


كان عام 2022 عاماً فاصلاً بالنسبة لـRILEY KEOUGH، وذلك عندما فازت بجائزة "الكاميرا الذهبية" الشهيرة عن عملها الأول في مجال الإخراج في مهرجان كان السينمائي، وقد أصبحت هذه المناسبة أكثر أهمية لأنها تزامنت مع العرض الأول لفيلم Elvis - فيلم السيرة الذاتية الحائز على جائزة حول جدّها المغني وكاتب الأغاني والممثل الشهير Elvis. هذا العام، وصلت Keough إلى مستويات أعلى وهي تلعب دور البطولة في المسلسل الذي يتحدث عن فريق الروك أند رول الغنائي Daisy Jones & The Six. وتتحدّث الممثلة RILEY KEOUGH إلى MARTHA HAYES حول اكتشاف قدرتها على الغناء، والجانب الأكثر جرأة من الشهرة، وكشف الحب في الظلام.

التقيت بالممثلة Riley Keough صباح يوم أحد، على مائدة إفطار في فندقٍ في لوس أنجلوس، حيث أشارت في بداية حديثنا إلى الحقيقة المعترف بها عالمياً - أقلّه، في هوليود - أنَّ على الممثل أن يكذب أحياناً للحصول على دور. وتقول: ”ندعي أنَّ باستطاعتنا القيام بأمور كثيرة لا ترد في سيرتنا الذاتية. عندما سأل [مخرجو Daisy Jones & The Six في Amazon Prime] عن قدرتي على الغناء، أجبت: ’قولوا لهم نعم، وسوف أجد حلاً للمشكلة قبل نهار الإثنين!‘“
قبل إجرائها الاختبار لدور البطولة في الاقتباس التلفزيوني المنتظر بحماسة لرواية Taylor Jenkins Reid الأكثر طلباً ومبيعاً في أمريكا، والتي تؤرخ أحداث ومغامرات عاشتها فرقة روك خيالية في السبعينات، كان جُل ما غنته Keough طوال عمرها، وهي اليوم في سن الثالثة والثلاثين، لا يتعدى الدندنة في أرجاء المنزل. ولكنْ، لأداء دور Daisy Jones، المغنية الرائعة الرئيسة في فرقة الروك وصاحبة الشعر الناري اللون، كان على Keough أن تُتقن أكثر من مجرد الغناء؛ كان عليها أن تجعل صوتها ’يرن ويصدح‘.
”اتصلتُ بوكيلة أعمالي وشرحتُ لها أنَّ ’طبقات صوتي محدودة!‘“، على ما تتذكر، وهي تُقرّب جهاز التسجيل منها لتُسمعها مدى رقة صوتها. ”أجابت: ’حاولي أداء أغنية لـ Lady Gaga وشاهدي ما سيحدث‘ - غضبت وقلت: ’أغنية لـ Lady Gaga؟ هل جُنِنت؟!‘. جلستُ في سيارتي وبكيت لأنني أدركتُ أنني لا أستطيع القيام بذلك. كرهتُ عدم قدرتي على الغناء“.
بعد عدة جلسات مع مدرب لاحقاً - وبعد جولة شاقة من الاختبارات - اكتشفت الممثلة قدراتها الغنائية وفازت بالدور. دور كانت مهووسة بفكرته قبل أن تقرأ الكتاب: ”أعشق حقبة السبعينات“، تقول. في عالمٍ يتوجس فيه الناس من ’نجاح البعض بسبب روابطهم العائلية‘، فإن المغزى من هذه القصة هو ما يبعث على السرور. لا أحد يستطيع أن يُخادع في أداء الغناء المنفرد. ولا حتى حفيدة ’ملك الروك أند رول‘.
لقد استفادت من علاقات عائلة Keough الشهيرة، لكنَّ أداءها الرائع والمتعدّد الأبعاد في فيلم Daisy Jones & The Six هو صنيعتها بالكامل. فالممثلة التي تم ترشيحها لجائزة جولدن غلوب لإنجازها المتميز في أداء دور مرافقة في فيلم The Girlfriend Experience (2016) للمخرج Steve Soderbergh وحصلت على مزيدٍ من التنويه في الفيلم الدرامي American Honey (2016) من إخراج Andrea Arnold، هي حقاً فريدة من نوعها. وهي لا تحترف التمثيل فحسب - وقد اتضح أنها تغني - بل هي كذلك تُنتج وتكتب وتُخرج (سنتحدث لاحقاً عن هذه الأمور).

تؤدي Keough دور البطولة في Daisy Jones & The Six، وهو مسلسل من 10 أجزاء، أنتجته شركة Hello Sunshine التي أسستها الممثلة Reese Witherspoon، يتناول بالعمق حياة فرقة موسيقية في ذروة شهرتها. إنه رحلة صاخبة لا تتوقف أحداثها عند الجنس والمخدرات وموسيقى الروك أند رول - بل تدور أيضاً حول علاقات الحب المعقدة المثلثة الأطراف، والنضالات في مواجهة الإدمان، والأغاني الجذابة والأصلية التي كتبها المنتج المتميز Blake Mills وأمثال Phoebe Bridgers و Marcus Mumford. حتى التغيير الذي طال ملابسها لتعكس ستايل الشخصية التي تؤدي آسر بالقدر نفسه، فحلّ الجلد ومعاطف الفرو ومكياج العيون الكثيف محل الضفائر والألوان الباستيل والفساتين الفضفاضة. تعشق Keough الزي المريح - ترتدي بنطال جينز وتي شيرت اليوم - على الرغم من أن حذاء سلايد الأسود والنظارات الشمسية كات آي من Gucci تُضفي لمسةً راقية - أو على ما يقول الفرنسيون <je ne sais quoi> - على إطلالتها.
كان من المقرر إصدار المسلسل عام 2020، وعليه التقت Keough وزملاؤها - ومن بينهم Sam Claflin (Billy Dunne)، Camila Morrone (زوجة Billy، Camila) و Suki Waterhouse (عازفة الأرغن Karen Sirko) - للمرة الأولى في نهاية عام 2019، بهدف التدرب على الغناء لمدة شهرين في Sound City Studios في لوس أنجلوس قبل أن يبدأ التصوير. لكنَّ الوباء انتشر بعد ذلك...
وتتذكر Keough قائلةً: ”انتهى بنا الأمر بالتدرب على الغناء والعزف على آلاتنا طوال عام، وأصبحنا فرقةً شرعية حقاً [عبر تطبيق Zoom]. لم أصدق أننا كنا نعزف مباشرةً ونعلم ما نفعل. لم ندَّعِ الثقة بأنفسنا، كان الأمر حقيقياً. أدركتُ أخيراً، أنَّ شهراً أو شهرين من البروفات ما كانت لتُفضي بنا إلى نتيجة، وقول العكس فيه الكثير من الادعاء“.
وفي حين كانت العلاقة العاصفة بين Daisy و Billy في الكتاب مستوحاة من علاقة Stevie Nicks و Lindsey Buckingham، العضوان في فرقة Fleetwood Mac الشهيرة، فإن Keough - التي رحبت بهدوء بطفلها الأول مع زوجها، الممثل ومؤدي المشاهد الخطرة الأسترالي Ben Smith-Petersen، قبل ستة أشهر - بحثت في مجموعة من المراجع واطّلعت على حياة عدد كبير من المغنين، بدءاً من Bruce Springsteen وصولاً إلى Cher، تحضيراً لدورها.

”لم أشأ حصر بحثي بالنساء فحسب، بل أردت كذلك إجالة النظر في حياة Led Zeppelin و Jimmy Hendrix. استوحيت الإلهام من الرجال لأنني شعرت أنَّ Daisy سبقت عصرها، بمعنى مدى انفتاحها واستعدادها لاكتشاف آفاق جديدة وتحليها بالثقة. أعتقد أنَّ هذا كان صعباً حقاً على النساء“.
”لقد شاهدتُ مقاطع فيديو كثيرة لمُطربين من تلك الحقبة للوقوف على حركاتهم. لم تكن الحرية متاحة للنساء كما اليوم، ويتضح ذلك من طريقة تصرفهن على المسرح. كانت حركتهن محدودة ومقيدة في السبعينات، لذلك عانيت من الأمر لأنَّ حركات جسمي نابعة فطرياً من نمط حياة جيلي“.
صممّت الممثلة كذلك على تصوير تعاطي Daisy للمخدرات بطريقةٍ مدروسة ومناسبة. ”لأنه أمر اختبرته في عائلتي“، تقول، بحذر. ”أردت أن تبدو اللحظات التي نرى فيها إدمان Daisy بأنها ليست مثيرة للإعجاب، والتأكد من أنَّ تلك اللحظات لها وزنها؛ نحن نرى خلف الأبواب المغلقة حقيقة الطبيعة البشرية التي تختلف عما يراه الناس في العلن سحراً وجاذبية“.

وما كان حاسماً في تصويرها هو مغزى ”الرحلة“ - من مغنية مغمورة إلى نجمة روك موسيقية حقيقية. ”أردت أن تكون Daisy عادية جداً وطبيعية مثل كل البشر وسخيفة في لحظات. شئت أن أكتشف جوانب أُخرى من حياتها قبل أن ينتهي الأمر بنجمة موسيقى الروك المثالية إلى تعاطي المخدرات“، تشرح Keough، التي استلهمت خصوصاً من ”جوهر الإثارة الطفولية“ على ما تكشَّف لها في رسالة كتبتها Janis Joplin إلى عائلتها عندما كانت تقوم بجولة في ذروة حياتها المهنية.
”حماستها ونظرتها إلى سحر الكون وكفاحها الحقيقي لما تريد أن يكون العالم عليه، مُقابل ما قُدِّم لها، أمور تنطبق عليّ“، تتأمل. ”تنطبق علي أيضاً الطريقة التي لم تؤخذ فيها رؤيتها الفنية على محمل الجد - أعتقد أنَّ نساء كثيرات في ذلك الوقت لم يُقدّرن حقّ تقدير. ولا يزال الوضع على حاله“.
وتتابع بالقول: ”كنتُ أشاهد مقطع فيديو على إنستغرام منذ بضعة أيام لنساء في برامج حوارية في وقت متأخر من الليل من عام 2008 أو شيء من هذا القبيل، والأسئلة التي طُرحت عليهن كانت مروعة ومثيرة للاشمئزاز. كان الأمر مشيناً. كانتَ نظرة الجمهور إلى المرأة شريرة لسنوات طويلة - وما زالت كذلك“.

نشأت Keough في لوس أنجلوس، في بيئة إبداعية جداً (كان والدها، Danny، يعزف على الغيتار باس في فرقة والدتها قبل أن ينفصلا عندما كانت في الخامسة). كانت طفلة مبكرة النضج، تُقدِّم باستمرار المسرحيات وتصنع أفلامها الخاصة، وكانت مُصممة على شق طريقها الخاص. بعد فترة من عرض الأزياء في سن المراهقة، قررت الشروع في مهنة التمثيل.
كانت في العشرين عندما ظهرت للمرّة الأولى في فيلم The Runaways (عن فرقة الروك مكونة من فتيات في السبعينات)، وقد أدّت فيه دور شقيقة Dakota Fanning، ولم تتوقف عن التمثيل مذ ذاك. إنَّ حضورها مذهل، سواء شاركت في فيلم تجاري بميزانية كبيرة مثل Mad Max: Fury Road (2015) أو فيلم مستقل مثير للاستقطاب مثل Zola (2020). تعشق Keough أداء أدوار شخصيات معقدة ومشكوك فيها أخلاقياً تكتشف إنسانيتها وتكشف عنها، فتجعل المكروه محبوباً.
تقول: ”منحتني الحياة نعمة التعاطف مع الناس، أو لعلها لعنة. لكنني حساسة حقاً وأواجه صعوبة ألاّ أجد في الناس ما يُحب، مهما كانوا شنيعين. يمكنني أنْ أشعر أنَّ هناك حبّاً تحت كل هذا القبح. أؤمن بذلك فعلاً“.
و Keough هي أيضاً مخرجة - بعد أن أسست شركة Felix Culpa مع صديقتها المقرّبة Gina Gammell عام 2018 - وظهرت للمرة الأولى في هذا المضمار في مهرجان كان السينمائي لعام 2022؛ في العام نفسه عرض Baz Luhrmann فيلمه الشهير الحائز على العديد من الجوائز عن جدّها. ”لم أُصدّق ذلك“، تتذكّر Keough، التي حاز الفيلم الدرامي War Pony من إخراجها على جائزة <Camera d’Or> عند عرضه للمرّة الأولى. ”كان نجاح فيلمي الأول في مهرجان كان أمراً مفرحاً. وكان لحضور <Elvis> هناك في العام نفسه مغزى كبيراً“.
في كانون الثاني/يناير، ووسط نجاح الفيلم عن <Elvis> في موسم الجوائز، توفيت Lisa Marie Presley، والدة Keough، بشكلٍ مأساوي. جاءت الخسارة المفاجئة بعد سنوات قليلة من وفاة شقيقها الأصغر، Benjamin. بعد وقت قصير من إعلان الخبر، أشادت Keough بذكر والدتها على إنستغرام، ونشرت صورتين لهما، إحداهما بالأبيض والأسود من طفولتها وأخرى حديثة، وعلقت عليها: ”أشعر أنني محظوظة لالتقاطي صورة لأمي الجميلة في المرة الأخيرة التي رأيتها فيها“.

وقد تعلمت الممثلة، التي تبذل الكثير من الجهد في العمل عند توليها مشروع ما، أن تعيد شحن طاقتها في المنزل - وهي لا تزال تقيم في مسقط رأسها، لوس أنجلوس، مع Smith-Petersen وابنتهما. تقول: ”من المهم حقاً أن أبقى على صلة بوطني وعائلتي روحياً، بطريقةٍ ما. أمضي الكثير من الوقت في القيام بأمور أساسية تُعمِّق جذوري. وجسدي مهم بالنسبة إلي لأنني مصابة بداء لايم، لذلك أحاول الاعتناء بنفسي“.
ترى Keough أنَّ الاعتراف بها في كان يعني لها الكثير ويتعدى رؤية اسمها على كأس؛ تعتبر الأمر بمثابة التصديق على عملها. تعترف أنها كانت في الماضي ”تجد أنه من الأسهل ’الانسحاب من المعركة والتظاهر بالغباء‘. أعتقد أنني اكتفيت من الطلب من الآخرين الاستماع إلى رأيي، كوني أنثى: ’من فضلك اسمعني، أعلم ما أتحدث عنه‘ - من دون أن يُفضي ذلك إلى نتيجة“. ”بلغتُ مرحلةً، كامرأة، أستطيع فيها القول لمن يواجهني: ’اللعنة عليك!‘. لستُ هنا عن طريق الصدفة. لقد بذلت الكثير من الجهد والعمل لأكون هنا“. مما لا شك فيه أنَّ Keough، التي تمتد سيرتها الذاتية على صفحات تزداد باستمرار، فضلاً عن مؤهلاتها وصفاتها الشخصية الرائعة، ستحقق الكثير ويلمع اسمها ويرن صوتها أكثر في عالم الفن السابع.


لمَ تُعتبر مجوهرات الأحجار الكريستالية هدايا مثالية
