


في ما لو طُرحت فكرة اختيار أفضل نجم صاعد لعام 2021، لا شك في أنَّ SYDNEY SWEENEY ستكون من أشد المنافسين على اللقب بعد أدائها المذهل في The White Lotus. تحدثت إلى MEGAN LOGUE عن شعورها حيال أدائها لدور إحدى أكثر المراهقات غدراً على شاشة التلفزيون، ومواجهتها للمتصيدين على الإنترنت، والموسم الثاني من مسلسل Euphoria

”مرّ شهران كنتُ منزعجة فيهما جداً من [Cassie] والخيارات التي تتبناها“، تقول Sydney Sweeney، وهي تتحدث عن الموسم الثاني المنتظر بلهفة من مسلسل Euphoria، وبشكلٍ محددٍ أكثر، عما يخبئه لشخصيتها. فهي تؤدي دور Cassie Howard، المراهقة القنبلة التي تقلصت شعبيتها بسبب شعورها القوي بالكآبة، في البرنامج الشهير على قناة HBO. ”إنها تقاتل نفسها [هذا الموسم]. تتخذ قرارات كثيرة بدافعٍ من عاطفتها وليس عقلها... وتدمر علاقاتٍ كثيرة“، تتابع Sweeney، التي تتحدث معي وسط أكوامٍ من الصناديق الكرتونية في شقتها في لوس أنجلوس التي تقوم بتأثيثها حالياً. تصوير الموسم الثاني على وشك الانتهاء، وستُعرض الحلقات الجديدة على الشاشات في يناير 2022.
ونظراً للسرية التامة التي تحيط بالحبكة، فمن المؤكد أن أي خبر سيؤجج حماسة عشاق Euphoria في كل أنحاء العالم. ولكنْ حتى لو كنتِ من القليلات اللواتي لم يشاهدن Euphoria، فمن المحتمل أن يكون وجه Sweeney مألوفاً لكِ. فالممثلة التي لم تتجاوز الرابعة والعشرين، سجلت في رصيدها حتى الآن قرابة 50 مسلسلاً، بما يشمل Once Upon a Time in… Hollywood، Sharp Objects، The Handmaid’s Tale، The Voyeurs، وآخرها، The White Lotus - الذي أصبح من أكثر البرامج المتداولة في الأحاديث هذا العام.

تدور أحداث The White Lotus في جزيرةٍ خلابة في هاواي، وهو عبارة عن كوميديا سوداء تسرد التسلسل الزمني للعلاقات والأسرار بين النزلاء الأغنياء في الفندق - الذي يحمل اسم المسلسل - وموظفيه. وتجسد Sweeney شخصية Olivia Mossbacher، وهي طالبة جامعية مميزة وطموحة، تميل إلى الشر إلى حد كبير، لدرجة أنَّ مؤلف البرنامج، Mark White، وعلى ما تعترف Sweeney، تساءل أحياناً إن لم يبالغوا في ما تقوم به. وإجابة Sweeney الدائمة؟ ”لا. هكذا هم مراهقو هذه الأيام.“ وفيما تبذل جهداً للتأكيد على أنها، Sydney، لا تشبه Olivia بشيء، إلا أنها تعبر بحماسة عن مدى متعتها في تجسيد هذه الشخصية البائسة. ”أحب نبرتها الجافة، الساخرة - لم أؤدِّ سابقاً دوراً كهذا.“ أما تغيير التروس مع كل مشروع جديد، فتُعدّه Sweeney خطوة مميزة. وتقول: ”أريد أن يفاجأ الناس دائماً بالشخصيات التي أؤديها والاختيارات التي أتخذها.“
تمتع The White Lotus بتلك الكيمياء النادرة التي تجعل العرض يحقق نجاحاً باهراً - من طاقم الممثلين الاستثنائي (وقد شمل Jennifer Coolidge، Connie Britton و Alexandra Daddario) إلى خيوط حبكةٍ ممزوجة بطريقة آسرة. ونظراً لأن تسجيله تم خلال الفترة التي بلغ فيها وباء كورونا الذروة، مما تطلب من الممثلين وطاقم العمل الانعزال لتصويره في منتجع Four Seasons المهجور في ماوي، تساءلت إن كان الإحساس برهاب الأماكن المغلقة والتوتر الذي يتصاعد في كل حلقات المسلسل له صلة بالحياة الواقعية. تضحك Sweeney وتجيب: ”كان الأمر أشبه بنسخة مجازية عن فيلم The Shining.“ ”لقد وجدت Jennifer Coolidge [تائهة]، تجول في ممرات متطابقة في الفندق.“
و Sweeney، كممثلة، ليست موهوبة بشكلٍ خارق للطبيعة فحسب، بل إنها تقوم كذلك بعمل شاق. فهي تبتكر كتباً لكل شخصية من الشخصيات التي تؤديها، وتبني قصة حياتهم بتفاصيل دقيقة منذ لحظة ولادتهم وحتى اللحظة التي نقابلهم فيها على الشاشة - كي يغدوا مثل أشخاصٍ حقيقيين بالنسبة إليها، حتى تتمكن من تقمص حياتهم وتجسيدها فعلاً. تُصر Sweeney على أن هذا الإحساس «بالانفصام» يشكّل بالنسبة إليها شكلاً من أشكال الحفاظ على الذات. وهي تُقر بأنها كممثلة تعمل في المجال اليوم، فإن الوقوف أمام الكاميرا ليس المكان الوحيد الذي تحتاجين فيه إلى أداء دور. ”هناك نسخٌ كثيرة مختلفة عني،“ تقول Sweeney. ”هنالك الشخصيات التي أؤدي، ثمَّ Sydney التي تسير على البساط الأحمر وتُجري المقابلات، ومن ثمّ أنا الحقيقية. هذه هي الحدود الفاصلة التي أحافظ عليها [لأنني] لا أريد أن أفقد مَنْ أكون في صميمي.“
لقد كسبت Sweeney درس النزاهة هذا بعد عناء شديد، وقد وجهت في مايو من هذا العام، نداءً مؤثراً على Instagram Live، طلبت فيه من متابعيها فهم التأثير الذي يمكن أن تتركه كلماتهم على الناس، بعد أن اكتشفت أن أسمها كان متداولاً على Twitter حيث راح المتصيدون عبر الإنترنت ينتقدون مظهرها. عندما أثنيت على Sweeney في استجابتها لإضفاء طابع إنساني على المحادثة وتشجيع الناس على إعادة التفكير في السلوكيات المبتذلة، السامة والمثيرة للاكتئاب، بدت متحفظة. ”ليس في الأمر شجاعة. كان تصرفهم دنيئاً،“ على ما تتذكر.”يرى [الناس] البهرجة والإطلالات اللامعة فيعتقدون أن هذا ما نعيشه على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.“


ليس غريباً على Sweeney أنَّ البعض يكوِّنون افتراضات خاطئة عنها، ووجدت أحياناً متعةً في دحض تلك المفاهيم الخاطئة. بدت مسرورة وهي تخبرني قصةً تعود لسن مراهقتها عندما بدأت تتعلم فنون القتال المختلطة - إحدى الرياضات الكثيرة التي تتفوق فيها. ”كنتُ الفتاة الوحيدة في قاعة التدريب تلك، وأردت أن أعبث بعقول جميع الرجال الموجودين‘. لذا، اشتريت كل شيء باللون الوردي - الأوشحة، المعطف، القفازات، واقي الفم، كل شيء - لأنك عندما تدخلين إلى الحلبة كفتاة ترتدي اللون الوردي، يستخف بكِ الرجال. ولكنْ، عندما تركلين مؤخراتهم وتلقنينهم درساً، ستستمتعين بأعظم شعور على الإطلاق“.
من الواضح أنَّ المثابرة سمّة تتميز بها Sweeney، لكنّها سمّة اختُبرت وصُقِلت. حين ناقشنا بداياتها في عالم التمثيل، أكَّدت Sweeney، التي وُلِدت وترعرعت في سبوكين، واشنطن، قصّةً قرأتها على الإنترنت عن الطريقة التي قدَّمت فيها، وكانت في الثانية عشرة، خطة عمل مدتها خمسة أعوام إلى والديها لإقناعهما بدعم مسيرتها التمثيلية. ”ما زلت أطلب من والدتي أن تبحث عنها لأقارن كيف أصبحت عليه حياتي منذ ذلك الحين،“ تقول. وافق والداها وكانت النتيجة مثمرة - تُعد Sweeney اليوم إحدى النجوم الصاعدين الأكثر طلباً في هوليوود. ولكنْ، إذا بدت القصة الحقيقية رائعة إلى درجة لا تصدق، فلأنها كذلك في الواقع. و Sweeney صريحة بشأن المصاعب التي واجهها والداها والتضحيات التي قدماها. ”لست ابنة عائلة ثرية. عندما انتقلنا إلى لوس أنجلوس، كان كل شيء مكلفاً جداً لدرجة أننا خسرنا منزلنا في واشنطن - وكل شيء آخر نملكه.“


ويوضّح كل هذا رغبة Sweeney في اكتساب حرية أكبر في مجالٍ تخضع فيع مهنة الفرد غالباً لنزوات الآخرين. التَحَقَت أخيراً بكلية إدارة الأعمال وأطلقت شركتها الخاصة للإنتاج، Fifty Fifty Films، التي بدأت للتو العمل في مشروعها الأول - اقتباس تلفزيوني لرواية They Wish They Were US المخصصة لليافعين، من تأليف Jessica Goodman. وبما أن العمل الأول يأتي غالباً بمثابة مانيفستو إبداعي، فما الذي جذب Sweeney في هذه الرواية؟ ”وجدتها تتطابق تماماً مع كل ما يجول في رأسي. فالموضوعات والديناميكيات والقضايا الاجتماعية التي تستكشفها تتوافق تماماً مع المشاكل التي نواجهها اليوم،“ تُجيب. ستكون Sweeney المنتجة التنفيذية للمسلسل وتؤدي فيه دور البطولة إلى جانب صديقتها، الموسيقية Halsey [اسمها الحقيقي Ashley Nicolette Frangipane]، وهو أمر يثير حماسة Sweeney بشكلٍ خاص. ”أنا و Ashley صديقتان حميمتان - سيكون ممتعاً جداً وجود رفيقة في موقع التصوير.“
وفيما تستمتع Sweeney ببناء مشروع من الألف إلى الياء، ينصب تركيزها حالياً على الحلقات الأخيرة من Euphoria. فالمسلسل الذي ابتكره الكاتب والمخرج Sam Levinson وتؤدي فيه الممثلتان Zendaya و Hunter Schafer الدورين الرئيسيين، يتناول عالم المراهقين اليوم بنظرةٍ ثاقبة، صادمة أحياناً، وصادقة دوماً، وقد حقق الشهرة لنجومه الشباب مذ بدأ بثه في يونيو 2019.

و Sweeney مقتنعة أنَّ نجاح المسلسل يعود لطبيعة مواضيعه العالمية. ”ليس المراهقون وحدهم مَنْ يعيشون تلك المواقف. ما مِن أحد منا يكبر وينضج فعلاً.“ في رأيها، نجاح Euphoria وتفوقه يستند على الدقة التي يعالج فيها مواضيع صعبة ومحرمة أحياناً كثيرة. ”عندما تتناول الأمور بجدية، يتلقفها المشاهد بطريقة جادة“، كما تشرح. في الموسم الماضي وحده، تطرقت قصّة Cassie إلى مواضيع تتراوح من التشهير بها كفاسقة إلى الخلل الوظيفي المنزلي، الإدمان والحمل.
ولا يمكن إنكار أن مشاهد الجنس في المسلسل كانت تصويرية - سواء كان ذلك غير مبرر أم لا، فقد أثار الموضوع جدلاً في وسائل الإعلام - وبما أن التدريب على المشاهد الحميمية أصبح ممارسةً معيارية في مجال صناعة الأفلام في الأعوام الأخيرة، أتساءل إذا كان هذا هو المورد الذي ساعد Sweeney على أداء تلك المشاهد. تُشبّه الممثلة تصميم المشاهد بالرقص لأنَّ الأداء ”تقني جداً“، وتشير إلى أنَّها، من وقت لآخر، كانت هي نفسها تفاجأ بالنتيجة النهائية. ”أحياناً كنتُ أشاهد مشهداً بعد بثه فأصرخ، ’اللعنة، لا أتذكر حتى أنني فعلتُ ذلك - يبدو الأمر أسوأ بكثير مما كان عليه!‘“

طاقم الممثلين مقرّبٌ من بعضه البعض، تقول، لكنّها كوّنت علاقة وثيقة مع أختها الكبرى على الشاشة Lexie، التي أدت دورها Maude Apatow. خططت الممثلتان لمشاريع كثيرة لبدء موسم الأعياد بتمضية يوم في ديزني لاند عندما ينتهي التصوير، لكنَّ Sweeney لن تحتفل فقط مع عائلة Euphoria بالأعياد. يمثل هذا العام علامة فارقة للممثلة، إذ ستكون المرة الأولى التي تستضيف فيها عائلتها الكبيرة، في منزلها في لوس أنجلوس الذي اشترته في الآونة الأخيرة.
”آمل فقط أن تصل أريكتي في الوقت المناسب، كي لا نجلس جميعاً أرضاً لمدة أسبوع!” تضحك وتمزح قائلة إنها تتوقع بقوة أن تتناول العائلة الوجبات الإيطالية السريعة في يوم عيد الميلاد. ومهما كانت قائمة الطعام، يبدو أنها ستكون طريقة لا تُنسى لاختتام عام مميز في حياة الممثلة.
تصوير Carin Backoff

لمَ تُعتبر مجوهرات الأحجار الكريستالية هدايا مثالية
