


هي النجمة العالمية التي اختارت أن تحافظ على خصوصية حياتها بعيداً عن أضواء الشهرة، تحدثنا JESSICA CHASTAIN عن كيف استطاعت أن تفصل حياتها الشخصية عن التزاماتها العملية وعشقها الأبدي لعملها كممثلة؟ هنا، تشاركنا فرحتها بحصولها على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة لهذا العام عن أدائها لفلم (The Eyes of Tammy Faye). وفي حوارها الشيق مع KATIE BERRINGTON تسلط الضوء بحديثها عن أهمية خلق التوازن بين الحياة السعيدة والعمل، الالتفات إلى الجانب المرح في مواقع التواصل الاجتماعي، وتتطرق إلى الحديث عن العديد من جوانب الحياة.

كان عاماً خارجاً عن المألوف في مسيرة الممثلة الأميركية Jessica Chastain، حتى في معايير هوليوود. لقد شاركت في العديد من المشاريع والأعمال، من البرنامجين التلفزيونيين Scenes from a Marriage و George & Tammy، إلى فيلم الإثارة والجريمة The Good Nurse، والفيلمين الناجحين The 355 و The Eyes of Tammy Faye، وكلاهما أنتجتهما أيضاً. نالت عن الأخير أول جائزة لها على الإطلاق كأفضل ممثلة في حفل توزيع جائزة نقابة ممثلي الشاشة الأمريكية وجوائز الأوسكار. كان عام النجومية، على أقل تقدير.
”أتى الكثير من الناس لتهنئتي بعد مراسم توزيع الجوائز ورأوا مقدار دهشتي“، تقول Chastain وهي في طريقها إلى موقع تصوير Mothers’ Instinct - فيلم الإثارة النفسي الذي يعود إلى ستينات القرن الماضي والذي تلعب فيه دور البطولة إلى جانب Anne Hathaway - في نيويورك. ”أعتدتُ العيش متواريةً عن الأنظار. لستُ شخصية عامة أو اجتماعية جداً ولا أسعى إلى الشهرة... لذا فإنَّ هذا التقدير العالمي يختلف كثيراً عن حياتي اليومية“.
مع سيرة ذاتية تحتوي على بعض أشهر الأفلام في العقد الماضي - The Help، Zero Dark Thirty، Interstellar - واسم يُعد من بين الأكثر تميزاً في هذه الصناعة، كانت Chastain مصرة على إبقاء حياتها الخاصة بعيداً عن الأضواء والتداول، لاعتبارها أنَّ الخصوصية ”رفاهية عظيمة“ في عالمنا اليوم. لم يمنعها هذا من الانضمام إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وآخرها تيك توك، حيث عرضت صور سيلفي مع تعليقات ظريفة، ومقاطع فيديو ماكرة عن روتينها اليومي وبعض التصرفات الغريبة على البساط الأحمر. لقد تبنت الجانب المرح وقد جندت شخصاً ”لحثي على الخروج من منطقة راحتي“، تقول مبتسمة. إنها تحتفظ بحدود مهنية عليها، وهي ضرورية للمنصات التي تشجع الوصول المفلتر إلى وجودك اليومي. ”لا أُريد أن أنشئ سجلاً علنياً لحياتي الشخصية لا يسمح لها بالتالي أن تنمو وتتطور وتتغير“، على حدّ قولها. ”أتعاطف مع الناس، المراهقين [بشكل خاص]، الذين يُفترض بهم أن يرتكبوا الأخطاء لأنها الطريقة التي يشتدون بها وينضجون، ولكنْ سيكون هناك الآن سجل دائم عنها“.

لعل الأضواء العالمية التي سلطتها عليها جائزة الأكاديمية غير عادية، لكنها كانت لحظة فخر ملموسة للممثلة التي تقول إنها تسأل نفسها باستمرار: ”ما الذي أقدّمه للعالم؟ هل أصنع أموراً تعني للآخرين أو، بلغة Tammy Faye [فيلم سيرة ذاتية عن مبشرة التلفزيون التي اشتهرت بتأييدها لمجتمع المثليين والمتحولين جنسياً وغيرهم]، هل أساعد أحداً ما على الشعور بأنه مقبول ومحبوب كما هو عليه؟“
عند تلقيها الجائزة - مرتدية ثوب سهرة مذهل من Gucci مصمم حسب الطلب، وهي متأكدة من أنَّ Faye كانت ستوافق عليه - ألقت خطاباً مؤثراً عن ”الأوقات الصعبة التي شهدنا فيها الكثير من الصدمات والعزلة... وكم من الناس يشعرون باليأس والوحدة“. ماذا تتذكر عن ردود الفعل؟ ”حسناً...“، تصمت قليلاً. ”كانت ليلة غريبة“. أتى خطابها بارزاً، لكنَّ لحظة أُخرى من الحفل هيمنت على العناوين الرئيسية، عندما ضرب Will Smith المُضيف Chris Rock قبل أن يفوز بجائزة أفضل ممثل. لسنا هنا للتحدث عن ذلك، لكنَّ الجو كان مشحوناً عندما أُعلن اسمها وتم استدعاؤها لاعتلاء خشبة المسرح بعد الحادثة بقليل. ”سرتُ في صالة مكهربة، وحاولتُ أن أتصوّر... كيف يمكنني التنفس وإحلال الهدوء“.

كانت مصممة على ما أرادت لفت الانتباه إليه، فنددت ”بالتشريعات التمييزية والمتعصبة التي تجتاح بلدنا بهدف زيادة الانقسام بيننا“ وطرحت أهمية زيادة الوعي بمشكلة الانتحار. ”لقد فقدتُ شخصاً عزيزاً، انتحر [أختها الصغرى، Juliet، عام 2003] وعلمتُ أنني أريد التطرق إلى الموضوع لأننا، مع كل ما يحدث، نتجه بوضوح إلى مكان في سياساتنا قائم على عدم التسامح والتمييز“، تقول لي. ”لم أكوِّن فكرةً كاملة عمّا سأقول، وشعرت من ثمّ بلحظات من التأثر وتراجعت، لكنني كنت أدرك كيف أريد استخدام تلك المنصة العالمية إذا ما اعتليتها لابتداع ما أشاء“.
لطالما كانت Chastain مناصرة ملتزمة وصريحة، لا سيما للمساواة بين الجنسين، داخل مجال عملها وخارجه. وتقول إن التحول الذي شهدته منذ بداية حياتها المهنية كان ”زلزالياً“. ”وهذا أمر مثير لأنني أعتقد أنه مهما بلغ عدد الأشخاص الذين يريدون إجبارنا جميعاً على البقاء ضمن الحدود التي وُلدنا فيها أو أن المجتمع يقول إنه يتعين علينا البقاء فيها، فنحن نتحرك ضد ذلك“.

”أصبَحَت للأشخاص الذي يدخلون اليوم إلى صناعة السينما مجموعة قواعد تختلف عن تلك التي شهدنا قبل 12 عاماً... كان عليّ في الماضي مثلاً، إذا خطرت لي فكرة عن مشهد ما أن أتحدث إلى الممثل الذكر الذي أعمل معه، وإذا أعجبته، يطرحها على المخرج. لاحظتُ أنني إذا عرضت الأمر على المخرج، يأتي الرفض فورياً، من دون مناقشة حتى. [كانت] لعبة سخيفة لا بد من لعبها، ولا أعتقد أن هذا هو الحال الآن“.
وأكدت أنَّ مقدار العمل المطلوب لتحقيق الهدف لا يزال كبيراً، معترفةً بأنَّ ”الناس يعاملونني على الأرجح بشكل مختلف الآن لأنني صنعت أفلاماً كثيرة“. إنها طريقة متواضعة بشكل مميز للتلميح إلى المكانة التي وصلت إليها كونها أحد أبرز الأسماء في المجال. لقد تغيَّرَت أيضاً طريقة تفكيرها في ما خص العمل. إنها تعترف بسعادة بالاعتماد على فريق يُساعدها على إنجاز المهام الضخمة. ”أعلم أن معظم الناس لا يتحدثون عن مستشاريهم الإعلاميين في مقابلاتهم!“، تقول وهي تضحك. ”ولكنْ يجب أن أقول إنَّ Nicole Perna كانت سنداً مهماً لي... حياتي الشخصية غنية وعملي يتطلب مني الكثير، إلى أن وصلت إلى مرحلة في حياتي تساءلتُ فيها: ’وقتي محدود جداً، فكيف أوزع طاقتي وأوفق بين كل مهامي؟‘“ لهذا السبب، أحاطت Chastain نفسها ” بأشخاص رائعين ساعدوني في إنشاء تلك الحدود لأنها حررتني بالتالي للانصراف إلى حياتي، والانغماس فيها أمر رائع“.


وللغوص في الحياة هذه، تهرب من نيويورك إلى مكان إقامتها في الريف حيث تحب الاستيقاظ عند شروق الشمس، المشي لمسافات طويلة، والقراءة، ومشاهدة برامج عن الحياة البرية والطبخ. ”لا يُتيح لي وقتي الانصراف كثيراً إلى [الطهو]، لكنني ذهبتُ إلى مدرسة تعلّم الطبخ واستمتعت فيها كثيراً. وعندما يتوافر لي الوقت في نيويورك، سألتحق بصفٍ آخر. أستمتع بإعداد وجبة والجانب المجتمعي التي تخلقه عندما نجتمع جميعاً لتناولها. أجدها علاجاً شافياً“.
غالباً ما يتداخل العمل والمتعة في عالم Chastain. أحدث إصدار لها، The Forgiven، وهو فيلم إثارة تدور أحداثه في جبال الأطلس المغربية، لفَتَها أولاً أثناء ”إحدى أجمل عطلات نهاية الأسبوع التي حظيت بها في حياتي“، كما تقول، واصفةً إجازة خلاقة رائعة إلى فيينا مع زوجها، المدير التنفيذي لدار أزياء Gian Luca Passi de Preposulo، ولها منه طفلان. دُعي الزوجان لزيارة منزل أحد صانعي الأفلام المفضلين لديها، Michael Haneke، واشترت كتاباً في المطار - رواية Lawrence Osborne العنيفة، الصادرة عام 2012، التي تتناول موجات الصدمة الكارثية بعد حادث مميت في الطريق إلى حفلة منزلية كبيرة. أمضت Chastain والمجموعة عطلة نهاية الأسبوع يتناقشون في مواضيع الفن والقراءة، مع تأثر الممثلة بجو القصة وتعقيدها.
”لقد أحببتها كثيراً لدرجة أنني حاولت شراء الحقوق، لكنها كانت قد بيعت“، تتابع Chastain، التي أسست شركتها للإنتاج، Freckle Films، عام 2016. ووصل من ثمّ النص إلى مكتبها بالصدفة، ”فشعرتُ بالفرح، ’كأنه مقدّر لي أن أحصل عليه‘“. اتصل بها Ralph Fiennes، الذي عملت معه سابقاً في فيلم Coriolanus، وأخبرها أنه ينتج العمل وطلب منها المشاركة في التميل. ”راقت لي فكرة السفر إلى المغرب مع كل هؤلاء الممثلين الرائعين“. اختتمت التصوير قبل أيام من بدء الإغلاق بسبب وباء كورونا في نيويورك، ووصلت إلى المنزل في الوقت المناسب لتكون مع عائلتها.

سيكون من الكليشيهات أن نقول إنَّ رواية القصص هي ما ولدت Chastain من أجله، لكنه بالتأكيد كان حبّ حياتها. وتقول: ”مذ فهمت أنَّ [التمثيل] هو وظيفة، اتضح لي أنه سيكون وظيفتي“. ”كنتُ في السابعة من عمري، أخذتني جدتي إلى مسرحية وقالت: ’هؤلاء ممثلون محترفون، هذا ما يفعلونه‘. وأجبت: ’سأكون مثلهم، الأمر سهل‘“.
وهذه السهولة في العمل رافقتها طوال حياتها. ”أشعر أن لدي مجموعة من المهارات لسرد القصص بهذه الطريقة، ولذا فأنا لا أقاوم أي شيء ... [العمل] هو أحد أسعد الأماكن بالنسبة لي“.
وهي ملتزمة الآن، أكثر من أي وقتٍ مضى، بالبحث عن القصص والمشاريع التي تغيِّر الواقع. في وقت سابق من الأسبوع، اقترحت مسودة مسربة من المحكمة العليا الأمريكية نقض قرار Roe v Wade بشأن الإجهاض القانوني. ”أعتقد أننا بحاجة إلى تذكير بعضنا البعض بالشكل الذي عوملت فيه النساء عبر التاريخ، إذ يبدو لي أنه نُسِيَ“، تقول Chastain، وهي مؤيدة علانية لتنظيم الأسرة، بما يجلب لها الإلهام. ”بمعنى ما، أخذنا هذه الفكرة كأمر مسلم به، [عن] القدرة على عيش حياة خالية من العنف واتخاذ شخص آخر قرارات بشأن رفاهيتنا، وسلامتنا... تأتي هذه الفكرة لتذكيرنا كيف يكون الحال عندما تفقد مجموعة ما حقوقها - إنه تأثير تدريجي. سوف يؤثر علينا جميعاً، ولذا أعتقد أن القصص التي سأبدأ في البحث عنها والنظر فيها يجب أن تُعالج هذا الموضوع“.
عندما تنتهي Chastain من التصوير، فهي تتطلع إلى تمضية الصيف مع عائلتها - ”الذهاب في إجازة وإعادة التواصل“. ستكون فرصة مستحقة للتفكير في وقت عصيب. ”أشعر بالامتنان الشديد وأشعر حقاً في بعض الأحيان أنني مغمورة بأمور رائعة في حياتي“، تقول، ”لذلك أحاول دائماً تذكير نفسي بضرورة الاحتفال بكل شيء، لأنَّ ما نلته من الحياة غير عادي“.

تصويرMicaiah Carter

دليلك المتقن لتنسيق إطلالاتك الصيفية مع Adele Aldighieri
