إنه أسبوع صعب على Gemma Chan: فهي تستخدم حالياً حذاءً طبياً بعد تعرضها للإصابة مؤخراً، وقد سقط قطها الذي تحبه من على سطح منزلها في لندن (طمأنتني إلى أنه يتعافى سريعاً)، وبعد حديثنا في الصباح، ستعبر في الطائرة أكثر من 8,000 كيلومتر للذهاب في جولة حول العالم تكشف فيها عن أكبر مشاريعها حتى اليوم.
ولكن، بين زياراتها إلى البيطري وإلى طبيبها، وإطلالاتها المتعددة التي ستلي ذلك على السجادة الحمراء، فلا يزال بالإمكان اعتبار هذا الأسبوع بمثابة الهدوء قبل العاصفة. والعاصفة هي فيلم Eternals المرتقب من إنتاج Marvel - "إنه فيلم طموح للغاية. يمتد على فترة طويلة جداً من 7,000 عام"، كما تقول Chan بكل حماس - والممثلة البالغة من العمر 38 عاماً، تمر في فترة نادرة من الهدوء النسبي التي تدرك فيها أن الحياة لن تعود إلى ما كانت عليه على الإطلاق. فقد كان عامها حافلاً للغاية: إذ بلغت حصيلة فيلم الرسوم المتحركة والمغامرة Raya and the Last Dragon الذي شاركت فيه 130 مليون دولار في شباك التذاكر، وبعد Eternals، ستستهل عام 2022 بإطلاق فيلم الإثارة النفسية Don’t Worry Darling، من إخراج Olivia Wilde. وسنشاهد بعد ذلك Chan إلى جانب عدد من النجوم في المسلسل الأنثولوجي Extrapolations بتوقيع Scott Z. Burns، وهو يتناول آثار التغير المناخي.
التقيتُ Chan للمرة الأولى في نهاية فترة محورية أخرى للممثلة، وكان ذلك عام 2019 خلال حفل Inspiration Awards Gala من تنظيم APEX for Youth في نيويورك، حيث كان يتم تكريمها. وكان ذلك بعد عام واحد من إعلان فيلم Crazy Rich Asians فيلم الكوميديا الرومانسية الأعلى دخلاً في عشرة أعوام، مما أكسبها شهرة عالمية.
نشأت Chan وشقيقتها الصغرى Helen في كنف والديهما في مقاطعة كِنت الإنكليزية. هاجرت والدتها من الصين إلى المملكة المتحدة عندما كانت في التاسعة من عمرها بينما انتقل والدها من هونغ كونغ في أواخر عقده الثاني، وقد كانت عائلتهما من العائلات القليلة ذات البشرة الملونة في مجتمعها. تتذكر أنها كانت تشعر بأنها تتأرجح "بين ثقافتين" في طفولتها ولم تكن تعلم بما تجيب عندما كان الجيران يثنون على "لغتها الإنكليزية الجيدة".
وتتذكر Chan أيضاً الأوقات التي كانت ترغب فيها في استيعاب الخلفية "وفي الاندماج فيها" علناً بينما كانت جدتها النحيلة على نهامتها تساوم على الأسعار بصوت مرتفع في رحلات التسوق التي كانت تقوم بها. وتضحك قائلةً: "لم يكن أحد يستطيع التغلب عليها في المساومة". وقد أصبحت هذه السمة إحدى السمات الشخصية التي تحبها في عائلتها بعد أن كبرت - فالمفارقة تكمن في أننا نتشارك جميعاً الرغبة في الاندماج في المجتمع في الصغر، إلا أن هويتنا الثقافية أصبحت اليوم مدعاة فخر لنا. إنها مقربة من عائلتها - فلا تزال والدتها تصنع لها ولشقيقتها جورباً في كل عيد ميلاد، وهو أمر تتطلع إليه بعد انتهاء جولتها.
وعلى سؤالي عن كيفية تعامل والدَي Chan مع شهرتها العالمية، أجابت بالقول إنهما "لم يتغيرا وهو أمر أحبه حقاً، ولكن شيئاً لا يثير إعجابهما بشكل مفرط. أعلم أنهما يشعران بفخر كبير. والأهم أنهما يشعران بالراحة لأنني وشقيقتي بخير". أعتقد أنها تشير من خلال هذه الكلمات إلى الفترة التي تركت فيها مهنتها في مجال القانون للالتحاق بمعهد التمثيل في لندن الأمر الذي أثار غضب والديها وقلقهما بشأن استقرارها الوظيفي. وبعد عقد من الزمن تقريباً، حصلت Chan على دورها المتميز الكبير الأول في مسلسل الخيال العلمي Humans الذي عُرض على قناة Channel 4 حيث لعبت دور Mia وهي رجل آلي طيب القلب.
الاسم الصيني الذي اختاره لها والداها هو 陈静 [Chén Jìng]. وتشرحه قائلةً: "يعني الطمأنينة أو الهدوء، وتُدعى شقيقتي 陈平 [Chén Píng] أي السلام. أي أن والديّ أسميانا 'سلام وهدوء'". وتقرّ ضاحكة بأنها لم ينعما بأي من هاتين الصفتين خلال نشأتهما، بل إن الوضع كان معاكساً تماماً.
أما اليوم، فتتمتع Chan بقوة هادئة وهو أمر ملفت. وقد كانت مشاركتها في حملة StopAsianHate# في وقت سابق من هذا العام أساسية وكان التزامها لافتاً. وإلى جانب استخدامها لمنصتها لرفع الصوت بشأن تزايد الجرائم ومشاعر الكراهية بحق الآسيويين، أطلقت مبادرة بعنوان Stop ESEA Hate على موقع GoFundMe جمعت من خلالها أكثر من 88,000 جنيه استرليني للمنظمات الشعبية المعنية بشرق وجنوب شرق آسيا والمتواجدة في المملكة المتحدة. تدعو نفسها "ناشطة بالصدفة"، وتقول عن مصدر تحفيزها: "أفكر كثيراً في السبل التي يمكننا من خلالها أن نكون مفيدين كأشخاص يعملون في مجال الإعلام أو الفن. كيف يمكننا العمل معاً في مجالات كثيرة لتغيير الروايات ودعم مجتمعاتنا على الأرض؟"
وتنسب Chan إلى المجتمع الآسيوي في مجال الإعلام والموضة وسواهما، الفضل في مساعدتها على إعادة الارتباط بجذورها. وتقول: "من أجمل الأمور التي انطوى عليها تقدمي في العمر هو إعادة ارتباطي بجذوري وشعوري بأنني أستطيع تبني الجانب الآسيوي من إرثي والاحتفاء به. لقد التقيت في مجال عملي بالعديد من الأشخاص الرائعين وبعدد أكبر بكثير من الآسيويين من أولئك الذين عرفتهم في نشأتي".
وفي إشارة إلى ما تشعر به حيال أهمية انخراطها في مهنة رواية القصص والفنون، تقول إن ذلك يضمن "أن تتم رواية قصصنا ويضمن لنا مكاناً في الثقافة والوعي الشعبي... ففي غياب ذلك، تتزايد الأفكار النمطية والمسبقة ومن المهم بمكان أن نتمكن [وعلى غرار] أي مجموعة تعرضت في الماضي للاستبعاد أو التهميش، من تحديد رواياتنا الخاصة.
أحب الواقع القائل إنه يبدو أنه لم يعد هنالك أشخاص يحاولون إبعاد بعضهم البعض"، كما تعتبر Chan في ما خص التغيير الثابت والتدريجي الذي شهدته في المجال. "إنه أحد أفضل الأمور التي شهدتها في الأعوام القليلة الماضية؛ يبدو أن الأبواب فُتحت قليلاً أخيراً وأنه بات يُسمح للأشخاص برواية قصصهم وقصص تواريخهم ومجتمعاتهم. ومن الطبيعي أننا كلما قمنا بذلك، أدركنا الأمور المشتركة في ما بيننا".
وتعِد Chan التي ظهرت بإطلالة بارزة على السجادة الحمراء - حيث تصدر فستانها الزهري المزود بجيوب بتوقيع Valentino في حفل Academy Awards عام 2019، عناوين الصحافة لأناقته وطابعه العملي - بأن أزياءها في جولتها الصحفية التالية لفيلم Eternals ستكون "من عالم آخر". فهي تعمل على إتقان أسلوب السجادة الحمراء منذ أكثر من عشرة أعوام، من خلال دمج قطع بتوقيع مصممين ناشئين مع أخرى بتوقيع علامات عالمية مسلطةً الضوء مراراً على المواهب الآسيوية ومتصدرةً غالباً قوائم أفضل الإطلالات.
وفي دورها الأساسي الأحدث، في الفيلم السادس والعشرين في مسلسل Marvel’s Cinematic Universe، ظهرت إلى جانب Angelina Jolie و Salma Hayek، والفيلم من إخراج Chloé Zhao، وهي المخرجة الوحيدة ذات البشرة الملونة التي فازت بجائزة Academy Award - وشاركت أيضاً في كتابة السيناريو. وقد تبادلت Zhao وChan الحديث في موقع التصوير حول إرثهما الشرق آسيوي ونشأتهما وحبهما المشترك للطعام وفُتنت Chan برؤيتها الطموحة والمبتكرة للفيلم. ومن بين الشخصيات الأساسية العشر، Sersi هي آخر من تم اختياره. بعد أن لعبت دور Minn-Erva في فيلم Captain Marvel وهو أيضاً جزء من MCU، لم تكن Chan تتوقع العودة إلى هذا المسلسل، وقد فاجأها تلقيها اتصالاً للقيام بتسجيل عام 2019. كان Captain Marvel قد أُطلق للتو عندما بدأت بتصوير Eternals بعد بضعة أشهر.
إنها المرة الأولى التي يقع فيها الاختيار على ممثلة واحدة لدور مختلف في المجال نفسه، وتشير Chan إلى أن Sersi تعيش على كوكب الأرض منذ 7,000 عام أي أن الشخصيتين كان يمكن أن تلتقيا في مرحلة من المراحل. إلا أن سبب إخضاعها لتجارب الأداء أصبح واضحاً عند بدء التصوير. "[عندما التقيت] الأشخاص الآخرين الذي وقع عليهم الاختيار وبدأنا العمل، اتضح الأمر. أدركت سبب إخضاعنا لتجارب الأداء، فقد وقع الاختيار على الممثلين الذين تتوفر فيهم بعض السمات المتأصلة في كل شخصية".
تشتهر شخصية Sersi بتعاطفها مع البشر بما أنها عاشت بينهم بسعادة لآلاف الأعوام. وعن الموضوع الأساسي التي يتعين على Eternals معالجته في الفيلم، تقول Chan: "إنها شخصية تعيش على الأرض منذ 7,000 عام، وقد شهدت على كل ما حل بالبشرية: من أمور جيدة وسيئة... والسؤال الذي يُطرح هنا هو: "هل تستحق البشرية إنقاذها"؟ وتتفق كل من Chan وSersi على أن الإجابة على ذلك هي نعم. وتتابع Chan بالقول: "علينا أن نحاول على الأقل. يمكننا على الأقل أن نحاول إصلاح الأمور والإتيان بالحلول. نحن السبب الأساسي في ما حل بنا". وإلى جانب نشاطها ودعمها لحملة Stop ESEA Hate، تشمل الأعمال الخيرية التي تقوم بها الممثلة تسميتها كسفيرة لليونيسف في المملكة المتحدة، وخلال فترة الإقفال في العام الماضي، شاركت إلى جانب صديقها الممثل Dominic Cooper في جهود الإغاثة للتخفيف من آثار الجائحة من خلال تقديم الوجبات الغذائية للعاملين الأساسيين.
وتفكر Chan في سمة أخيرة تعتقد بأنها تتشاركها مع شخصيتها الأخيرة: "لدينا أوجه متعددة على ما أعتقد". وذلك صحيح في ما خص Chan - النجمة الهوليودية والناشطة في المجال الإنساني والبطلة الخارقة أحياناً، وأيقونة الموضة ومحبة القطط، التي تتمتع بالأمل برؤية تغيير حقيقي في العالم.
تصوير Annie Lai Styling Marquessa Lucas-Box
يوم المرأة العُمانية
