وفي أنظمتنا الاجتماعية وفي رؤيتنا للعالم". تدخل Pham مباشرةً في صلب الموضوع وتشير سريعاً إلى عبارات شائعة تُستخدم في مجال الموضة، ومنها مثلاً "تسوق محلياً" أو "اشترِ المنتوجات الأمريكية" وهي قد تبدو أخلاقية، ولكنها في النهاية ضارة ومؤذية للمجتمعات المهمشة في الولايات المتحدة والخارج. وتشرح ذلك بالقول: "أولاً، ليست ظروف العمل المريعة مشاكل 'أجنبية'. فهي موجودة في الولايات المتحدة أيضاً". فالعاملون في مجال صناعة الملابس في الولايات المتحدة يتألفون في غالبيتهم من اللاتينيين والآسيويين ومن السكان الأصليين لأمريكا اللاتينية وآسيا وهم "يكافحون منذ أعوام لتحسين هذه الظروف." ولا يضمن ملصق 'صنع في الولايات المتحدة الأمريكية' أن المنتج مصنوع وفقاً لمعايير عمل محترمة. "ثانياً، فقد شكلت حملات 'اشترِ المنتوجات الأمريكية' تاريخياً ناقلاً للإيديولوجيات الأهلانية التي غالباً ما تكون مناهضة للآسيويين. لقد شهدنا على ذلك في الحملات التي أُطلقت في الثمانينيات والتي ترافقت مع تحقير ياباني تصويرياً ولفظياً واليوم، تشكل حملات 'اشترِ المنتوجات الأمريكية' و'اشترِ المنتوجات المحلية' ناقلات لأفكار وممارسات مناهضة للآسيويين وبالأخص الصينيين".


Joy Mao، فنانة ومصممة
البطيئة يقدم مجموعات صغيرة من الملابس والإكسسوارات والأعمال الفنية – تؤيد Mao الرعاية التي تتخطى من نستطيع أن نلمسهم مباشرةً وتتعاطف مع من لا نستطيع رؤيتهم. وتقول بتفاؤل: "يبدو أن السؤال داخل المجال وخارجه يتحول [الآن] من 'هل أريد أن أنخرط في هذه الحركة إلى كيف [يمكنني] الانخراط؟'" في مشروع Mao الأخير، والذي نُفذ بالتعاون مع مجموعة من عمال صناعة الملابس في تشاينا تاون من أجيال متعددة، فقد كان العديد ممن تعاونت معهم في العقدين السادس والسابع من العمر. "وعلى الرغم من أهمية ابتكار أشياء جميلة ومفيدة معاً، فقد كان الأهم ضمان تلبية الاحتياجات الصحية للجميع بطريقة مباشرة جداً – هل يحتاج أي منكم إلى الطعام أو الماء أو إلى مقعد أو إلى الراحة؟"، وذلك انطلاقاً من قناعتها بأنها العمل لا يكون مستداماً حقاً إلا إذا شعر الناس بأنهم موضع اهتمام ورعاية. ما هو المشروع التالي الذي تخطط له Mao؟ "السؤال الذي أود أن أحمله إلى المشاريع التالية هو: كيف نصنع ملابس بطريقة تدعم حياة الأشخاص الذين يرتدونها ويصنعونها؟" سيتم إعادة تصور آلية العمل والبيئة، وتتابع بالسؤال: 'ما الذي سيبدو عليه العمل من مكان يسود فيه اهتمام متبادل؟'.

Whitney McGuire و Dominique Drakeford، مؤسِّستا Sustainable Brooklyn
"الاستدامة مفهوم محلي. يختلف من مجتمع إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى"، كما تقول McGuire و Drakeford اللتان أسستا مبادرتهما القائمة على المجتمع Sustainable Brooklyn لرأب الهوّة بين حركة الاستدامة الرئيسية والمجتمعات المستهدفة، وذلك من خلال التثقيف وتنظيم الفعاليات من جهة والتشاور مع العلامات والمصممين بشأن جهودهم البيئية والاجتماعية من جهة أخرى. فهني تنظم مثلاً "ندوة حول العناصر الأربعة (التراب والهواء والنار والماء) هدفها إعادة تثقيف المجتمع بشأن الاستدامة من منظار الشتات الإفريقي". وتنفذ أيضاً مبادرات محلية لمرة واحدة - وقد جمعت في العام الماضي المال لـ 13 عائلة مقيمة في بروكلين لمساعدتها في تسديد بدلات الإيجار في ذروة الجائحة. ولكنهما سارعتا إلى الإشارة إلى أن قيام المرء بتقديم الرعاية لصالح المجتمع وضمنه، يجب أن يترافق مع حرصه على الاعتناء بنفسه أيضاً. وقالتا: "لقد شكّل تعلمنا لطريقة التعبير عن احتياجاتنا بشكل آمن وشجاع أفضل طريقة لنهتم بأنفسنا"، وذكرتا في هذا السياق Fannie Lou Hamer، وهي من أبرز وجوه حركة الحقوق المدنية والتنظيم المجتمعي، والتي قالت: "لا تنسوا أبداً... من أين أتينا وأثنوا على الدوام على الجسور التي حملتنا". وتضيف Drakeford قائلةً إن "مقدمي الرعاية هم الجسور التي تحملنا نحو الكمال على المستوى الفردي وعلى المستوى البشري على السواء".
تصوير Camila Falquez

الفصل التالي مع Tavi Gevinson
