وبالحديث عن العائلة تقول Gorman إن أفراد عائلتها هم سندها الذي يمنحها الشعور "بالاستقرار". لـ Gorman شقيقة توأم تُدعى Gabrielle وتعمل في مجال صناعة الأفلام وهي أيضاً "ذكية ومبدعة" - ولا عجب في ذلك. وُلدت الشقيقتان التوأم في لوس أنجلوس وربّتهما والدتهما Joan Wicks بمفردها وكانت تعمل كمدرسة لغة إنكليزية للصف السادس. تمتعتا بحس الإبداع منذ الطفولة، وكانتا موهوبتين في تصوير الأفلام والكتابة وتأليف الأغاني والمسرحيات منذ نعومة أظفارهما. "غالباً ما كانت والدتي المسكينة تدخل إلى غرفة الجلوس وتراها في حال من الفوضى". 

بدأت Gorman بالكتابة في سن صغيرة جداً حتى إنه كان يتعين عليه إيقاظ والدتها لإشعال النور وإعطائها الورق. "كان يتعين عليها أن تدفع لي مبلغاً صغيراً من المال في كل صباح لم أنهض فيه من السرير". وقد أتى ذلك أُكله. وتقول إنها وجدت في كتابة الشعر وسيلة للتغلب على التلعثم الذي عانت منه في طفولتها. وفي عام2014، فازت Gorman، وكانت في السادسة عشرة من عمرها، بجائزة أول شاعرة شابة في لوس أنجلوس لمهارتها في كتابة الشعر. وفي عام 2017، وبينما كانت تتابع دراستها في جامعة هارفارد، أصبحت أول من يفوز بلقب الشاعرة الوطنية للشباب. 

وتقول: "ليس لقب شاعر حفل التنصيب الأكثر شمولاً لآراء الشباب. بل إنني أظن أن التمتع بحيّز يمكنهم فيه التحاور والتعبير عن آرائهم على الملأ أمراً بالغ الأهمية". 

درست Gorman علم الاجتماع في جامعة هارفرد وتخرجت وسط الجائحة عام 2020.  وتقول: "لم أحظَ بفرصة الذهاب شخصياً إلى التخرج، وقد كان ذلك خسارة بدون شك.  كنتُ أتطلع إلى الاستمتاع بهذه اللحظة مع عائلتي، وأصدقائيومعلّميّ... [ولكنني] ممتنة مع ذلك لحصولي على فرصة متابعة دراستي في الجامعة واختيار الاختصاص الذي أحب. ولا تزال علاقة صداقة قوية تجمعني بزملائي حتى اليوم."   

ربما تكون الجائحة قد أجبرتها على حضور حفل تخرجها عبر الإنترنت، ولكن ثمة الكثير من الأمور الأخرى التي ستحتفل بها Gorman قريباً. سيصدر كتابها المقبل للأطفال والذي يحمل عنوان Change Sings في شهر سبتمبر تليه مجموعتها الشعرية The Hill We Climb في ديسمبر -  وقد حقق كلاهما رواجاً واسعاً حتى قبل صدورهما. وعن كتاب Change Sings تقول Gorman: "شعرتُ بأن الأطفال في هذا البلد وحول العالم يحتاجون حقاً إلى كلمات تساعدهم على فهم ما حدث لنا في الأعوام القليلة الماضية، وقد كان ذلك حتى قبل أن أعلم بقدوم الجائحة. أردتُ أن يكون للعائلات وأولياء الأمور والأطفال قصة تكون بمثابة نشيد لهم".

أما عن المجموعة التي تحمل عنوان القصيدة التي تلتها في حفل التنصيب، فتقول ممازحة "لم يكن تلاعباً مقصوداً في الكلام. أنا أشهد تغييراً كبيراً في عالمي.  وعلي أن أعبر عن أفكاري في حين أنني ما زلت أعيش الإبهام نتيجة التغير في حياتي. لم يكن لدي أي فكرة حول ما قد يعنيه ترك بصمتها على المجموعة." ولكنها تأمل أن يكون هذا الفصل من حياتها دافعاً لقراءة غنية وأكثر عمقاً.   

بعد أدائها التاريخي، حصلت على إحدى أهم الوظائف في عالم الموضة لهذا العام؛ إذ دُعيت إلى المشاركة في رئاسة حفل "ميت غالا" إلى جانب كل من Billie Eilish و Timothée Chalamet و Naomi Osaka. وعن هذه الدعوة تقول: "أشعر وكأنني سندريلا. طلبت Anna Wintour ذلك مني عبر تطبيق زوم، ولم أكن أتوقعه على الإطلاق". وبعد أن كانت تشعر في السابق بأن الرابط بين الموضة والشعر مغفل في غالب الأحيان، فقد شعرت بأن الطلب بمثابة تكريم لها. "أعتقد أن ذلك أمر غير مسبوق. حتى إنني أشعر بحماسة كبيرة للقاء جميع الكتاب والشعراء الآخرين الذين سيشرفون السجادة الحمراء بحضورهم في المستقبل. وآمل أن تشعروا بما أقوله بكل وضوح عندما ترون إطلالتي".   مع ذلك، فالتجربة برمّتها خيالية بالنسبة إلى Gorman، إذ يبدو التوتر جلياً عليها. بترؤس الحفل إلى جانب كل من Timothee و Naomi و Billie أشعر بأنني مبدئة بين مجموعة من أبرز الأسماء. حتى إنني أشعر أن كل شيء جديد بالنسبة إلي. لقد تغيرت حياتي للتو في حين أنهنّ يتمتعن بمسيرة طويلة في مجالهن، لذا، فأنا ما زلت في طور استيعاب ما يعنيه أن أقف أمام عظمتهن". تتواصل المجموعة افتراضياً وقد كنّ جميعهن لطيفات جداً حتى إنها تشعر بحس قوي بالصداقة. "ثمة ما يوحدنا، فنحن شابات، ومفعمات بالنشاط ولكننا في الوقت نفسه فقد أصبحت كل منا رمزاً في مجالها. "نحن الجيل الجديد فلا يعبثنّ أحد معنا"، تقولها مبتسمةً بكل فخر.   

تساءلتُ عما إذا كانت لا تزال تحلم بأن تصبح رئيسة الولايات المتحدة في المستقبل، كما كانت قد كتبت في سيرتها على الإنستغرام. "عندما انتقلتُ إلى الجامعة، توقع الكثيرون من الأشخاص أن أختار دراسة الأدب الإنكليزي. إلا أنني في الواقع، اخترت دراسة علم الاجتماع للتعلّم عن المؤسسات. أردتُ التعلم عن أساليب الحكم. "أردتُ أن أدرس أيضاً بشكل خاص الطرق التي نجحت فيها الحركة في التأثير على أصحاب السلطة والسياسيين". 

من الواضح أن Gorman ومهما كانت طموحاتها السياسية لا تخطط للدخول في هذا المعترك الآن - وذلك على الرغم من أن الإيقاع والثقة بالنفس والإتقان التي تتكلم بها يجعلها بكل تأكيد مرشحة مقنعة. إنها تتطلع إلى أن تكون مصدر إلهام للتغيير وإلى أن تطلق الحوار عن طريق كتاباتها أولاً وقبل كل شيء. وتقول: "قبل أن أفكر في ما إذا كان يتعين عليّ الترشح لهذا المنصب أو إطلاق هذه الحملة، أعتبر أنه يتعين علي الجلوس وتدوين الأسئلة.  ما الذي يجب تغييره في هذا المنصب؟ ما هي المؤسسات التي يجب إحيائها؟ وإيصال ذلك عند طريق الشعر". لمَ عن طريق الشعر؟ "لأنني أعتبر أنه أول ما يعبر عن قوة الدفع نحو التحول".   

وفي ما يتعلق بشهرتها الحديثة العهد، تشعر Gorman بأن التغيير الأبرز بالنسبة إليها هو الكشف عن هويتها. "أعتقد أن الكتاب ليسوا معتادين فحسب بل إنهم يعتمدون أيضاً على إمكانية الخروج من دون أن يتعرف أحد إليهم وعلى إمكانية مشاهدة ومراقبة الطبيعية والناس والحياة من دون أن يتعرف إليهم أحد وكتابة ذلك في قصصهم"، كما تقول مستذكرة حياتها الماضية حيث كانت تستطيع مشاهدة العشاق والعائلات والثنائيات يمسكون بأيدي بعضهم البعض ونقل هذه العلاقات في قصصها. "أما اليوم، فإن جلست على مقعد ما على الطريق أو ذهبتُ إلى منتزه وأحضرتُ دفتري للكتابة، سيتعرف إلي الناس ويقولون إنني Amanda Gorman".

وتوجز الأمر قائلةً: "إن إيجادي طريقة تحول دون أن يلاحظني الناس بعد أن كُشفت هويتي، أمر جديد بالنسبة إلي". ربما تكون Gorman في طور الاعتياد على الأمر، إلا أنها ستحدث ضجة من دون شك في كل ما تقوم به مستقبلاً.