دورها الأول، بشخصية Veronica Lodge العنيدة في المسلسل الدراميّ Riverdale على منصّة Netflix ، جعل من CAMILA MENDES نجمة تستحق المشاهدة منذ البداية. بينما تستعد لتوديع العرض، تحدثت إلى MARTHA HAYES حول الخروج من منطقة الراحة الخاصة بها، والانغماس بلعبة الشهرة بطريقتها الخاصة، ولماذا أثّر بها فيلمها الأخير، Do Revenge، على مستوى أعمق.
تصف Camila Mendes اللوحة المُعلقة في حمام الضيوف في منزلها في سيلفر ليك، لوس أنجلوس. إنها صورة عادية، هابطة فنياً، لشخصية Veronica Lodge التي أدتها في مسلسل Riverdale، ولا يسع Mendes إلاَّ أن تضحك عند التفكير كيف ستحدّق المرأة بنظرتها الثاقبة بأي شخص يدخل إلى الحمام. وتخطط الممثلة، عند تصوير الموسم السابع والأخير من فيلم الرعب الخارق للمراهقين في العام المقبل، لأخذ لوحة ثانية ( Veronica تسير مع ثلاثة أسود) من المجموعة الموجودة في الموقع كتذكار. "سأعلقها في الغرفة نفسها"، تقول Mendes التي تبدو أنيقة من غير مجهود في كنزة خضراء زاهية وبنطال كريمي وحذاء لوفر أسود من Prada. "أريد أن يكون هذا الحمام مميزاً جداً".
ولكنْ، لسخرية القدر طبعاً، فإن الممثلة البالغة من العمر 28 عاماً والمعروفة باسم Cami، مشغولة جداً في تصوير العرض لدرجة أنّها قلّما تعود إلى المنزل لوقتٍ كافٍ للتفكير بديكوره. مذ بدأ تصوير Riverdale عام 2017، أقامت Mendes في فانكوفر لمدة 10 أشهر كل عام. وعندما التقينا في لوس أنجلوس، كانت في المدينة لمدة 48 ساعة فقط - من أجل تصوير غلاف PORTER والمشاركة في حدث آخر - قبل السفر مجدداً لمتابعة التصوير.
كان العام الماضي، على حد تعبير Mendes، ”مرهقاً والعمل متواصل“. وفي حين أن أي كان قد يرى نهاية السلسلة الناجحة - التي جعلت الممثلة البرازيلية الأمريكية نجمة عالمية مع 27.2 مليون متابع على حساب باسمها على Instagram - فرصةً مستحقة للراحة، فإن Mendes تفعل العكس. لقد صورت بالفعل مشروعين جديدين رئيسيين، تقوم بإنتاجهما تنفيذياً وتؤدي فيهما كذلك دور البطولة. لكنها ستتحدث عنهما لاحقاً.
كانت سنة 2022 مثالية ”لوضع كل الأمور في نصابها الصحيح“ و ”الاستعداد للفصل التالي من مسيرتي الفنية“ - ومثل هذا التصميم على عدم الاكتفاء بما حققته من أمجاد أمر مفهوم عند التفكير في أن Riverdale كانت أول عمل تمثيلي تؤديه Mendes خارج الكلية. ”لا أُشغل نفسي بالعمل لأنني لا أُحب أنْ أكون خاملة، بل أفعل ذلك لأنني أشعر بالقلق بشأن مهنتي“، تعترف.
”لطالما فكرت بهذه الطريقة. أفهم أن صناعة السينما متقلبة للغاية. والشهرة عابرة. قد أكون ناجحة، لكنْ نجاحي يُقاس على آخر عمل أقدمه“.
وإذا كان ’عملها‘ الأخير المقياس، فلا شيء يدعو Mendes إلى القلق. لقد عُرِض فيلم Do Revenge الذكي والبارع عن المدرسة الثانوية الذي شاركت فيه بين مواسم Riverdale العام الماضي، على Netflix في أيلول/ سبتمبر - فأثار موجة من التعليقات وتمت مقارنته بفيلم Mean Girls. كانت Mendes في البداية متحفظة حول تولي المشروع. ”لقد فكرت في أنني تجاوزت المرحلة التي يجب أن أؤدي فيها أدواراً عن المدرسة الثانوية“ - لكنني سرعان ما اكتشفت أنَّ الفيلم أكثر من مجرد دراما للمراهقين. يتناول موضوعه بدايةً الذكورة المفرطة والفطر السحري والحنين إلى التسعينات (مرحباً Sarah Michelle Gellar). لكنَّ الدور ثبت أنه مقنع بشكل خاص.
تؤدي Mendes شخصية Drea، الفتاة الأكثر شهرة وشعبية في المدرسة - إلى أنْ يتم تسريب مقطع فيديو حميمي عنها عبر الإنترنت، فتتعاون مع زميلة دراسة أخرى (Maya Hawke) للانتقام. ”لنْ يُعرض عليّ غالباً تمثيل شخصيات مثل Drea. وهي لا تُقدّم كثيراً لللاتينيات خصوصاً“، تعتبر Mendes. ”لذا وجدتُ أن عليّ الاستفادة من هذه الفرصة. وكنتُ سأكره نفسي لو فوتّها“.
”فضلاً عن أنني لم أؤدِ يوماً شخصية تتمتع بهذا العمق وهذه المكانة. شعرتُ كأن الفُرص لم تُتح لي قبل ذلك الوقت <للتمثيل> حقاً“، كما تقول بصوت هامس، مسرحي. ”هذا لا يعني أنَّ Riverdale لم يمنحني فُرصاً للقيام بذلك، ولكنْ Do Revenge طال جمهوراً أوسع“.
”راق لي أداء دور شخصية غير محبوبة وأثارت فكرة الانتقام اهتمامي. أربط ذلك برغبتي في رد الصاع إلى الذين أساءوا إليّ.
”بعد انتهاء المشروع، انتهى بي بعيش تجربة جعلتني أقرب إلى القصة“، تبوح. ”أمرٌ سبّب لي ألماً شديداً. للفيلم صلة بالواقع - ليس بالنسبة إليّ فقط، ولكن لأي شخص آخر ... يعرف أي شخص ما هو شعور أن يكون مدفوعاً بالغضب والاستياء، وكيف يؤثر ذلك على روحه بمرور الوقت، لدرجة أنه يتعين عليه العثور على طريقة للتحرر منه“.
وكيف تحررت منه؟ ”بالعلاج“، تقول بضحكة ساخرة. ”أعتقد أن الطريقة الوحيدة للتغلب على هذه المشاعر هي قبولها والسماح لنفسك بالشعور بها. ما اعترض طريقي كان محاولتي التصرف وكأنني لست غاضبةً. ينظر الناس إلى الغضب من منظار سلبي. العنف غير صحي ولكنَّ الغضب صحي. الغضب هو مجرد طاقة مكبوتة، لذلك أقوم بالكثير من التدريبات لطرد الطاقة التي يجلبها“.
وعلى ما نتوقع من شخصٍ أمضى سنوات تكوينه تحت أنظار الجمهور، فإنّ Mendes حذرة بعض الشيء في ما تشارك عن نفسها. كانت في سن الحادية والعشرين فقط ولا تزال طالبة في مدرسة NYU Tisch School of the Arts عندما حصلت على دور Veronica. وهي تتمتع بشخصية مرحة أيضاً، فقد أخبرتني وهي تريني صور كلبتها، Truffle، أنها كانت تخطط لحلق رأسها بعد Riverdale لأنها اضطُرت للمحافظة على تصفيفة شعرها لفترة طويلة.
وُلِدَت Mendes في فيرجينيا ونشأت في فلوريدا، وهي الابنة الصغرى لمدير تنفيذي ومضيفة طيران، وقد رحبت بالاستقرار الذي وفرها لها عملها الأوّل لأنّها تنقلت كثيراً عندما كانت طفلة. ”منحني Riverdale الثبات والاستقرار؛ أُشّبهه ببطانية مريحة، إنه شبكة الأمان الخاصة بي“، كما تقول. ”إنّه المكان الذي أشعر فيه بأنني في منزلي. سأفتقد هذا الملاذ الآمن عند انتهاء التصوير“.
ولكنْ، مع انتقال Mendes إلى الإنتاج والإصدار المرتقب لعملين من بطولتها، لن يُتاح لها الوقت للشعور بالحنين إلى الماضي بل بالامتنان فحسب لأنَّ الأعوام التي أمضتها في التمثيل في Riverdale أظهرت لها ما هي قادرة عليه. ”أعتقد أنني طورتُ حساً نقدياً مهماً“، تقول. ”كلما زادت معرفة المرء عن عملية صناعة الأفلام، كلّما زاد إحباطه إنْ لم يكن في موقع القرار، أو ليس له رأي نافذ“.
تعاونت Mendes، بصفتها مديرة تنفيذية، مع Rachel Matthews (زميلتها من خريجات Tisch) لإنتاج Upgraded، ”وهي كوميديا رومانسية شبيهة بفيلم Devil Wears Prada تدور أحداثها في عالم المزادات الفنية“، ومع الموسيقي Rudy Mancuso في الفيلم الأول من إخراجه، Música، عن رجل برازيلي أمريكي يعاني من الحس السمعي المواكب لمُنبهاتٍ غير سمعية.
ثَبُتَ أنَّ الأخير تجربة عميقة بشكلٍ بارز. ”أحسستُ أنني لن أكتفي بلعب دور البطلة الرومانسية، بل أردتُ أن أكون الصوت الأنثوي لهذا المشروع. يمكنني البُكاء كلّما فكرتُ بموضوعه، لقد عنى لي الكثير. لن أنسى هذه التجربة أبداً ولا أعلم متى سأحصل على دور مماثل“، كما تقول، مشيرةً إلى نقص الفرص المتاحة في السينما لللاتينيات.
”حتى الشخصيات في الأفلام التي تُكتب لتؤديها ممثلات لاتينيات، لا تكون لبرازيليات، بل هنَّ دوماً من بلدانٍ أُخرى. لدينا جمهور كامل هنا يائس لرؤية نفسه مُمثلاً على الشاشة، فلِمَ لا نستفيد من ذلك؟“
بعد بضعة أيام من لقائنا، شاركت Mendes تحديثاً عن حياتها الخاصة على إنستغرام يؤكد أنّها و Mancuso أكثر من نجمين زميلين. إنها رسالة غامضة ولكنها معبرة من امرأة ممزقة بين الرغبة في المحافظة على خصوصية حياتها الشخصية لكنها تتفاعل في الوقت نفسه مع الملايين من متابعيها. لأنَّ الشهرة أمر يمكنها قبوله أو رفضه (”أفضِّل أن أعيش حياة عادية تماماً... أعتقد أن الشهرة تصرف انتباه المرء عن أمور كثيرة بشكلٍ لا يُصدّق“)، ولكنْ عندما يتعلق الموضوع بوسائل التواصل الاجتماعي، يغدو الأمر أكثر تعقيداً للممثلة الصاعدة Mendes.
تشرحُ قائلةً، بشكلٍ مدروس وصريح: ”يبدو أنَّ الجميع يتنافسون لجذب الانتباه، ويسيطر خوف حقيقي من أننا إذا لم نكن على صلة بموضوع وسائل التواصل، وإذا لم يتم الحديث عنا بشأن شيء ما، فسوف نُنسى ولن نحصل على عمل“. ”هذه هي القيمة الوحيدة التي تضيفها الشهرة إلى حياتي. هل هذا يرتبط بشكل مباشر بحصولي على عمل؟ في حال كان الأمر كذلك، فهو يهمني“.
”إذا استيقظت غدًا ووجدت أنَّني فقدتُ جميع متابعيّ، فأنا متأكدة من أن ذلك سيصيبني بالجنون؛ ربما سأدخل في دوامة. وهذه النتيجة غير صحية. ستُهدد مسيرتي وأسباب عيشي، وهذا جنون. يُتوقع منا أن نكون أكثر من ممثلين الآن. نحنُ منشئو مُحتوى. نحنُ مؤثرون. كأننا يجب أن نكون كل شيء“.
وتُضيف: ”ما أكرهه في وسائل التواصل الاجتماعي“، ومن الواضح أنها لا تزال تفكر في اللغز، "هو أنها تجبرك على امتلاك علامة تجارية. ولا أريد أن أمتلك علامة. ولكن ها أنا ذا، أمتلك علامة!“
تصل سيارة دفع رباعي معتمة لإعادتها إلى المطار، وتتوجه لإنهاء تصوير الفصل الأول من حياتها المهنية، قبل الاستمرار في الفصل التالي. ربما لم تكتشف كل الحقائق حتى الآن، لكن هناك أمراً واحداً مؤكداً: علامة Mendes ستُحقق بالتأكيد إنجازات عظيمة.
تصويرDaria Kobayashi Ritch
أناقتك على طريقتك - مقابلة مع Beauise Ferwerda
