شارفت الأيام التي كان يتم فيها تصنيف الساعات بشكل قاطع بين رجالية ونسائية على الانتهاء. إليكِ مقابلة CHARLIE BOYD مع عدد من الخبيرات في هذا المجال والتي تتناول فيها روعة الساعات البارزة، بصرف النظر عن النوع 

كان هناك نكهة مميزة زاخرة بالتجدد في يوم انطلاق معرض Watches and Wonders، 2021، حيث تم كشف النقاب عن أحدث الإنجازات الهندسية في عالم الساعات الفاخرة على يد Catherine Renier، وهي المديرة التنفيذية لدار Jaeger-LeCoultre – والتي قدمت ساعة ’Reverso Hybris Mechanica Caliber 185 Quadriptyque‘. إنها ساعة ’Reverso‘ الأكثر تطوراً على الإطلاق وتمتاز بمقاسات ضخمة حيث تتخطى الـ 50 مم في الطول والـ 30 مم في العرض والـ 15 مم في العمق - ما يجعلها قطعة عملاقة في لغة صناعة الساعات. وعند سؤالها من قِبل مُضيفتها Suzanne Wong، وهي محررة المجلة الإلكترونية World Tempus، عما إذا كان يتم الإعداد لإطلاق ساعة ’Reverso‘ هذه بتصميم نسائي، بادرت Renier إلى الإجابة بأنها ليست ساعة رجالية، بل إنها ساعة فحسب، وسارعت إلى وضعها حول معصمها لإثبات ملائمتها للنساء أيضاً.  

وتابعت قائلةً إن الدار كشفت أيضاً عن تصاميم إضافية حديثة مرصّعة بالأحجار الكريمة وذات موانٍ مُزينة بنقشات الزهور من ساعات ’Reverso‘، وحرصت على وصفها بالأمثلة الممتازة على التقنيات الحرفية التي تشتهر بها الدار. وشرحت قائلةً إنه وفي حين أن إطلاق التصاميم ’النسائية‘ التقليدية سيتواصل بالطبع، إلا أن الحديث ذا الطابع النوعي عن الساعات بدأ بالتغير، وهو ما قد حان وقته بالفعل.  

بحسب ما تقوله Ming Liu، الصحفية الشهيرة المتخصصة في مجال الساعات ومحررة عمود فن صناعة الساعات في صحيفتيّ Financial Times وNew York Times، فقد ”بدأت علامات تجارية كثيرة باتباع هذا الاتجاه. لم يعد الأمر يعتمد على نوع الشخص بقدر ما يعتمد على الحجم - وقد شهدنا ذلك بالفعل في منتجات عديدة أخرى؛ ففي ما خص أحذية سنيكرز مثلاً، لم نعد نُصنّفها كرجالية أو نسائية - بل ندع الأمر لمن ينتعلونها. نحن أذكياء بما فيه الكفاية لنعرف ما نحتاج إليه، وكلما ازداد عدد العلامات التجارية التي تتخذ هذا الاتجاه، أصبح الأمر طبيعياً للجميع؛ ومن شأن ذلك أن يسمح بتمكين العملاء“.  

وفي الأسبوع نفسه لإطلاق ساعة ’Reverso‘، أعلنت مؤسِّسة Watchfinder & Co.‎‏‏ المتخصصة في شراء وبيع الساعات المستعملة، عن عزمها على إلغاء كل ما يدل على النوع تماماً من عروض منتجاتها. وقدمت Cartier أيضاً التي تلتزم بتصميم ساعات مناسبة للجنسين حصراً، تصاميم مرنة نوعياً يمكن القول إنها خطفت الأضواء في عرض Watches and Wonders. فقد تم تحديث ساعة ’Tank Must‘ من Cartier والتي صُممت في عام 1977، بألوان الخمري والكحلي والأخضر الزمردي المناسبة للجميع. وصُنفت مقاسات هذه التصاميم الجديدة بكل بساطة بـ ’الصغير، الكبير والكبير جداً‘ من دون الإتيان على ذكر نوع الشخص، وهو ما ينطبق أيضاً على ساعة ’Ballon Bleu‘ الجديدة التي يبلغ مقاس قُطرها 40 مم، وهي عبارة عن تصميم آخر ضخم ويتبع الاتجاهات الرائجة.  

وقد لفتتنا أيضاً كثرة تصاميم الساعات التي يناهز قُطرها 36 مم - وهو مقاس مناسب لمتوسط مقاسات معاصم الرجال والنساء، كما أن مقاسات ’الساعات الرجالية‘ (إن كان لا يزال بإمكاننا الإشارة إليها على هذا النحو) تقلّصت مقارنةً بتلك التي أُطلقت خلال العام الماضي أيضاً، مما يُتيح خيارات أكبر لصاحبات المقاسات الصغيرة من بيننا. مواني الساعات شبيهة بحاشية الملابس - فهي في تغير دائم يتأثر عادةً بروح العصر من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.  

وتُحلل Liu ما إذا كان التحول نحو الحياد النوعي قد تسارع مؤخراً في ظل اعتماد المزيد من العميلات للتسوق عبر شبكة الإنترنت. "لم تعد العميلا يذهبن إلى المتاجر حيث يتم توجيههن تلقائياً إلى الأقسام المخصصة ’للسيدات‘"، كما تقول. "أصبحن يتسوّقن عبر شبكة الإنترنت حيث يستطعن الاطلاع على كامل مجموعة المنتجات بسهولة وربما حتى من دون تسجيل النوع المؤهل لكل ساعة". ومن المرجح أيضاً أن نساء الجيل زِد Gen Z، ولدى ارتقائهن سلم الحياة المهنية، لن يحبذن أن يكنّ محدودات بالساعات ’النسائية‘ وهو أمر بديهي بعد أن يكنّ قد أمضين 20 عاماً في اختيار الحذاء السنيكرز الذي يعجبهن بدون أي اعتبار للنوع.  

لحسن الحظ أننا بدأنا نشهد هذا التحول النوعي على مستوى التصاميم منذ فترة. وتشرح المحررة المتخصصة في مجال الساعات Laura McCreddie-Doak قائلةً: "أظن أن التصاميم بدأت تراعي مؤخراً ما تريده المرأة فعلياً من الساعة. في الماضي، كانت التصاميم النسائية عبارة عن إصدارات رجالية مصغّرة باللون الزهري؛ حيث كان يتم تصغير المواني وإضافة أساور زهرية اللون وتحويل الحركة من ميكانيكية إلى كوارتز". "عندما بدأت العلامات بالتفكير في ما قد تريده المرأة فعلياً من الساعة وفي مئات الاحتمالات المتاحة - وذلك لأن %49.5 من سكان العالم لا يُفكرون بنفس الطريقة - أصبح من الطبيعي أن تكتسي التصاميم بطابع أكثر جرأة". ولم تعد الافتراضات المتعلقة بالنوع الاجتماعي ملائمة كما في السابق، وهو أمر ينطبق في الاتجاهين - فثمة العديد من الرجال الذين يحبذون الساعات المرصّعة بالأحجار الثمينة بالكامل. وتتابع McCreddie-Doak قائلةً: "أصبح التصنيف النوعي لكل شيء يبدو مقيِّداً جداً. ترتدي النساء ساعات توصف بالرجالية منذ زمن بعيد. إلا أن هذه التوصيفات أصبحت بالية".  

وثمة أمثلة عديدة عن نساء خبيرات في هذا المجال تحوّلن إلى هذه الطريقة في التفكير. وتقول Déby Maldonado مثلاً، وهي شخصية مؤثرة في عالم الساعات معروفة بـ ‎@IWCgirl: "أحب المقاسات 36 و37 و40 و42 و44 مم على معصمي“، وقد ازداد عشقها لساعات IWC Shaffhausen الملائمة للجنسين على مر الأعوام التسعة التي أمضتها في العمل في متجر العلامة في البرازيل. حتى إن Maldonado تقول إنه يتعين علينا ألا نحدّ أنفسنا بحجم واحد أيضاً. "اسمحي لنفسكِ بتجربة ساعة أكبر حجماً وخامات مختلفة - انفتحي على احتمالات جديدة قد تفاجئكِ"، كما تقول، وذلك لأن بعض الخامات (مثل الخزف الداكن اللون) قد تبدو أصغر من المتوقع على المعصم. وتشتهر Misha Daud وهي جامعة ساعات معروفة بـ ‎@watch_fashionista بخياراتها الجريئة أيضاً. "أحب الأحجام الكبيرة لأنها ملفتة. لستُ من نوع الفتيات المتحفظات في خياراتهن ولا أريد ارتداء ساعات زهرية اللون. إلا أنني أحرص أيضاً على أن أفرض شخصيتي على الساعة - وليس العكس". 

فكيف تختارين إذاً الساعة المناسبة مع الحرص على مقاسات عملية؟ تقارن Liu الساعات بالملابس - فالساعة الكبيرة جداً على المعصم أشبه بزيّ بقياس غير مناسب - لذا، فإن كنتِ من صاحبات المعصم الرفيع، فكّري في العلامات التجارية العريقة ذات التاريخ الغني أو المواني متوسطة الحجم وذات الألوان الجريئة. وتوافِقها McCreddie-Doak الرأي فتقول: "لا تشتري ساعة بمينا كبير جداً بحيث يغطي عظم المعصم. فهي لن تبدو جذابة وملفتة - بل إنها ستجعلكِ تبدين وكأنكِ فتاة في الخامسة من العمر ترتدي حذاء والدتها". أما إن كنتِ ترغبين في ساعة بمقاسات ضخمة، فقد يبدو السوار الحلقي قصيراً جداً بعد نزع بعض من حلقاته ليناسب مقاس معصمكِ، لذا، توجّهي نحو السوار العادي أو الجلدي. "وكما تشترين فستاناً أو حذاءً يجعلكِ تشعرين بأنكِ رائعة - اختاري ساعة تمنحكِ شعوراً بالقوة". وتسأل: "هل حجم العلبة هو ما يمنحكِ هذا الشعور؟ أم لونها؟ أم إن ذلك يعتمد على اسم علامة شهيرة؟ تسري القاعدة نفسها على طريقة شراء أي ساعة - فأصغي إلى قلبكِ لا إلى عقلكِ".