


بدأت TAVI GEVINSON مسيرتها في الحادية عشرة من العمر كمدوِّنة قبل أن تؤسس مجلة Rookie التي كانت تستهدف الفتيات في سن المراهقة بمواضيع الموضة ومواضيع فكرية من واقع حياتهنّ. واليوم، تُخبر الكاتبة والممثلة الناشطة في مجال حقوق المرأة PHOEBE LOVATT عن دورها في مسلسل Gossip Girl المعاد إنتاجه والذي يضفي مزيداً من التنويع على مواهبها المتعددة

تبدو علامات الإرهاق واضحة على Tavi Gevinson. مع عودة النشاط إلى طبيعته في مدينة نيويورك التي تقيم فيها الشابة البالغة من العمر 25 عاماً، منذ وقت طويل، "عاد الأصدقاء وأفراد العائلة فجأةً. كل شيء رائع"، تقول لي وعيناها تتسعان بينما تجلس خلف طاولة مكتبها المنزلي المريح في بروكلين. "إنني أبالغ تماماً."
لم تمضِ الكاتبة والممثلة فترة الإغلاق في مشاهدة الأفلام على نتفليكس. فإلى جانب إطلاقها سلسلة بودكاست بالتعاون مع Audible بعنوان Life Skills by Rookie، عملت Gevinson على تأليف كتابها الأول الذي تعرّف عنه بتردد بمجموعة "مذكرات..."، وتقر قائلةً: "على الأرجح أنني بالغتُ قليلاً في التفكير". كذلك، فقد عملت على دورها في مسلسل Gossip Girl المعاد إنتاجه الذي سيُعرض على HBO Max بعد طول انتظار ويروي قصص مجموعة من طلاب المرحلة الثانوية الأثرياء - والذين يظهرون فيه بأزياء ملفتة - في شمال شرق حي مانهاتن.
تشعر بالقليل من التوتر بشأن الإقبال على المسلسل الذي يضم أكبر دور تلفزيوني قدّمته حتى الآن، ولكنها تقول إن توجهه إلى الجمهور العادي يُعتبر عاملاً مهماً لانتشاره. بعد أن أمضت الأعوام القليلة الماضية في التمثيل في إنتاجات مسرح نيويورك التي تلقى استحساناً واسعاً ولكن المحدودة نسبياً بفئة معينة من المشاهدين، جذبتها "فكرة المشاركة في عمل أعرف أن الناس سيشاهدونه"، كما تقول، مضيفةً أنه "من المثير للاهتمام فعلاً المشاركة في عمل من الثقافة الشعبية".

وقد كانت مسيرة Gevinson الاستثنائية حتى اليوم متماشيةً مع سنّها: فقد أطلقت مدونة الموضة المؤثرة باسم Style Rookie عندما كانت في الحادية عشرة من العمر وأتبعتها في الخامسة عشرة، بمجلة Rookie على شبكة الإنترنت والتي تتوجه إلى الفتيات في سن المراهقة. لذلك، فقد يشكّل تجسيدها لدور معلّمة لا طالبة في مسلسل Gossip Girl مفاجأة لمعجبيها منذ وقت طويل. وفي حيلة وصفتها Gevinson بالـ "المرحة"، تعيد Kate Keller التي تجسد دورها إحياء مدونة GossipGirl ("فتاة النميمة") التي يحمل المسلسل اسمها، على مواقع التواصل الاجتماعي باسم 'GossipGirl2.0'، في محاولة لاستعادة السيطرة على طلابها الذي يزدادون غروراً وحباً للسلطة. وتقول في هذا السياق: "عندما سمعتُ عن العمل للمرة الأولى، قلتُ في نفسي: 'لم أعد أستطيع تجسيد دور فتاة في سن المراهقة!'" وأضافت ضاحكةً: "أحتاج إلى التظاهر بأنني راشدة على الأقل. قال لي وكيل أعمالي: 'لا تقلقي، فلم يطلب أحد منكِ القيام بذلك'".


إلا أن المشاركة في عمل يصور تجارب ومشاكل الشباب في سن المراهقة دفع Gevinson إلى التأمل في ماضيها من منظار جديد. وتقول (وقد توقف النشر على الموقع لأسباب مالية عام 2018): "بعد إيقاف النشر على موقع Rookie، لا أقوم بذلك لأنني ما زلتُ مهتمة بالضرورة بكتابة مواضيع متعلقة بالمراهقة أو لأنني أفكّر في كوني مراهِقة. ولكنني أستمتع حقاً بأنني بلغتُ سناً أصبحت أعرف فيها المصطلحات المناسبة للتكلّم عن التجارب التي مررتُ بها عندما كنتُ أصغر سناً ولم أفهمها في تماماً ذلك الحين - كما كان الوضع في مسألة Britney".
و'مسألة Britney' تناولتها Gevinson في مقال بعنوان Britney Spears Was Never in Control - نُشر على موقع The Cut في فبراير من هذا العام ولقي انتشاراً واسعاً. وقد كشف المقال الذي تخلله رد على الوثائقي المروّع الذي صدر عن New York Times حول الوصاية على Spears، أيضاً تجارب صادمة عاشتها Gevinson على أيدي العديد من الرجال الاستغلاليين - وخصوصاً واحداً من بينهم تصفه بـ "الرجل التعيس والمتزعزع الثقة بالنفس، الغني والذي يكبرني سناً بعدة سنوات" (من دون ذكر اسمه)، وقد جمعتها به علاقة سببت لها الأذى على الصعيدين العاطفي والجنسي في أواخر سن المراهقة.

إنه مقال قاسٍ يحث القارئ على التفكير؛ مقال يغوص في ديناميات القوة التي تواجهها الفتيات الصغيرات تحت أضواء الشهرة. وتقول: "ليس ذلك أمراً كنتُ لأستطيع الكتابة عنه أو نشره قبل أن أفعل ذلك في الواقع، ولكنني عندما شاهدتُ الوثائقي وسمعتُ طريقة كلام الناس عنه، شعرتُ بالرغبة في الرد. شعرتُ بأنه أكبر من تجربتي ورغبتُ في التحدث عن الطريقة التي يتعامل فيها الناس مع الشابات اللواتي يرغبون في رؤيتهنّ ينضجن بسرعة".
بعد أكثر من عقد من الزمن أمضته في مشاركة أفكارها مع العالم، تعلّمت Gevinson "أنكِ لا تستطيعين إطلاقاً أن تشعري بأنكِ مستعدة تماماً لنشر مقال أو أن تعرفي بأنكِ ستشعرين بالسرور عند صدوره. ولكنني أظن أنكِ تعرفين أنكِ عملتِ عليه بجد وفعلتِ كل ما وسعكِ قبل صدوره. تعرفين أنكِ قرأته بشكل كافٍ وتفحّصته سطراً سطراً لتتأكدي من أن كل ما تقولينه صحيح". وتبتعد Gevinson عن التطرق إلى بعد المواضيع، بما في ذلك تلك المتعلقة بعائلتها أو أي مواضيع أخرى "جديدة جداً وغير معالجة من قبل".


وبعد أن وصفت في إحدى المرات شعورها أثناء تصفح الإنستغرام "بالانزعاج الرهيب"، تقول إن شعورها تجاه وسائل التواصل الاجتماعي حالياً يمكن وصفه بالـ "نفور"، وتشبّه الأمر بالاشمئزاز الذي يختبره المرء بعد تناول بعض المأكولات فتعتبر أن "جسمها بات يشعر تلقائياً بأن [الإنستغرام] يسبب له انزعاجاً كبيراً أفقدها اهتمامها به". بعد انطلاق عرض Gossip Girl، تشعر بأن أيامها على المنصة ستكون معدودة. "أود أن أستغل القليل من السيطرة التي أتمتع بها على صفحتي التي قد يتصفحها الناس أكثر، ولكن محاولة التحكم بردود الناس على أي شيء تقوم به يُعتبر معركة خاسرة".
لو تم إطلاق Style Rookie بعد عشرة أعوام، فعلى الأرجح أنها كانت ستكون حساباً على إنستغرام لا مدونة. حالياً، يتمثل النهج الذي تتبعه Gevinson في مجال أسلوب لباسها في الابتعاد قدر الإمكان عن المعايير الجمالية المتجانسة. وتقول: "أعتقد أنني أحاول عدم الاتجاه إلى التوليفات الشائعة للقطع الموجودة في خزانتي. أحاول أن أختار على ما يولّد فيّ نوعاً من الحركة بدلاً من أن أصغي إلى عقلي الذي يقول لي: 'نعم، يبدو ذلك مناسباً لي'".

بينما كانت تبحث مؤخراً في وحدة التخزين خاصتها، أعادت اكتشاف ملابس كثيرة كانت ترتديها في سن المراهقة - وقالت في نفسها: 'حان الوقت للتقدم، لا أستطيع أن أرتدي في هذه السنّ ثياباً تجعلني أبدو وكأنني من ممثلات مسلسل Grease'،" تقول ضاحكة. لا تزال الأزياء "مصدر فرح" في حياتها، ولكن Gevinson تبدو مرتاحة بتخطيها فترة الكتابة عن الموضة. وعندما قلت لها إن الناس بتذكرون مقالاتها والأدوار التي جسدتها عند سماع اسمها اليوم، بدت لي مسرورة جداً وقالت: "آمل أن يكون ذلك صحيحاً".

ستمضي ما تبقى من فصل الصيف في العمل على كتابها ومتابعة تصوير المشاهد المتبقية من Gossip Girl. وعند انتهاء المسلسل، ستبدأ على الفور بالتدريبات استعداداً لمسرحية موسيقية بعنوان Assassins كان قد وقع عليها الاختيار للمشاركة فيها قبل بدء الجائحة . وتقول في هذا الإطار: "[التمثيل المسرحي] مفيد جداً لي. الصعود إلى خشبة المسرح والقيام بالأمور نفسها كل ليلة؛ شعوري بجسمي - إنه مكان أشعر فيه بفرح كبير". وتعبر عن القلق الذي تشعر به أحياناً من "فقدان أجزاء من عقلها" نتيجة التنقل بين الفروع الفنية. "ولكنني أظن أنها كلاً منها يكمّل الآخر". وبصفتها شخصاً حقق إنجازات في الخامسة والعشرين من العمر تفوق ما يحققه غالبيتنا في ضعف سنها، فما هي خطط Gevinson للمستقبل؟
تقر قائلةً: "التفكير في المستقبل أمر مرعب. كل ما أريده هو تقديم الأفلام والعمل في مجال التلفزيون، ولكن هذه الصناعة تعتمد بالكامل على التغيرات التكنولوجية غير القابلة للتوقع". في هذه الأثناء، تحاول الاستمتاع بأوقات فراغها قدر الإمكان. بعد مقابلتنا، ستتوجه مباشرةً إلى معرض Nan Goldin برفقة بعض الأصدقاء - تتألف دائرتها الاجتماعية في نيويورك من مجموعة واسعة من المفكرين والممثلين والمصممين. "في إحدى المرات، قال لي أحد الأشخاص إنه يجب أن يكون لدي على الدوام أصدقاء يكبرونني بعشرة أعوام وآخرين يصغرونني بعشرة أعوام، لأحافظ على التوازن في طريقة نظري إلى الأمور".

ومن بين مرشديها، تذكر الناقد Hilton Als والكاتب المسرحي Kenneth Lonergan والمغنية-كاتبة الأغاني Stevie Nicks التي قدمت لها هدايا عديدة كعربون صداقة على مر الأعوام، من بينها بطانية وحذاء Chanel باللون الذهبي و"عقد من الذهب على شكل قمر تقدمه [Nicks] للعديد من النساء المقربات منها". وبعد أن اكتسبت "ما أمكن من معرفة من أشخاص يعملون في المجال" من قبلها، تشعر Gevinson بالامتنان للتمكن من استكمال المسيرة.
"بينما كنتُ أبحث بين الأغراض الموجودة في مخزني، وجدت جميع الأغراض التي قدمتها لي قارئات Rookie وبينما كنتُ أوضب الملابس لأقدمها لأشخاص آخرين، فكرتُ في أنني 'أشعر بفرح كبير بوجودي ضمن مجموعة من الأشخاص المتمتعين بالقدرة على الابتكار والذين يقدمون الدعم لبعضهم البعض. من الطبيعي أن أشعر بالتوتر قبل نشر أي كتاب أو مقال أو قبل صدور أي عمل لي ولكن هذه الجماعة هي التي تمكنني من القيام بما أحب".
تصوير Jacq Harriet

6 صيحات عصرية لا غنى عنها في خزانتكِ قبل رمضان
