


على حقيقتها وبكامل صدقها... تُحدّثنا. EMMA CHAMBERLAIN في مقابلة مع OLIVIA PEREZ

”في هذه المرحلة، أعيش في حالة انسجام بين عقلي وجسمي، بطريقةٍ ما. أشعر بأنني مُحاصرة وسجلت الوصول“، تقول Emma Chamberlain، وهي جالسة في منزلها في لوس أنجلوس المغمور بأشعة الشمس الذي اشترته العام الماضي. ليس هذا بالضرورة ما توقعت سماعه من ابنة الحادي والعشرين ربيعاً التي عادت للتو من شهرٍ حافل في الخارج، تضمّن حضورها في مهرجان البندقية السينمائي وظهور صورتها للمرة الأولى على غلاف مجلة Vogue. عندما تحدثنا، في أحد أيام إجازتها القليلة قبل انطلاقها في رحلة جديدة، كانت Chamberlain إلى مكتبها، ترتدي النظارات، من دون مكياج، وهي تفيض بصدقها الآسر الذي بنت عليه حياتها المهنية.
مع صعود نجمها ووصولها إلى الشهرة، أصبحت Chamberlain إحدى أبرز المؤثرات على يو تيوب. تشمل مساعيها المختلفة استضافة بودكاست Anything Goes with Emma Chamberlain الذي حقق نجاحاً كبيراً، وإطلاق علامة قهوة تحمل اسمها، Chamberlain Coffee، تحظى بشعبية واسعة، والعمل مع علامات مرموقة مثل Cartier و Loewe، - والأهم من ذلك - جمع مجتمع رقمي عالمي يضم أكثر من 27 مليون متابع. أدى تأثيرها إلى إدراجها على قائمة Time’s عام 2019 لأهم 25 مؤثراً على الإنترنت وعلى لائحة Top Creators من Forbes عام 2022.
إنَّها من مبتدعي المحتوى القلائل الذين نجحوا في تجاوز شهرة الإنترنت والوصول إلى النجومية العالمية الحقيقية. لكنها، في بلدها، تعتبر نفسها منعزلة، فهي قريبة من عائلتها ودائرة ضيقة من الأصدقاء تضم الكثيرين من فريقها المحترف. وتقول إنَّ العيش في لوس أنجلوس ”عادي وطبيعي جداً“ - لم تفكّر يوماً أنها من المشاهير. لقد اكتسبت شهرةً - على طريقتها. تأخذ والدها في رحلات عمل (مع أمتعة اليد فقط، هذه الأيام، للتخفيف من الأحمال) وتعتبر جدتها من أكبر المعجبين بها.
”ما زلت أرى نفسي الشخص ذاته مذ بدأت مسيرتي“، تقول Chamberlain مع ضحكة مكتومة. ”يجب ألاَّ ينظر المرء إلى حياته المهنية وعدد متتبعيه ليغير ذلك نظرته إلى نفسه. أشعر أنني أعيش حياة طبيعية جداً“. نشأت Chamberlain في سان برونو، في كاليفورنيا، وهي بلدة صغيرة جنوب سان فرانسيسكو. كطالبة في المرحلة المتوسطة، كان تطبيق Instagram هو القاعدة والجميع يحمل هاتف iPhone. بدأت في استخدام يو تيوب في سن السادسة، فكانت تجتمع وأبناء أعمامها بعد المدرسة لتصوير مقاطع فيديو عن حياتهم اليومية. تتذكر مشاهدة YouTube بدلاً من التلفزيون، لذلك أصبح المبدعون الرقميون من مشاهيرها المفضلين. ”لطالما أحببت إنشاء مقاطع فيديو مسلية. هذا هو شغفي الدائم. إنه ابتكار شيء من لا شيء“.


أصبح إنشاء المحتوى ملاذها الآمن في خضم فترة مضطربة في المدرسة الثانوية، حيث لم تجد زمرة لها أبداً - وهو شعور تسلل إلى رؤيتها للعالم الرقمي. انطلقت مسيرتها المهنية بعد لحظة تنوير غيَّرت حياتها: لقد سئِمَت من رؤية مقاطع الفيديو الأكثر مشاهدة ومشاركة وقررت أن تحذو حذو المؤثرين وابتكار محتواها الخاص. كان الأمر رائعاً جداً نسبةً إلى دراما حياة سن المراهقة.
”بدا أن جميع المؤثرين على وسائل التواصل ينقلون صورة عن حياتهم غير حقيقية“، تقول. ”أعلم الآن أن ذلك كان جزءاً من الوهم، وهذا فن بحد ذاته. لا ضير في ذلك، ولكن عندما يكون هناك مجال لإظهار نقاط الضعف، فهذا ما أريد القيام به. أردت أن أشارك ما لا أملك وأنا أنضج لكي يتطلع الآخرون إلى ما يريدون أن يكونوا على مثالي: امرأة شابة، سريعة التأثر وصادقة“. عندما سألتها جدتها: "إذن، ما هي خطتك لهذا المشروع يا Emma؟“ كانت متسلحة بالإجابة - القيام بالأمور بشكل مختلف وإظهار جانب أكثر أصالة من الحياة. تتذكر أنها فكرت: إذا كان على أحد ما أن يفعل ذلك، لن يكون إلاّ أنا.

”عندما تستخدمين مواقع التواصل الاجتماعي كثيراً، تبدأين في تدريب نفسك على تصديق أنَّ ما ترين هو الشائع“، تقول Chamberlain. ”يتطلب الأمر انضباطاً ويقظة لتحييد نفسك وطرح الأسئلة حول كل ما تشاهدين. هل أعتقد أن هذه الصيحة رائعة؟ هل أعتقد أن هذا الأمر غبي؟ هل أعتقد أن هذا الأمر عادل؟ هل أعتقد أن هذا الأمر مقبول؟
أصبحت نقطة الضعف هذه حجر علامتها الأساس. لقد جعلت فكرة - كوني نفسك - مفهوماً ثورياً على الإنترنت في عصر وسائل التواصل الاجتماعي حيث يمكن الوصول بسهولة إلى معلومات كاملة عن الجميع وطرحها للنقاش. يحظى موقعها الخاص على YouTube بالإعجاب على نطاق واسع بسبب لمحات عن حياتها على شكل صور ونصوص موجزة - خزانة ملابسها المليئة بالقطع المزيفة، مذكراتها اليومية غير المحترفة عن أسفارها، ومقطع فيديو لها وهي تُعد الحساء. حتى في The Met Gala، أكثر الأماكن تنظيماً، رفعت الحجاب عن الخصوصية وتحدّت معايير ’الأناقة‘. عندما حضرته للمرة الأولى، استضافت المشاهير على البساط الأحمر لقناة Vogue على YouTube. بعد مقابلتهم لساعات على أعلى الدرج، تتذكّر Chamberlain أنها شعرت بالتعب في الكعب العالي فخلعت حذاءها وانتعلت صندلاً ووقفت على صندوق صابون لتعويض فرق الارتفاع. ”لست في هذا المجال لأكون الأروع لأنَّ الأمر، بصراحة، لا يهمني“، تقول . ”أشعر أن ما يجب أن أقدمه كشخص هو أن أكون شخصاً جيداً“.
مع انتقالها إلى مرحلة البلوغ، تندفع Chamberlain بكل طاقتها نحو فصلٍ ثانٍ في حياتها. ”بلغتُ نقطة معينة أريد فيها استكشاف المزيد ومواصلة تطوير حياتي المهنية مع تقدمي في العمر“. إنها منهمكة أكثر في مشاريعها وتهتم بالجانب التجاري منها، تُدير علامة القهوة التي أسستها، وقد انتهت للتو من جمع 7 ملايين دولار في أول جولة مهمة من تمويل رأس المال الاستثماري للشركة بهدف إنتاج منتجات جديدة وتوسيع نطاق انتشارها في مجال البيع بالتجزئة.

أثارت Chamberlain خضة في وسائل الإعلام عندما أعلنت أنها ستتوقف موقتاً عن تحميل مقاطع الفيديو على قناتها على YouTube، وقد لجأت إلى هذا الخيار لشعورها أنّ الإخراج يتطلب منها وقتاً ساحقاً كمنشئة محتوى اليوم. بعد توقف دام ستة أشهر، عادت إلى المنصة في حزيران بأسلوب جديد. تتناول مقاطع الفيديو التي تقدمها الأحداث الهامة من دون التطرق إلى حياتها اليومية. لقد تخلت عن مدونات الفيديو الأسبوعية لصالح النشر مرة واحدة في الشهر. وهي تغير حدودها. على الرغم من ملايين الأنظار المركزة عليها، لا تشعر المؤثرة بعدم الارتياح من مشاركة أمور كثيرة، كما تقول، ما لم تشمل عائلتها أو العلاقات الشخصية التي تفضل أنْ تُجنبها ”نقمة الإنترنت“.
”مررتُ في مراحل في حياتي المهنية شعرتُ فيها بالضياع والارتباك وعدم التأكد مما عليّ تقديمه لاحقاً“. ”لقد جربت أموراً لم تنجح وأنا ممتنة لأنَّ الناس منحوني فرصة كافية لتحسينها. سأواصل تطوير إبداعاتي، ولكن طالما أنها تنبع من قلبي وأنا متحمسة لها، فلا يهم من يشاهدها وكم تبلغ نسبة المشاهدة على التطبيق. إنها أفضل طريقة لتجنب الفشل“.


أصدرت في وقت سابق من هذا العام حلقة بودكاست بعنوان There Is a Culture Shift Coming، وهو تحليل من ثلاثة أجزاء لمشهد وسائل التواصل الاجتماعي الحالي. لقد عالجت فيها الإرهاق الذي سببه لها YouTube - المنصة التي تأسست عليها مهنتها ولكنها أصبحت أيضاً تستهلك وقتها بحضورها في حياتها على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. ”السرعة التي تمكّن مبدعي المحتوى من إنشائه ومشاركته تختلف عن أي وسيلة أخرى سابقة. كان هناك العديد من الأشخاص الذين يملكون الكثير لتقديمه لكنهم لم يحظوا بفرصة، لأنَّ الوسيلة لم تكن متاحة. اليوم، بات العالم محارةً للجميع، وأجد الأمر جميلاً. لكنّني أتساءل عمّا سيحدث. يبدو أننا في مكان ننفد فيه من كل شيء. وما التالي؟“

يشرقُ وجه Chamberlain أثناء حديثها عن خيارها لأن تصبح صانعة بودكاست. بدأ بودكاست Anything Goes with Emma Chamberlain كمزحة بين أصدقائها الذين قالوا جميعاً إنّها بحاجة إلى بعض المرح واللهو - ولكن لدهشتها، سرعان ما أصبح منصتها المفضلة. في كل أسبوع، تشارك كل ما يدور في ذهنها، من الأزمات الوجودية إلى صداقات النساء. إنه مكان تسمح لنفسها فيه بالتفكير بحرية من دون أي حكم. ”جزء من ابتكار أشياء إبداعية هو تخصيص وقت للتفكير. أمضي الكثير من وقتي في التحديق في الحائط، حرفياً، أفكر... أترك عقلي يتحرر. أعتبر ذلك جزءاً من عملي لأنَّ أفكاري، سواء كانت عادية أو عميقة، من المحتمل أن تنتهي في البودكاست في مكان ما“.
واختتمت حديثها قائلةً، عمّا يرضيها اليوم: ”أشعر بأكبر قدر من الاتساق عندما يكون لدي الكثير من الأعمال لأقوم بها“. ”لا أستخدم الهاتف كثيراً لتصفح ’الوجبات السريعة‘ على الإنترنت. يبقيني ذلك في حالة انسجام ويتيح لي التفكير في همومي الخاصة - وليس في هموم أي شخص آخر“.
تصوير Tom Schirmacher

أناقتك على طريقتك - مقابلة مع Beauise Ferwerda
