


هي المغنية /كاتبة الأغاني الحائزة على جوائز BRIT Award، والمرشحة لجوائز Grammy، والتي تعاونت مع كبار الأسماء في عالم موسيقى الـ R&B. غير أن JORJA SMITH لم تكن من محبات الأضواء. وهنا تكشف لـِ ZING TSJENG كيف تغلبت على مخاوفها، وتعاملت مع تحديات الشهرة، واستخدمت أعمالها الموسيقية في حملات تنادي بالمساواة العرقية

Jorja Smith "مشهورة قليلاً". هكذا تُعرّف إبنة ويست مدلاندز البالغة من العمر 23 عاماً عن نفسها. تقول ضاحكةً: "أنحدر من بلدة صغيرة في والسال. قليلون هم الأشخاص المنحدرون من والسال، ولكنني واحدة منهم". إنها تُقلل من شأن شهرتها. ولكن لنعرض الوقائع: عام 2016، بدأت Smith مسيرتها الموسيقية مع أغنيتها المنفردة الأولى التي حملت عنوان Blue Lights. وسرعان ما أصبحت واحدة من النجمات المفضلات في عالم الموسيقى، لاسيما وأنها استطاعت أن تجمع أكثر من 3.4 مليون متابع على الإنستغرام وأن تُسجّل أغاني مع بعض من كبار الفنانين، على غرار Kendrick Lamar ،Drake وStormzy.
اليوم، تخاطبني Smith عبر تطبيق Zoom من بلدتها الأم، على بعد تسعة أميال من مدينة برمنغهام (أو "بروم"، كما تُسمّيها). أطلت بدون أي مكياج، جالسةً في غرفة نوم طفولتها، ومرتديةً سويت شيرت فضفاضاً باللون الأرجواني الفاتح، مرتشفةً الماء من قارورة بين الحين والآخر. كان صوت الترانيم يتسلل من مكتب أبيها في المنزل. وكان نباح كلب المنزل يقاطع حوارنا من وقت إلى آخر.
هذه هي الأجواء التي تبعث الراحة في نفس Smith. تغمرها سعادة عارمة عندما تعود إلى كنف منزلها العائلي وتصادف في الشارع كافة الوجوه المألوفة، على الرغم من أن أمها تستخدم غرفتها القديمة كمستودع، وقد أدارت حاسوبها المحمول لتريني ذلك. "أُفضّل المنزل على أي شيء آخر. وتضيف قائلةً: "لندن صاخبة جداً". "فهي تتعبني". لهجتها الأصلية وهي لهجة منطقة ميدلاند تظهر من جديد عند ذهابها إلى الشمال أيضاً، ولكن بعد قضاء خمس سنوات في العاصمة، اكتشفت طرقاً عديدةً للإجابة بـ"هل جُننت؟؟" (مثلاً عندما كان على Smith التعامل مع المسائل المالية كمغنية في سن المراهقة: "التعامل مع المحاسبين وأنت في الثامنة عشر من العمر - هل جُننت؟")

أسلوب Smith – من جمبسوت Halpern الرائعة إلى إلى بودي سوت Mugler المستوحى من فيلم The Fifth Element- وفستان سهرة Maisie Wilen – كلها تفاصيل جعلتني أتوقع نجمة ذات شخصة متعالية. وSmith، مثل العديد من النجمات اللواتي سبقنها في موسيقى R&B، هي من مواليد برج الجوزاء. (شاهد أيضاً: Patti LaBelle.) الصوت مهم أيضاً. في أغنيتها الجديدة، Addicted، تتحكم Smith في طبقاتها الصوتية ميزو سوبرانو بسلاسة تامة، ثم تنتقل إلى طبقة أعلى عند بلوغ كلمة “hardest”. تجعل الأمر يبدو في منتهى السهولة.

تستحضر Smith طفولتها قائلةً: "كنتُ أجد ذلك محرجاً – لم أرد أن يعرف الآخرون أنني أجيد الغناء. كانت أمي تُخبر الجميع أنني أجيد الغناء، وكنت أقول لها في قرارة نفسي، ’لماذا تفعلين ذلك؟ لماذا تخبرين الآخرين؟‘". ولكن عندما كانت Smith في الثامنة من عمرها، كتبت مسرحية عيد الميلاد للكنيسة وأعطت لأخيها دور "الجمل" فيما قدمت أغنية Silent Night بشكل منفرد. وتقول بأسلوب ساخر: "لم يحضر أحد. لم أرَ طفلاً واحداً بين الحضور". ولكنها غنت في صالة مليئة بالراشدين. من بين الحضور، كانت هناك مغنية ترانيم اسمها Tracey، التفتت إلى والد Smith وقالت له بنبرة جدية: "إنها تجيد الغناء".
ومع ذلك، أمضت Smith معظم سنوات المراهقة وهي تهرب من صوتها، كاتبةً الأغاني سراً وعارضةً إياها على والدها المولود في جامايكا، الذي كان يتولى توجيهها ما بين عمله في المجلس والاهتمام بفرقة موسيقى نيو سول اسمها 2nd Naicha. "كنتُ أنزل وأعرض أنغامي على أبي. فكانت ردة فعله أشبه بـ ’لا أستطيع سماع جوقة‘. [فكنت] أصعد من جديد، وأعيد التأليف، أمر مزعج أعرف ذلك...ولكنني كنت محظوظة جداً لأن لدي والدين يُشجّعان الفن بالفعل".

ولكن بالرغم من الدعم، تعترف Smith أنها نادراً ما شعرت بالارتياح حيال موهبتها – وشكلها – كطفلة، كانت تتعمد البقاء في الخلفية حتى عندما التحقت بمدرسة عطلة نهاية الأسبوع للفنون المسرحية. وفي هذا الإطار، تقول: "لم أرغب في شفتين كبيرتين. لم أرغب في مؤخرة كبيرة. كان الأمر محبطاً للغاية. إلا أنني أحببت نفسي أكثر عندما انتقلت إلى لندن. زادت ثقتي في نفسي وفي جسدي. حتى أنني أرغب أحياناً في ارتداء فستان ضيق جذاب أو قطعة تُبرز القوام لأنني أشعر بالثقة بنفسي...[ولكن] لم يتغير شيء. وتضيف ضاحكةً: ما زلتُ [حتى اليوم] لا أحب أن أكون محط اهتمام". "أعتقد بكل بساطة أن ثقتي بنفسي قد زادت – فأنا أعشق الأداء المسرحي".

عندما أطلقت Smith ألبومها الأول Lost & Found عام 2018، كانت بالكاد تبلغ 19 عاماً ولا تزال تحتفل بالنجاح الهائل لأغنيتها Blue Lights – التي كتبتها وتناولت فيها موضوع حيازة السكين والتي شارك فيها أيضاً Dizzee Rascal. ومع هذه الأغنية، فازت Smith بجائزة Ivor Novello العريقة لكتابة الأغاني والتأليف وفي العام نفسه، شاركت في أكاديمية بريكستون O2 Academy Brixton، حيث صعد Rascal إلى المسرح لتقديم الأغنية كثنائي. وأخذت الصحف تشيد بها باعتبارها النجمة المثالية لإعادة إحياء موسيقى الجاز، حتى أن البعض قارنها ببطلة طفولتها Amy Winehouse.
وبالحديث عن النجوم الذين تأثرت بهم في مرحلة مبكرة، تقول: "مغنيين كلاسيكيين – هذا كل ما كنت أستمع إليه.Aretha Franklin ،Nina Simone وMiles Davis. اليوم استمع إلى أسماء جديدة. يعجبني الراب الإنجليزي – واستمع إليه كثيراً".
لدى Smith أذواق عديدة لا تقتصر على نوع موسيقي واحد. فهي معجبة بالتعاونات في موسيقى الهيب هوب مع Drake، الدانسهول مع Popcaan، الغاراج مع Preditah والغرايم مع مغني الراب الإنجليزي Giggs. لفترة، كان صوت Smith يملأ الراديو من دون توقّف، مثل أمسية صيفية حالمة تمتد إلى ليلة مليئة بالتشويق.

وهكذا بلغت هذه المرحلة. فقد أصبحت مشهورة، إنما لم تحقق شهرة "Beyoncé" على حد وصفها. والتجربة لا تخلو من السلبيات. فبالرغم من نجاحها - الذي تكلّل بجائزتيّ BRIT وترشيح Grammy عن فئة أفضل فنانة جديدة – وجدت Smith نفسها عاجزة عن الاستمتاع به. فهي كانت تعشق الصعود على المسرح، وسماع المعجبين يرددون كلمات أغانيها. والأمور الأخرى؟ لا تعنيها كثيراً. تقول إنها، ذات مرة، كانت تبكي في الطائرة غاضبةً بعد جدال. "رأتني مضيفة الطيران وأنا أبكي". وبدلاً من أن تطمئن على حالتها، طلبت صورة سيلفي من Smith. تذكر Smith أنها قالت لها: "أنا أبكي"، "نعم، ولكن ابنتي تحبك".
هي صريحة حول تأثير نجاحها عليها، وتتحدث بانفتاح عن مخاوفها ("أنا شخص شديد القلق")، وحول تأثير الشهرة على صحتها العقلية ("هناك أمور كثيرة لا يدرك الناس أنك لا تعرفينها – لا أحد يُعلمكِ")، ورغبتها في الوصول إلى الكمال الذي يجعلها تشكك في نفسها. "أذكر أنني عندما كنت في الخامسة عشر من العمر، قلتُ لصديقتي، ’تشبهين نفسكِ لأنكِ أنتِ، وإياكِ أن تقارني نفسكِ بالآخرين‘. ولكن ها أنا ذا، لم أكن أستمع إلى نفسي في عمر الـ 15".
فيما سطع نجمها، تكيّفت مع الوضع. فالتقطت السيلفي ودردشت قليلاً، فيما كانت تتصفح التعليقات السلبية على مواقع التواصل الاجتماعي. واليوم تعترف قائلةً: ”كنتُ أمر بمرحلة لم أكن فيها سعيدة جداً". كان الضرر يفوق المنفعة". وإذا بجائحة 2020 تقلب الحياة رأساً على عقب. عندئذٍ، أعادت النظر في أمور كثيرة في الحياة، وقالت "أدركتُ من أكون"، تخلّت عن "الأشخاص السلبيين" في حياتها وقررت أن تكون أكثر لطفاً مع نفسها. تقول إنه لا تزال لديها صديقات في عالم الموسيقى، ولكنها تعشق "أصدقائها الحقيقيين" الذين كانوا في حياتها قبل أن تحقق الشهرة. "ندعم بعضنا قدر الإمكان".
عندما قُتِل George Floyd في مايو من العام الماضي – "على يد الشرطة"، كما توضح Smith – حزن جميع أصدقائها. "من المحزن رؤية كافة هذه الفيديوهات للأشخاص السود الذين يقتلون باستمرار، لا نريد رؤية ذلك بعد الآن". وفيما ملأت الصور السوداء منشورات مواقع التواصل الاجتماعي، نظرت إلى هاتفها وتساءلت ما إذا كان عليها نشر محتوى بهذا الشأن. قالت لوالدها: "لا أعرف ماذا علي أن أقول". فأجابها: "افعلي ما تجيدينه".


والنتيجة كانت أغنية By Any Means التي أصدرتها شركة Roc Nation، والتي تحمل رسالة Black Lives Matter بفخر. هل تعتبر نفسها تابعةً لجيل ناشط سياسياً أكثر، يقوم بحملات دعماً للمساواة بين الأعراق؟ فتوضح قائلةً: "تحدث كافة هذه الأمور المزعجة في حياتنا. أعتقد أننا مدركون اجتماعياً – ونكتب حول ما يجري وما نريد أن يحصل وما نراه الصواب وما نحن متشوقون إليه".
وتؤكد Smith أنها ليست ناشطة: "إن ما أفعله ليس سوى تعبيراً عن معتقداتي وعما يتوق الناس لسماعه. من حسن الحظ أن كتابتي للأغنية قد غيرت أنماط التفكير أو أسهمت في انفتاح الناس أكثر. هذا كل ما أردتُ القيام به".
الآن، هي مختبئة في والسال، تُعلّم نفسها كيفية مزج الألحان، وتعمل على طرح الأسطوانة المطوّلة EP التي تعتبر أغنية Addicted جزءاً منها، وتواصل تخصيص وقتاً لنفسها. فقد اشترت مؤخراً مزرعة بالقرب من بلدتها الأم، وتعكف على العناية والاهتمام بها. في العقد القادم، ترى نفسها كما قالت: "أعتني بحقولي تاركةً الشباك مفتوحاً، ومستمتعةً بأشعة الشمس، وقد أعددت الشاي لنفسي – وربما محاطة ببعض الماعز".
تعهدت الاحتفاء بنفسها أكثر وتخصيص وقت للاستمتاع بنجاحاتها أيضاً. وتعترف قائلةً إنه عند صدور Lost & Found، بالكاد تسنّى لها أخذ نفس لتحتفل بالإنجاز الذي حقّقته. أما هذا العام، فكل شيء مختلف. "تعرفين ما هو أغرب شيء؟ لقد حصلت على العديد من [الجوائز] إلا أنني لم أعرض أياً منها في منزلي". ولأول مرة تعرضها "لأنني فخورة بالفعل. في السابق، لم أشعر بالفخر قط".
وماذا عن الشهرة؟ تتعامل معها في الوقت المناسب لها، تعتبرها ضريبة مسيرة حافلة بالنجاحات. وتوضح قائلةً: "الاحتفال بالانتصارات والنجاحات هو الأمر الذي أسعى إليه. الاحتفال لا غير – فالحياة قصيرة".
حقوق الصور:
تصوير Danika Magdelena, تنسيق الأزياء Natasha Wray, الإخراج الفني Phil Buckingham, تصميم الموقع Ibby Njoya at The Magnet Agency, مساعد الأزياء Sabina Khan, تصفيف الشعر Zateesha Barbour at LMC Worldwide, المكياج Carol Lopez Reid at Carol Hayes Management, الأظافر Pria Bhamra, الإنتاج Rachael Evans, China Ruby Hill, Erin Shanahan

6 صيحات عصرية لا غنى عنها في خزانتكِ قبل رمضان
