بالكاد يتطرق المحررون إلى مدى دقة كل ساعة في الإشارة إلى الوقت عند تقديم أحدث التصاميم التي تُطلقها دور صناعة الساعات العريقة، وهو ما قد يكون مفاجئاً. إلا أن سبب ذلك بسيط؛ فمن البديهي أن تكون هذه القطع الثمينة والمصنوعة بهندسة متقنة، فائقة الدقة، كما أن ثمة الكثير من الصفات الأخرى التي لابد من تسليط الضوء عليها. ويكثُر النقاش حول الدقة والحرفية المبدعة التي تُصنع بها المواني، وخصوصاً في الساعات النسائية - حيث ترتقي لتبدو لوحة غير محدودة تزدان بتصاميم جريئة وزخارف فنية.  

وفي حين أن تنفيذ الساعات ذات المواني الحرفية (وهي تعادل ملابس الأكثر فخامة بلغة الموضة) يكون عادةً صعباً من الناحية التقنية، تأتي الساعات المناسبة لكل يوم، على غرار الأزياء الجاهزة، بتصاميم ذكية ونزعة حرفية لا تخلو من الخامات الثمينة. إلا أن هذه التصاميم الأكثر بساطةً (ولو بقليل) تتطلب أيضاً حرفية ترتكز على مئات الأعوام من الخبرة وعلى تقنيات متميزة في صناعة المجوهرات الفاخرة لتكون هي أيضاً تحفاً فنية مصغّرة يمكنكِ تزيين معصمكِ بها كل يوم.  

وأحياناً، تنطوي المواني رغم بساطتها على تقنيات صناعة تقليدية غنية. وتشتهر مواني ساعات ’Portofino‘ من IWC Schaffhausen بنعومتها وأناقتها غير المتكلفة وتصميمها البسيط المستوحى من ساعات الجيب Lépine - الأنيقة والناعمة والتي مهدت الطريق إلى تطوير ساعات اليد الأولى. وتصميم مواني ساعات ’Portofino‘ التي أُطلقت عام 1984، مستوحى أيضاً من المواني الكلاسيكية المستديرة التي كانت رائجة في الخمسينيات والستينيات، والتي لا تزال تُعتبر خياراً لا يحده الزمن للرجال والنساء على حدٍ سواء. وتأتي أبسط مواني ساعات ’Portofino‘ مطلية بالفضة ومزوّدة بمؤشرات ساعات أنيقة ورفيعة وأرقام رومانية - يعتبر كل منها تحفة استثنائية في حد ذاتها، وذلك نظراً إلى رقة أشكالها وطريقة صقلها المتقنة.  

في المقابل، فإن طريقة تقديم دار Cartier للأرقام الرومانية التي تُزين العديد من أجمل الساعات بتوقيعها، جريئة في خطوطها العريضة وتُضفي على كل مينا طابعاً ملفتاً. وتزدان ساعة ’Baignoire Allongée‘ بهذه الأرقام التي تبدو وكأنها ممددة لتملأ علبتها البيضاوية، مستحضرةً في ذلك الساعات المائلة في لوحة Salvador Dali أو ربما الطابع السريالي لقصة Alice in Wonderland. عندما يتعلق الأمر بالساعات، سترين أنكِ وعندما تبدئين في اكتشاف التفاصيل الصغيرة، لن تستطيعي أن تتغاضي عن تأثيرها الهائل على مظهر الساعة ككل.  

وتُعتبر الأحجام الكبيرة الناعمة والتفاصيل البارزة الأنيقة ذات تأثير كبير على جمال وأناقة وجه الساعة. وتزدان ساعات ’Égérie‘ ذات الجمال الكلاسيكي من Vacheron Constantin بموانٍ لامعة مطلية باللون الفضي بزخرفة غيوشيهتُحاكي تأثير الثنيات وتستحضر إلى الأذهان تنانير فساتين ’New Look‘ من Dior. ويتم تنفيذ هذه الزخارف بواسطة آلات قديمة لتزيين المواني محفوظة في مشغل الدار في سويسرا والذي تأسس عام 1755. إنها طريقة العمل التي تتبعها دور صناعة الساعات - ففي حين أنها ربما تكون قد بدأت باستخدام تقنيات طليعية كالطباعة الثلاثية الأبعاد والتصميم بمساعدة الكمبيوتر، إلا أنها لا تزال تعتمد على الأدوات اليدوية التي لا تُضاهى والتي صُنعت قبل عقود على أيدي أمهر صانعي الساعات. 

ويضطلع عالم المجوهرات الثمينة حتماً بدور كبير في تصميم مواني الساعات، حيث يُعتبر الترصيع الدقيق والتفاصيل المصنوعة من الأحجار الكريمة أساسيين على الدوام في الساعات النسائية. إلا أن مبدأ ’كلما ازداد الترصيع ازداد الجمال‘ لا ينطبق دوماً عندما يتعلق الأمر بالتفاصيل البرّاقة. وتزدان أحدث ساعات ’Nantucket‘ من Hermès برشّة ناعمة من حبيبات الألماس الصغيرة التي تبدو مشتتة على المينا - ومع ذلك فإن هذه اللامبالاة الظاهرة في الترتيب هي في الواقع نتاج عمل دقيق. وتتألق أحدث إصدارات ساعات ’Arceau Soleil‘ من Hermès بمينا مطلي بالورنيش مزدان بنقشة شعاع الشمس المنفذة وفقاً لإحدى أقدم التقنيات الفنية المستخدمة في مجال المجوهرات، ألا وهي الطلاء بالمينا. وتُعتبر ساعة ’Heure H‘ أيقونة أخرى في عائلة ساعات Hermès وهي متوفرة بإصدار رائع بمينا أسود رُصّع نصفه بالألماس يثبت قدرة الألماس بقصّة بافيه على إضفاء الحياة على وجه الساعة - وتتلاصق فيه حبيبات الألماس الصغيرة وتتعانق لتُشكّل صفحة متجانسة من البريق المبهر.  

إلا أن الألماس ليس الحجر الوحيد الذي يُضفي لمسات مميزة على مواني الساعات. تصنع دار Piaget التي تشتهر ساعاتها بموانٍ مُزينة بأحجار كريمة، أوجه الساعات باستخدام أحجار متنوعة ونابضة بالحياة ومنها اللازورد والأونيكس والروبليت والمالاكيت والأوبال وحجر عين النمر منذ عام 1963. وينطوي الإصدار الأحدث من ساعات ’Limelight Gala‘ الأنيقة على مينا من عرق اللؤلؤ محفور بدقة على أيدي أمهر نقّاشي Piaget بتقنية ’Palace decor‘ الأسطورية الخاصة بالعلامة والتي تُضفي على سطحه تأثيراً بارزاً برّاقاً، أما الباحثات عن تصاميم بألوان داكنة، فسيُسحرن بالإصدار المرصّع بأحجار الأفنتورين - وهو نوع براق من الكوارتز يُحاكي بريق السماء في الليل. 

غالباً ما تُشكّل الأجرام السماوية مصدر إلهام لتصاميم الساعات النسائية، ولعل أجمل النقوش التي تُزيّن مواني الساعات هي تلك التي تصور أطوار القمر الفاتنة - وهي تحفة هندسية مصغّرة تسمح لمن ترتديها بتعقب دورة القمر. وتتفنّن كل علامة في تنفيذ هذه الزخرفة بتقية مختلفة، إلا أن ساعة ’Rendez-Vous Moon Serenity‘ من Jaeger-LeCoultre تُعتبر من بين الأكثر سحراً، حيث يسطع قمر من عرق اللؤلؤ في سماء منثورة بمجموعات نجمية. إنها ساعة ثمينة بتصميم بسيط وأثيري تم تنفيذ كل عناصره بدقة وإتقان - بالارتكاز على هندسة محترفة ومواد خام نادرة وبلمسة من سحر غريب آسر.