01_ZINNIAKUMAR_AUG09_BANNERMOBILE_600X1088
01_ZINNIAKUMAR_AUG09_BANNERMOBILE_600X1088
01_ZINNIAKUMAR_AUG09_BANNERMOBILE_600X1088

تمثّل العالمة والمثقِّفة وعارضة الأزياء ZINNIA KUMAR ما يعنيه أن يكون الشخص متعدد المواهب. فبدءاً من تناول مواضيع التمييز على أساس لون البشرة وتحليل سياسات الجمال بهدف إثبات عدم صلاحيتها، وصولاً إلى قيادة التنوع في عالم البيئة، تعمل ZINNIA KUMAR على إعادة تشكيل المجتمع من خلال حملات تُدرَس كل منها على حدة وبشكل معمق، وفقاً لـ AMANDA RANDONE

02_ZINNIAKUMAR_03AUG_MOBILE_311X464

باغتتني Zinnia Kumar بإخباري باللقب الذي أُطلق عليها في صغرها: "كنتُ ملقبة بـ Gollum،" قالت العارضة وعالمة البيئة والكاتبة البالغة من العمر 26 عاماً، بينما أخبرتني عبر تطبيق زوم عن المرة الأولى التي ساعدتها فيها إحدى العاملات في متجر لبيع مستحضرات التجميل في مدينتها سيدني. Gollum - الشخصية الخيالية في فيلم Lord of The Rings؟ أوضحت قائلةً: "هذا لأنني أملك عينين كبيرتين". 

وعلى الرغم من عدم وجود أي شيء يذكّر بـ Sméagol- في عينيها، إلا أن حجمهما ملفت حقاً. كذلك، فنظراتها ملؤها يقظة ملحوظة، وهي سمة تنسبها Kumar إلى شخصيتها الانطوائية. وقد قالت في هذا السياق: "في الخامسة من عمري، كنتُ بالفعل تلك الفتاة الشديدة التركيز التي تراقب الجميع وترى كل شيء وتبحث عن أسبابه." وتتركز قوة التركيز تلك في نظرتها التي كادت تثقب شاشتي بالتأثير نفسه الذي نراها فيه على أغلفة المجلات ومنشورات الحملات. وهذا هو أيضاً ما دفع بـ Kumar إلى دخول ميدان العلوم، حيث تُعتبر الملاحظة والتحليل عُنصرين أساسيين في مهنتها كعالمة بيئة معتمدة وكمتخصصة في علم الأحياء التطوري. إنهما العالمان اللذان تتأرجح بينما Kumar التي تعتبر أن تلاقي مساراتها المهنية هو ما يعود بالفائدة القصوى. 

"إن جمع كل الأمور التي أعشقها [بقدرة] الموضة على الوصول إلى ملايين الأشخاص أمر ذو تأثير كبير فعلاً. هدفي في كل شيء هو تثقيف الناس ليتمكنوا من اختيار القيام بشيء ما... أو على الأقل من متابعة المحادثة".   

03_ZINNIAKUMAR_03AUG_MOBILE_311X464

وقد تتراوح هذه المحادثات بين النقاشات الدقيقة حول سياسات الجمال والنقاشات المعمقة في الآثار البيئة العالمية للنزعة الاستهلاكية. وتتناول Kumar، وهي من أصل هندي، هذه المواضيع بحرية تامة على حسابها على الإنستغرام حيث يفوق عدد متابعيها 400,000 شخص. وبين المنشورات التي تسلط الضوء على مبادرات التصميم المسؤولة من قبل مجموعة بارزة من شركاء العلامات والصور التي تعرض فيها الأزياء وصورة السلفي الوحيدة، ثمة رسوم تدين طريقة التصوير الاستشراقية للجنوب آسيويين من قبل وسائل الإعلام وإثباتات عن رسائل ثقافية مضرة، بل قاتلةحول العِرق تم نشرها على مر التاريخ عن طريق الإعلان والأدب. تتناول بشكل خاص أوجه التفاوت الاجتماعية والنفسية والاقتصادية التي أزكاها التمييز على أساس لون البشرة والطريقة التي استُغلت فيها هذه الأفكار السلبية لجني الأرباح. 

04_ZINNIAKUMAR_03AUG_MOBILE_311X464
05_ZINNIAKUMAR_03AUG_MOBILE_311X464

وتشرح Kumar ذلك بالقول: "عندما تحولت معايير الجمال لدى النساء الأوروبيات إلى البشرة السمراء في منتصف العقد الثاني من القرن الماضي، فقدت منتجات تبييض البشرة شعبيتها في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، فأُعيد توضيبها وشحنها إلى بلدان أجنبية ليستهلكها أصحاب البشرة الملونة. واستفادت شركات الأدوية من نقاط ضعف الناس ومن رغبتهم في عدم التعرض للنبذ من المجتمع. وقد دفعت الإعلانات حقاً بأصحاب البشرة الملونة إلى الاعتقاد بأن استعمال هذه المنتجات سيجنّبهم اختلال توازن القوى هذا".

وتتحدث Kumar عن هذه المسائل مرتكزةً على معرفة واسعة اكتسبتها من البحث الجامعي حول جاذبية الإنسان الذي أجرته في سيدني قبل أن تنتقل إلى لندن لاستكمال دراستها في علم النفس الصناعي والتنظيمي والتجاري. ومع تركيز على الاستدامة وعلى المسؤولية الاجتماعية للشركات، توظّف Kumar ما تعلمته لتنمية شركتها الناشئة التي تقدم استشارات في مجال التأثير الاجتماعي والإنتاج واسمها The Dotted Line. تتمثل مهمتها في تعزيز الشعور بالانتماء بشكل فعال بين المحترفين من أصحاب البشرة غير البيضاء من خلال تشجيع تعزيز الأمان والشمول في أماكن العمل. ويجري العمل حالياً على سلسلة بودكاست خاصة بها يُتوقع إطلاقها في الخريف المقبل، تتضمن مقابلات حول الأنظمة الإقصائية في مجال الموضة (وتقدّم عملية اختيار العارضات كمثال)، وقد قامت بالاستعانة بفريق مؤلف بالكامل من أفراد جنوب آسيويين وتعمل معه حالياً على إنتاج وثائقي عن التمييز على أساس لون البشرة من منظار أشخاص اختبروه بأنفسهم.    

06_ZINNIAKUMAR_03AUG_MOBILE_311X464

"أعتقد أن الأمر يتعلق بالرجوع خطوة إلى الوراء والنظر إلى المشكلة ككل وفهمها على مستوى إنساني. والطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي إتاحة المجال أمام أشخاص محليين يتحدثون اللغة؛ ويعرفون تلك الثقافة؛ وقد عاشوا تلك الثقافة، للتحدث عن الموضوع"، كما تقول Kumar مشددةً على أهمية التنوع في صناعة السينما سواء أكان ذلك بين الممثلين أو بين أفراد أطقم العمل". "من شأن ذلك أن يعيد إلينا قوّتنا." 

وقد أشارت كذلك إلى أن توسيع نطاق التمثيل في مجال الموضة خارج منصة العرض هو على القدر نفسه من الأهمية، لتحسين النتائج المهنية للمبتكرين من ذوي البشرة الملونة. هل كانت لتظهر في حملة لشركة Off-White - وقد كان ذلك أبرز ظهور لها في مسيرتها في مجال الموضة - لو لم يكن مؤسِسها ورئيسها التنفيذي Virgil Abloh رجلاً من ذوي البشرة السوداء وقد تمكن من التغلب على التحديات والدخول إلى مجال يسيطر عليه البيض؟ على الأرجح لا، في رأي Kumar. "أظن أن جزءاً من سبب مشاركتي وحتى من تمكني من القيام بذلك، كان Virgil بحد ذاته، لأنه من أصحاب البشرة الملونة أيضاً، والأمر يتعلق بتوفير هذه المساحات [لبعضنا البعض]".   

07_ZINNIAKUMAR_03AUG_MOBILE_311X464

تتحدر Kumar من عائلة من المزارعين الهنود الذين أتوا إلى أستراليا منذ عام 1859، وقد شهدت على انتقال الآثار المستمرة للاستعمار من جيل إلى جيل، على شكل موارد طبيعية مستنزفة ومُثُل جمالية ذات توجه أوروبي تولي التقدير للبشرة البيضاء. وينبع التزامها بالتوعية بشأن هذه الأخيرة من ذكريات طفولتها التي ترى فيها والدتها التي كانت تعاني من صعوبة في إيجاد كريم أساس بلون مناسب لبشرتها الداكنة، وجدتها التي كانت تصر عليها لتفادي التعرض للشمس. 

وعن التمييز الذي لاحق والدتها حتى الصيدلية المحلية، تقول Kumar: "إنه نوع من العنف الذي يواجهه الناس لأنه يقال لهم ضمنياً إنهم لا يتمتعون بالجمال الكافي لدخول عالم الجمال. وإنّ أحداً لا يفكر فيهم حتى". من خلال تحليل وفهم الظلم الذي واجهته كل من والدتها وجدتها، تمكّنت Kumar من التصدي لعودة ظهوره في حياتها. "بالنسبة إلى جدتي التي تم تزويجها في سن صغيرة جداً لأنها كانت صاحبة البشرة الأكثر قتامةً في عائلتها، التي قلقت بشأن عدم تمكّنها من إيجاد زوج، فقد كانت البشرة الفاتحة مساوية لمستوى من الحرية والامتياز أرادت لي التمتع به، ولم يكن أمامها طريقة للتعبير عن ذلك سوى الإصرار علي لعدم التعرض للشمس". قالت بألم إنها فقدت حتى بعضاً من أحبائها الذين قرروا الانتحار بسبب ثقل عبء التمييز. وأضافت قائلةً: "هذه القصص ليست فريدة، ولكنها لا تُروى قط".

وفي حين تقر Kumar بالامتياز الذي أكسبها إياه لون بشرتها الأفتح مقارنةً بأفراد آخرين من مجتمع الجنوب آسيويين، فهي ليست بمنآى عن التذكيرات الدائمة لها بأنها مختلفة، والتي سلبتها تقديرها لذاتها في سن المراهقة. وتشير إلى شعورها العارم بالحزن وعدم الأهلية الذي اختلجها عندما أدركت أنها لن تستطيع أبداً الظهور بمظهر النساء اللواتي تحتفي بهنّ وسائل الإعلام. وقد تعززت هذه المشاعر لديها في المراحل الأولى من مسيرتها في مجال عرض الأزياء بعد أن رفضت وكالات عديدة انضمامها إليها.   

08_ZINNIAKUMAR_03AUG_MOBILE_311X464
09_ZINNIAKUMAR_03AUG_MOBILE_311X464

ولكن، ها قد ظهرت Kumar على أغلفة عدد من المجلات بعد حوالي عقد من الزمن، وأصبحت الامرأة الهندية الأولى التي تظهر على غلاف مجلة Vogue Australia منذ تأسيسها قبل 62 عاماً. بالإضافة إلى ذلك، فهي عالمة البيئة الأولى على الإطلاق التي تظهر على غلاف مجلات Vogue. إنه إنجاز تعتبره مهماً ليس للأجيال المستقبلية فحسب، بل للأجيال السابقة أيضاً. فبالإضافة إلى الدموع التي اغرورقت بها عينا جدّتها الوقورة، تقول Kumar إن الجزء الذي تعتبره مجزياً في المقام الأول هو تلقيها رسائل من فتيات من خلفيات عرقية مماثلة وحتى من شابات من مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، يخبرنها فيها بأن رؤيتهن لها جعلتهنّ يشعرن بأنهنّ ممثَّلات أيضاً. 

وعلى الرغم من الأغلفة والحملات ومن الثقة التي ترافق هذه الإطراءات، إلا أن Kumar لم تتخلَّ عن ذهنيتها المينيمالية. فهي تعتبر أن الاستدامة في مجال الموضة لا ترتبط حصراً بالمواد التي تُصنع منها الملابس، بل تتخطاها إلى طرق استعمال هذه الملابس واحترامها. لطالما اشترت Kumar قطعاً تنوي ارتداءها لسنوات طويلة - وهي تفخر حالياً بارتدائها بليزر بأكتاف مبطنة من Acne Studios بشكل متكرر.   

10_ZINNIAKUMAR_03AUG_MOBILE_311X464

وعلى الرغم من أنحسابها على تويتر يتضمن دعوات طارئة إلى مزيد من التنوع في القطاع البيئي (وتشير في هذا السياق إلى أن %97 من العاملين في مجال البيئة في المملكة المتحدة هم من ذوي البشرة البيضاء) فهي تعزو عشقها لعلم الحفاظ على الأحياء إلى مشاهدتها الأفلام الوثائقية التي كان يقدمها David Attenborough في طفولتها. ولكنعمل Kumar الميداني في الأدغال الأسترالية هو ما غيّر رؤيتها حول الاستهلاك الواعي - وخصوصاً اكتشافها طيراً من فصيلة الغاقيات ميتاً تحت كومة من النفايات البلاستيكية على جزيرة نائية. "ثمة أمر أذكره جيداً و[أطبقه] في مجال الموضة، وهو أن فعلاً صغيراً قد يعود بتأثير هائل على بعد آلاف الأميال. خيار واحد نقوم به قد يكون له تأثير في مكان آخر وهذا ما أحاول تطبيقه في عملي". 

وتثبت منصة Kumar الآخذة في التوسع أن الناس يصغون إلى ما تقوله، وأنهم يهتمون لما تقوله سواء أكان متعلقاً بحماية كوكبنا ومحاربة الظلم الاجتماعي أو رفض معايير الجمال القديمة، وهي تشعر بالامتنان لذلك. "أريد أن أضمن أنني تمكنتُ من إحراز بعض التحسن منذ مجيئي إلى هذه الأرض قبل أن أغادرها - حتى ولو تمكنتُ من التأثير في شخص واحد، وإلا فسأشعر بأنني احتللتُ مساحة واستخدمتُ موارد الأرض من دون أن أقوم بأي شيء في المقابل. أعتقد أن تلك هي الفلسفة خلف كل ذلك".  

تصوير Rodrigo Carmegua

Tavi Gevinson _01_JUL11_Exitgate Mobile_375x211
01_COVERSTORY_JULY26_EXITMOBILE_375X211