


بودكاست 2 - Zoya Sakr
مرحباً بكم في بودكاست Net-A-Porter بعنوان Game Changers أو رحلة التغيير على تطبيق Anghami. أنا Nisreen Shocair الرئيسة التنفيذية لمجموعة YOOX Net-A-Porter الشرق الأوسط.

Nisreen: أهلاُ بكِ معنا اليوم. جميلٌ أن أراكِ.
Zoya: مرحباً! جميلٌ أن أراك أيضاً. يُسعدني جداً أن أكون ضيفتك.
Nisreen: طبعاً، نحن نعرف بعضنا البعض جيداً. والجمهور كذلك يعرفك جيداً ولكنْ لمن لا يعرفونك، أخبرينا مَن تكون Zoya.
Zoya: أنا امرأة لبنانية، وُلدت في قرية جميلة اسمها بنتاعل في لبنان. جئتُ إلى دبي قبل 17 عاماً حيث حققتُ حلمي، وهو أن أصبح رائدة أعمال وأعمل في وسائل الإعلام. لدي ثلاثة أطفال وعائلة رائعة موجودة معي هنا في دبي.
Nisreen: إذاً Zoya هي أمّ ومقدمة برامج تلفزيونية، أو كانت مقدمة برامج تلفزيونية، ورائدة أعمال متسلسلة. في الحلقة الأولى، قالت إحداهن إن المستحيل لا شيء. أن دبي تُعلّمنا أنْ لا وجود للمستحيل. أحببتُ العبارة جداً. وقد غادرتِ قريتك حيث كنت أطول شخص فيها.
Zoya: الأطول في جبيل وفي لبنان ربما... تقع القرية في منطقة جبيل.
Nisreen: وجئتِ إلى دبي حيث قررتِ أن تبني حياتك. أخبرينا عن الأمور التي واجهتها والتي ساعدتك على المضي قدماً والتوصل إلى فكرتك الخاصة أو أعاقت تقدمك. أود أن أعرف القليل عن رحلتك.
Zoya: كانت رحلتي ممتعة جداً. عملتُ في مجالٍ كان متخلفاً جداً مقارنة بوتيرة دبي.
Nisreen: تقصدين كتلفزيون؟
Zoya: نعم. والتسويق. بدايةً، قدمتُ برنامجاً تلفزيونياً وعملتُ أيضاً في مجال التسويق والمبيعات لشركة FMS التي اعتادت بيع البرامج إلى Future TV، أي تلفزيون المستقبل. لكنَّ وتيرة العمل كانت بطيئة جداً، خصوصاً بعد وفاة (رئيس الوزراء) الحريري. اعتدنا على الاتصال بهم هاتفياً لنخبرهم أننا سنرسل لهم بريداً إلكترونياً كي يفتحوه.
Nisreen: في أي عام حصل ذلك؟
Zoya: كان ذلك في عام 2003 وعام 2002 أيضاً. لذلك، عندما جئت إلى دبي، توليتُ منصباً مهماً جداً. سألت مديري في لبنان عن رأيه في عرض العمل وإذا كان ينبغي علي قبوله. شجعني طبعاً. لذا جئت إلى هنا لإنشاء قناة تلفزيونية في Media City. بدأت العمل كمديرة للمبيعات، وبعد شهرين انتقلت إلى التسويق وأصبحت من ثمَّ رئيسة للشركة وبعد ستة أشهر أطلقتُ القناة في العالم العربي وعقدتُ مؤتمرات صحافية في لبنان ومصر. كنت مسؤولةً عن ميزانية ضخمة للعراق. كنت مسؤولة عن كل شيء، كأنني أنجزتُ مسار مهنة عمرها 20 عاماً في 6 أشهر. كانت الوتيرة سريعة جداً... لن أنسى أبداً أنني كنت أنجب ابني وفي الوقت نفسه أجيب على هاتفي، وكان جهاز بلاك بيري. كانت الوتيرة سريعة جداً - كنتُ أعمل 7 أيام في الأسبوع - وقد أحببتُ عملي حقاً ونجحت الشركة في تطوير كل إمكاناتي. كما أتيحت لي الفرصة لإنشاء أول موقع إلكتروني للمرأة العربية في المنطقة وهو موقع Anazahra لوسيلة الإعلام Zahrat Al Khaleej في أبو ظبي. لقد كان ناجحاً جداً وكسبنا الكثير من المال في ذلك العام وكان الجميع مهتماً. أنشأت العلامات الكُبرى، مثل Tiffany، موقعاً مصغراً. كان نجاحاً كبيراً. أطلقته في كل العالم العربي، في مصر، لبنان، في دبي، مع كبار المشاهير.
Nisreen: تجعلين الأمر يبدو سهلاً جداً.
Zoya: لا. لم يكن سهلاً. لقد ساومتُ وفاوضتُ كثيراً.
Nisreen: أعلم، لأنني أنشأت محطة في دبي، وأعرف أن الأمر ليس سهلاً أبداً. سواء للحصول على التراخيص، البحث عن الموهوبين، المصورين، الاستوديو. كان كل شيء صعباً.
Zoya: نعم، لكنك لا تتذكرين إلاَّ النجاح.
Nisreen: طبعاً. أتذكَّر أنني كنت أعمل مع أفضل فريق على الإطلاق. وصحيح أنك تعتقدين دائماً أن فريقك الحالي هو أفضل فريق على الإطلاق. قبل أن نتحدث عن Zahrat Al Khaleej، قُلتِ إنك كنتِ تنجبين طفلك، جود، أليس كذلك؟ ألم تقولي لنفسك أبداً، إنني مرهقة، أريد أن أغادر، أريد أن أكون أماً بدوام كامل؟
Zoya: كان لدي حافز. حافز قوي جداً. كنت أرغب في النجاح وإثبات قدرتي على النجاح. اعتاد والدي الراحل أن يخبرني عندما كنت صغيرة أنني أمتلك مظهراً جميلاً ولكنَّ هذا ليس مهماً وأنه يريد مني إثبات ما يمكنني أن أحققه في حياتي من تلقاء ذاتي. لذلك، أردت دائماً إثبات أنني أستطيع أن أكون الأفضل في أي شيء أقوم به. كان هذا الدافع نتيجة تربيتي وثقة والديّ بي. جعلني أشعر بالمسؤولية. لا أتذكر أنني شعرتُ بالتعب. استمتعتُ في عملي. اعتدت الرد على رسائلي الإلكترونية في الساعة 3 صباحاً. لستُ من النوع الذي يعمل من الساعة 8 صباحاً وحتى الساعة 5 مساءً وكفى، ولهذا أعتقد أنني كنت مرشحةً ناجحة كرائدة أعمال. أتذكر أنني كنت دوماً مفعمة بالطاقة.
Nisreen: وكيف واكبك زوجك؟
Zoya: يُشبهني تماماً. امتلكَ الدوافع والحوافز نفسها، ولهذا السبب عندما نجح موقع Anazahra، أسسنا شركةً معاً وأنشأنا Nawa3em، Gheir و Ra’ed وحققنا نجاحاً بسبب الافتقار إلى الجودة. أطلقنا على المواقع اسم، الفخامة تتحدث العربية، لأنَّ المدونات فقط توافرت في ذلك الوقت.
Nisreen: صحيح. أذكر أنني كنتُ أعمل في مجال الترفيه والنشر قبل دخولي عالم الموضة والأزياء، وأتذكر أنني عندما سمعت للمرة الأولى عن موقع Gheir، وجدتُ الفكرة رائعة! لأننا في أوائل عام 2000، كنا في نيويورك ننتقل إلى المحتوى الرقمي وترخيصه، وكل ما يلي ذلك. ولكنْ في العالم العربي، كانت المجلات ذات الورق الرديء الجودة هي السائدة، وكان الناس مستعدين لتحملها وهي لا تزال محل بيع الأخبار. ما زلت أتذكر أن الناس قالوا إنهم لن يقرأوا المجلات على الإنترنت. لم أكن أعرفك في ذلك الوقت وتساءلت عمن وراء هذه الفكرة العبقرية لأنها لم تكن تتعلق فقط بالاتصال بالإنترنت. كانت مثالية.
Zoya: لقد كان محتوى الفيديو أساساً، وهو ما ركزنا عليه وأبرزناه. لقد كان أول محتوى فيديو سينمائي نوعي نُحضره من التلفزيون ومن الوسائط الأخرى، إلى الإنترنت. أعتقد أن هذا ما أحدث فرقاً.
Nisreen: في ذلك الوقت، قلنا إن المعلنين ليسوا حريصين جداً على الرقمية.
Zoya: بدأوا العمل معنا. بالطبع، كانت هناك اضطرابات طوال الوقت، خاصةً في الأعوام الخمسة الماضية. لكنّ المحتوى ظلَّ أساساً... عندما تعرفين مستهلكك وسلوكه خاصة أثناء جائحة كورونا، يمكنك تكييف نفسك، تماماً مثلما عطلنا الاتجاه النوعي، لكنهم مستمرون في متابعتنا. تستمر Vogue في الطباعة وتعمل بشكل جيد جداً.
Nisreen: يستمر الأفضل.
Zoya قائدة بطبيعتها. كأم، ومع أطفالك الذين ينتمون إلى فئات عمرية مختلفة، هل تريدين غرس هذا الشعور فيهم أم تريدينهم أن يجدوا طريقهم الخاص؟
Zoya: أود أن يتحقق الأمران، طبعاً. لكنك تعلمين أن والدي كان قائداً وقد نشأت وأنا أتطلع إليه مثالاً أعلى، وبطبيعة الحال نشأت لأصبح قائدة. كنت خجولة عندما كنت طفلة لكنَّ أهلي ساعدوني. اعتاد والدي أن يصطحبني معه لزيارة السفير الروسي. كان علي إجراء مناقشة معه. ما كان يُفترض بي أن أناقشه وأنا في الثالثة عشرة من العمر.
Nisreen: لأنك نصف روسية.
Zoya: نعم. والدتي روسية. أفعل الأمر نفسه الآن مع أولادي. أعاملهم كبالغين. أعتقد أن الثقة التي تمنحين لأطفالك تجعلهم يشعرون بالمسؤولية. كان ابني البالغ من العمر ست سنوات انطوائياً العام الماضي ولم يتحدث إلى أحد. تغلب على المشكة في عام واحد بسبب الثقة التي زرعناها فيه. أريدهم أن يكونوا قادة إذا كانت لديهم القدرة وإن لم يمتلكوها، فسوف نعوضهم بأشياء أخرى.
Nisreen: أعتقد أننا هنا في المنطقة مذنبون لكوننا آباء «نمور». لا يريد جميع أطفالنا أن يكونوا في دائرة الضوء.
Zoya: أوافقك الرأي.
Nisreen: أعتقد أننا في هذه الأيام يجب أن نحاول تأييد خياراتهم ومنحهم فرصة تحقيق ما يريدون. لعلّ أحدهم يرغب في اختيار مهنة مشرفة مثل التعليم. ويمكنه أنَّ يكون أفضل مدرِّس في المدرسة. لذلك، يمكن أن تتجلى القيادة في أشكالٍ عديدة.
Zoya: لكي يكون مدرساً، عليه أيضاً أن يكون قائداً. أعتقد أن القيادة هي السيطرة على أي أمر قد يحدث في حياتك. لقد مررت بأوقات صعبة جداً في حياتي وهذا ما جعلني ما أنا عليه اليوم. لم أكن تلميذة متفوقة في مدرستي ولم أكن قائدة. اعتادت أمي أن تردد على مسمعنا قولاً لم أفهمه آنذاك. اعتادت أن تقول لنا، لا أريدكم الأوائل في صفوفكم، احتفظوا بطاقتكم لمواجهة الحياة.
Nisreen: يا لها من نصيحة رائعة!"
Zoya: لم تقل أمٌّ هذا لأولادها. أرادت جميع أمهات أصدقائي أنْ يكونوا الأوائل في صفوفهم.
Nisreen: هكذا كانت أمي.
Zoya: لم أعتَد الدراسة في المنزل.
Nisreen: لم تتحقق والدتي يوماً من تقريري المدرسي.
Zoya: وأمي كذلك. منحتنا ثقة كاملة. أرادتنا أن ننهي المدرسة ونحتفظ بطاقتنا للجامعة. ذهبتُ إلى الجامعة. لم أقصد جامعةً عريقة أو جامعة تقع خارج البلاد لأننا كنا نعاني من بعض المشاكل المالية. درستُ في جامعة الروح القدس في الكسليك وكانت جامعة جيدة لكنها ليست ما كنتُ أحلم به. عندما بلغتُ الأربعين، التحقتُ بجامعة Harvard ودرست التعليم التنفيذي وحققت حلمي. كان هذا بفضل والديّ اللذين غرسا في داخلي الإيمان بأنني أستطيع أن أفعل ما أريد. وعلى الرغم من كل شيء، وجدتُ طريقي. لم أكن الأولى في صفي في المدرسة، لكنني امتلكتُ الطاقة للعمل بجد، 7 أيام في الأسبوع. لا يصدق زملائي القدامى في المدرسة ما حققته في حياتي. يمكنني أن أرى ذلك في نظراتهم.
Nisreen: أعيش مستقلةً مالياً مذ كان عمري 17 عاماً. ذهبتُ إلى نيويورك والتحقت بالجامعة.
Zoya، تتحدثين عن كونك قائدة، لكنك لم تذكري القيادة النسائية مطلقاً. نحن نحاول أن نظهر للنساء الأخريات اللاتي تعرفيهن أو لا، ومن يعرفنك أو لا، ومن هنّ أصغر منك ومن جميع الأعمار، أنَّ عامل الوقت لا يمكن أن يحد من انطلاقتك، وأنك تستطيعين، كامرأة عربية، أن تحققي كلّ ما تطمحين إليه. ربما لأنَّنا نهتم جداً لتشجيع والدينا، لا نُقدّر مدى تقدمنا ونفاجأ عندما نُدرك ما حققنا، وكأننا كمجتمع نسجن أنفسنا خلف قضبان سجن أنشأناها بأنفسنا. ما هي بعض الأمور التي مررت بها أو لاحظتها مع موظفيك والتي تجعلك تشعرين أنَّ الوقت حان لتجاوز الأمور أو الأشياء التي ترغبين في الازدهار فيها.
Zoya: أشعر أن ما يدمر النساء ويمنعهن من الخروج من وراء هذه القضبان هو عدم احترام الذات وقلة الثقة بالنفس، وهما أمران مهمان جداً للمرأة. في حال لم يكنَّ محظوظات في اكتساب هاتين السمتين من والديهم، سيأتي من ثمَّ رجل يحطم أي احترام متبقي لذواتهن. لقد مررتُ بمرحلة في حياتي حاول فيها أحدهم تحطيمي، لكنه لم ينجح لأنَّ والدي رسّخا فيَّ تقديري لذاتي. أستطيع أن أرى بعض الموظفات في فريقي يتمتعن بإمكانيات كبيرة ولكنهن لا يحترمن أنفسهن ولا يمكنهن تحقيق أي شيء في حياتهن. يصعب علاج هذه المشكلة وينتهي الأمر بهؤلاء النساء إلى جذب نفس الأشخاص الذين يدمرونهم. وتقديري لذاتي جعلني أؤسس علامة Flower Society. إنها فكرة خطرت لي عندما كنت في بنتاعل، وقد عملت عليها وحققتها بسهولة.
Nisreen: كنتُ أفكر في طريقي إلى هنا ما هو الجامع المشترك بين كل مشاريعك، ووجدتُ أنه الكمال. خاصةً مع Flower Society. يمكنك القول إنك تبيعين سلعة، لكنك حوّلت ما كان سلعة إلى خيار لا غنى عنه. أحب كيف تنسقين الباقات في مزهريات بطريقة فنية وتدمجين بين الطازج منها والمجفف، إذ يُغضبني أننا نشحن كل الزهور من الخارج ونرميها بعد حدثٍ ما. يُعرف عني أنني أرغب دائماً في التأكد من أننا نستخدم النباتات قدر الإمكان، وأننا نستخدم الأشياء التي تركز على إعادة التدوير والاستدامة. وقد فعلتِ ذلك. أنت تستخدمين الكثير من الزهور المجففة... أخبرينا عن هذه العملية المدروسة، غير أنها تبدو جميلة.
Zoya: لم أُحدث تغييراً. ليست أمراً مبتكراً. ولا فكرة عبقرية. إنها خلفية اكتسبتها من الإعلام، والعمل في مجال الاتصالات المؤسسية، والعمل في مجال التسويق، وامتلاك شبكة علاقات قوية في البلاد أسستها منذ 17 عاماً، عملت خلالها على مقابلة الناس وتكوين صداقات، ولم أؤذِ أحداً، لقد وعدت ووفيت من دون توقف. كل هذا ساعدني، وربما جاءت فكرة الزهور من الفاونيا في حديقة أمي التي أحبها. مذ كنت صغيرة، أتذكر رؤية والدتي في الحديقة وكانت تطلب مني مساعدتها. أحببتُ عطر الزهور.
Nisreen: هل يدك خضراء، كما يقال؟
Zoya: يد أمي خضراء، واعتقد أننا مع التقدم في العمر واكتساب المعرفة، يتحقق ذلك. أنشأ والدي أول محمية طبيعية في لبنان. واحدة من 7 محميات طبيعية. وُلدتُ في المحمية الطبيعية. يقع منزلي في وسطها. لذلك، ساعد كل ما تقدم على إنشاء علامة Flower Society من دون أن أفكر كثيراً في الأمر.
Nisreen: هل هذه رحلتك كاملة أم إنك رائدة أعمال متسلسلة، بمعنى أن رواد الأعمال لا يتوقفون أبداً عن ابتكار مشاريع جديدة. يحبون فكرة البدء بعملٍ ما. إنه شعور جميل، يرفع نسبة الأدرينالين وهذا ما يسعون إليه. في الوظيفة، عندما تسلكين مساراً وظيفياً، فأنت تبحثين دائماً عن الوظيفة المثالية، إطار العمل المثالي. ولكنْ عندما تكونين رائدة أعمال، فإنك تبحثين دوماً عن مشروعٍ أعلى مستوى، فورة الأدرينالين التالية.
Zoya: لا أظن أنني وُلدت رائدة أعمال. أصبحت كذلك بمساعدة أصدقائي وعائلتي، لأنني لست مجازفة بطبعي. صرت أحبّ المخاطرة، لأن اندفاع الأدرينالين وازدهار النجاح جعلني أرغب في أن أكون مجازفة. أريد المزيد. أن امتلك فكرةً وأحقق نجاحها حتى لو كانت في سوق يقولون إنها مشبعة وليست في سوق ناشئة.
Nisreen: ما الذي فاجأك بشكلٍ إيجابي عندما أسستِ شركتك؟
Zoya: مقدار الدعم الذي تلقيته من شبكة معارفي وأصدقائي, مثل يوم الافتتاح، لم يكن المشغل جاهزاً ولم يتوافر منا إلاَّ ثلاثة أفراد في المكتب. عمّت الفوضى. تجاوز العمل والطلب إمكاناتنا ولم يكن لدي أي فكرة عن الخدمات اللوجستية. أوّد أن أشكر جميع أصدقائي الذين وقفوا إلى جانبي وساعدوني في اللوجستيات والاستراتيجية. لقد كنت محظوظة لأنني أجهل هذه الأمور ولا أعرف عنها شيئاً. وأسمح بأن أقول عن نفسي إنني سريعة التعلُّم.
Nisreen: عُدتِ إلى الجامعة ودرستِ ما يعني أنك تحاولين باستمرار تعلّم أمور جديدة. هل ما زلت منخرطة في علامة Flower Society أو تحوّل اهتمامك إلى عملٍ آخر؟
Zoya: لا. ما زلت أتولى إنتاج المحتوى. أستمتع بعملي كصحافية. أسافر مع كل العلامات وأحضر الأحداث العالمية وأحب التعرف على الموضة، وما الجديد، وما الذي سيتم إطلاقه العام المقبل، والعلامة التي سيتم إغلاقها. أحب هذه الصناعة، وأتحدث عنها بشغف ولكني أفكر أيضاً في الخطوة التالية... التوسع في قطر والرياض وجدة. كنت في قطر وأنا متحمسة جداً للعام المقبل لأنَّ فرصاً عديدة متاحة في دول مجلس التعاون الخليجي. نحن محظوظات جداً لوجودنا هنا.
Nisreen: بالتأكيد، نحن محظوظات. تحدثتِ كثيراً عن والدك، رحمه الله. لِمَن تدينين، غير والدك، بالوقوف إلى جانبك وتشجيعك؟
Zoya: لأطفالي. قال لي ابني أمس: “أُحب عملك“. لقد بدأ في تقديره وفهم تفاصيله. وأضاف إنه يحب كم أسافر. يبلغ من العمر 13 عاماً فقط ويسألني عن الهوامش والتكاليف والنفقات العامة. وهذا مدهش. يمنحك الأطفال دافعاً أقوى. أقول له بأنَّ عليه أن يتعلّم لأنَّه سيكون له لاحقاً.
Nisreen: وماذا عن العمل مع زوجك؟ أنشأت Jo Malone إمبراطوريتها بالعمل مع شريكها. هناك أمثلة كثيرة بارزة، ولكنْ كل مثال ناجح يُقابله على الأرجح 100 علاقة فاشلة، ويُقال دوماً يجب على المرأة ألاَّ تعمل مع شريكها.
Zoya: كان الأمر سهلاً بالنسبة إلي. لأننا أنشأنا شركة النشر الإلكتروني معاً. وكانت عظيمة. أدار كلّ منا قسماً منفصلاً، فكنّا قائدين، واتخذ كل منا قراراته على حدة. أنا أقرر في ما يتعلق بالمحتوى وفريقي، وهو كان مسؤولاً عن التمويل الذي ليس لدي خبرة فيه. لقد اكتسبتُ الخبرة في هذا المجال الآن بعد تأسيسي علامة Flower Society والدورات التي تلقيت في جامعة Harvard. كما أنه يتولى الجانب التقني والتجاري. لا نذهب سوياً إلى الاجتماعات، لأن كلانا قائد وقد يُقاطع أحدنا الآخر أثناء النقاشات.
Nisreen: هل أنار التحاقك بجامعة Harvard بصيرتك؟ لأنك تقومين في الواقع بدراسة الحالات. وتلتقين بأشخاص رائعين في الدورات.
Zoya: عندما ذهبت إليها، كنت أمتلك خبرة ثمانية أعوام من العمل في مجال الإعلام، وبعد كل الاختبارات والتدريبات التي قمتُ بها، أدركتُ أنني أعيش في دوامة. أردت أن أعرف ماذا يمكنني أن أفعل في حياتي بعد. كنت أعمل في مجال الإعلام مذ كان عمري 18 عاماً. وظّفت كل المعلومات التي تعلمتها خلال عام ونصف العام في علامة Flower Society. لقد دعوت زملاء صفي لحضور حفل الإطلاق، وكان هناك حوالي اثني عشر شخصاً منهم في المنطقة، وكنت فخورة جداً. ألهمتني هذه الدورة التنفيذية بعد 15 عاماً من العمل وعلمتني كيفية التعامل مع شيء ما وإنشائه من الصفر. أعتقد أن أفضل نصيحة يمكن أن أقدمها لرائدة أعمال هي البدء بمشروع صغير.
Nisreen: نعم. لا تمنحي حق الامتياز على الفور لأنك تريدين التحكم في العلامة وتحديد المواقع.
عندما ننظر إلى النساء من حولنا وعندما نفكر في كل القضايا التي يتعين علينا التعامل معها. كنا محظوظات بسبب نظام الدعم وما إلى ذلك، لكنك ذكرت أمراً عن رؤية نساء في فريقك لديهن ربما شركاء لا يدعمونهن، وما زلنا نواجه هذه المشكلة مع نساء قويات أو امرأة مسؤولة. كنتِ محظوظة جداً لأنَّ زوجك يدعمك. هل ترين أنَّ الأوضاع تتغير أم تشعرين بأننا لا نزال كما اعتدنا أن نكون؟
Zoya: لن أعمّم لأنها قضية مررتُ بها شخصياً، بل مما أراه من حولي، ولا أجد تغييراً على هذا المستوى في السوق. لا تتوافر فرص. لدي صديقات كثيرات حافظن على زواجهن لأنهن غير مستقلات، وليس لديهن مهنة، لأنَّ أزواجهن لم يسمحوا لهن بالحصول على وظيفة. هذا شائع جداً ويُزعجني. أهم شيء أن ابنتي لا تشاهد سندريلا، لكنها تشاهد فيلماً وثائقياً عن رواد الأعمال لأنه أفضل سلاح يمكن أن تمتلكه على الإطلاق. أكبر خطأ في حياتي والذي ما زلت أحاول الخضوع لعلاج بسببه هو التوقف عن البحث عن والدي في حياتي. كان والدي مثالي الأعلى. إنه يمثّل الحب غير المشروط. كنت أبحث دائماً عن والدي في كل مكان.
Nisreen: هل مات عندما كنت صغيرة؟
Zoya: ليس فعلاً. كنتُ بين سن الثامنة عشرة والتاسعة عشرة. لكنني ما زلتُ أقارن أي رجل في حياتي بوالدي لأنه وثق بي. حفزني ودفعني إلى التقدم. ألومه على طيبته، وإلاَّ لما أمضيتُ حياتي في البحث عنه.
Nisreen: إذا كان زوجك يشاهد هذه الأفلام، ستتوقف ابنتك عن البحث عن مثال أعلى.
إذاً، تنصحين ابنتك بمشاهدة الأفلام الوثائقية وأن لا تُصدق أن لكل شيء نهاية سعيدة. وماذا بعد؟
Zoya: أطلب منها أن تعمل على نفسها، أن تثقف نفسها وتدرس وتتعلم. المعرفة هي أساس كل شيء.
Nisreen: وماذا عن العمل
Zoya: والعمل أيضاً. المعرفة أولاً، ومن ثمَّ العمل في سن مبكرة. تحمل المسؤولية، الاستقلال وعدم الاعتماد على أحد. يرجى نسيان أمر هذا الأمير الذي يأتي على حصان أبيض. هذا هو السلاح الذي تحتاج إليه كل امرأة. لم يخبرنا أحد بهذا. تزوجتُ، وبالصدفة حصلتُ على مهنة. حسناً، لقد حفزوني ودفعوني. عندما فزت بمسابقات ملكات الجمال، لم يهتم والدي أبداً. كان فخوراً جداً لكنه ردد على مسمعي دوماً أن ما يهم هو ما يحويه عقلي وظلت كلماته عالقة في مكانٍ ما في ذهني. لا تُصغين لما يقول أهلك عندما تكونين في سن الثانية عشرة أو الثالثة عشرة، ولكنْ إذا واصلتِ تكرار الفكرة وقولها لأطفالك، ستترسخ فيهم.
Nisreen: أحترم طريقة كل شخص في تربية أطفاله. لكنني أشعر أنَّ المهم حقاً هو الثقافة ودعم المجتمع للمرأة عندما تقرر العودة إلى مجال العمل. لذا، إذا قررت الابنة القيام بهذه المهمة الصعبة والمشرفة جداً المتمثلة في البقاء في المنزل كأم، فيجب علينا أن نسمح لها بالعودة إلى مزاولة العمل بعد ذلك.
Zoya: طبعاً. ساعديني كي أساعد. ولكنْ كيف؟
Nisreen: كنتُ أول مَنْ أطلق برامج العودة إلى العمل للأمهات. مع هذه البرامج، تعيدين تدريبهن انطلاقاً من المستوى التعليمي والعملي الذي كنَّ وصلن إليه.
Zoya: على كم عام يمكن أن تمتد الفجوة؟
Nisreen: دربتُ نساءً تركن العمل لمدة 14 عاماً.
Zoya: وهل كُنَّ منتجات بقدر ما شئتِ؟
Nisreen: كُن منتجات ومُخلصات ويعملن بجدّ. تطلب تدريبهن ما بين 3 شهور و6 أشهر. 6 أشهر كحدٍّ أقصى، ولكن يجب أن تكوني على استعداد للتضحية بوقتك كشركة، وكشخص. بدأت شركات أخرى في نسخ برامج الأمهات العائدات فألغيت فترات التدريب واستبدلتها ببرامج العودة.
Zoya: لقد ألهمتني الآن. إنه أمر مسّ قلبي فوراً.
Nisreen: لأنَّ لدي الكثير من الصديقات اللواتي يحتجن إلى فرصة للعودة إلى ميدان العمل. وهنّ ذكيات ومتعلمات جداً. وقد كبر أطفالهن.
Zoya: وبعضهن أيضاً تطلقن بعد 10 أعوام أو 15 عاماً على زواجهن ويعشن في مأزق. هناك الكثير منهن.
Nisreen: أشعر أنَّ باستطاعتك القيام بذلك خلال الصيف ويمكنهن التعلم منك، ويتعلمن بسرعة لأنهن يائسات ويردن النجاح. لذا Zoya، أريد أن أُنهي المقابلة بالحديث عن امرأة ما، رائدة أو مبتكرة، قد تكونين التقيتها خلال أسفارك، تعمل ربما في المجال الجديد الذي تخوضين الآن، وتتطلعين إليها مثالاً أعلى. تعتبرك كثيرات مثالهن الأعلى. إلى من تتطلعين كقدوة؟
Zoya: قدوتي ومثالي الأعلى كل موظف مخلص وكل شخص وفي قابلته، كل الأشخاص الحقيقيين الذين يصعب العثور عليهم. أنا محظوظة جداً لوجود الكثيرين منهم من حولي وهم مصدر إلهام لي. لدي مربية اعتبرها أمي الآن وترافقني منذ 12 عاماً. إنها تُلهمني. لقد تَرَكَت عائلتها، وتُحب أطفالي.
Nisreen: أنت شخص مخلص جداً.
Zoya: شكراً لأنك ألهمتني. سوف أنظر في برامج العودة هذه التي تحدثتِ عنها.

أفضل حقائب البحر لإطلالة على الموضة في إجازة الصيف
