رُشحت VANESSA KIRBY لجائزة أفضل ممثلة في مهرجانات عديدة هذا الموسم وذلك عن أدائها الرائع في فيلم Pieces of a Woman - الذي شكّل تجربة غيّرتها على المستوى الشخصي أيضاً. تتحدث إلى KATIE BERRINGTON عن الامتنان والأسى وتصف المساء الذي أمضته في قسم الولادة في أحد المستشفيات استعداداً لهذا الدور، بأحد أروع الأوقات التي مرت بها في حياتها
وأتى ترشيح Vanessa Kirby لجائزة الأوسكار للمرة الأولى في فترة الإغلاق العام، فاقتصر احتفالها به في المنزل على بعض المشروبات والبالونات التي قدمتها لها شقيقتها وعلى أمسية تواصلت فيها مع أصدقائها عبر تطبيق فيس تايم. ربما كان ذلك أبسط بكثير من الاحتفالات التي كانت ترافق هذه الترشيحات في الماضي - مؤتمرات صحفية، وحفلات غداء وفعاليات في لوس أنجلوس - إلا أنها لم تكن لتحتفل بطريقة أخرى على أي حال. قالت مبتسمةً إذ هنأتُها في اليوم التالي وكانت لا تزال تحت وقع المفاجأة: "عندما سمعتُ الخبر، شعرتُ بالارتعاش، أمضيت الليل ممسكةً بيد شقيقتي وتكلّمت مع أصدقائي المقربين. اختبرتُ هذه التجربة في مكان هادئ وأنا ممتنة جداً لذلك".
من غرفتها في الشقة الواقعة جنوبي لندن والتي تقيم فيها مع أصدقائها وشقيقتها الصغرى Juliet التي تعمل كمساعدة مخرج، حدّثتني Kirby عن امتنانها لأمور كثيرة أثناء حواري معها عبر تطبيق زوم. أعربت لي عن امتنانها لقضائها أشهر الإغلاق مع شقيقتها، قائلةً: "ذلك العام يعني لي [Juliet]". "فقد أمضينا معاً كل ساعة منه بالفعل". وتشعر الممثلة، وهي من مواليد لندن، بالامتنان أيضاً لمشاركتها في فيلمين تم إطلاقهما في هذه الفترة الاستثنائية والصعبة: أولهما الفيلم الدرامي الأمريكي The World to Come، والذي شاركتها بطولته Katherine Waterston، حيث قامتا بتأدية دور امرأتين متزوجتين تدخلان في علاقة وسط ظروف يائسة، أما الآخر فهو فيلم Pieces of a Woman، الذي يروي صدمة فقدان زوجين لطفلهما حديث الولادة في قصة تنفطر لها القلوب. لقي كلاهما نجاحاً باهراً، إلا أن أدائها الاستثنائي لدور Martha الحزينة في هذا الأخير أهّلها للترشح لجائزة أفضل ممثلة من غولدن غلوب، والأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون BAFTA، ونقابة ممثلي الشاشة SAG، واختيار النقاد للأفلام والأوسكار.
وليست تلك المرة الأولى التي تُرشح فيها Kirby البالغة من العمر 32 عاماً، لنيل جوائز عن أدوارها. فقد سحرت قدرتها على الانتقال السلس بين الأنواع والوسائط جمهور المسرح والشاشة على حدٍ سواء، وذلك منذ أن بدأت مسيرتها في هذا المجال قبل 12 عاماً. إلّا أن هذا الموسم كان مختلفاً عما سبقه. "تابعتُ هذه الفعاليات عبر زوم - وغالباً ما كان يصادف بثها في الساعة الرابعة فجراً هنا، لأنها تُقام بحسب توقيت لوس أنجلوس - فكنتُ أوقظ شقيقتي ونتابعها معاً مبتسمتين، ونصّفق عند ذكر اسمي. كنا نغلق بعد ذلك جهاز الكمبيوتر ونتناول الشوكولاتة في الساعة الخامسة فجراً ونشاهد التلفاز ونضحك، مرتديتين ملابس النوم".
أنهت Kirby تصوير فيلميّ The World to Come وPieces of a Woman وعادت إلى لندن قبل بضعة أسابيع فقط من بدء الجائحة وتوقف العمل السينمائي تماماً. "لم أكن أعرف صراحةً ما إذا كان الفيلمان سيريان النور. كانت دُور السينما مقفلة ولم يكن قد تقرر بعد إطلاقهما [أي الفيلمان] عبر نتفليكس أو من خلال أي موزّع آخر [في ذلك الوقت]. أمضيتُ خمسة أشهر في فراغ تام. لم يكن لديّ أي مشروع آخر، ولم أكن أعمل على أي فيلم. عشتُ حياة فتاة في سن الثالثة عشرة وحياة امرأة متقاعدة في الوقت نفسه". إلّا أنها سرعان ما أشارت إلى أنها تشعر بأنها محظوظة مقارنةً بالكثيرين ممن واجهوا التحديات والمآسي.
وبعد أشهر من الفراغ، تم التواصل معها من قِبل إدارة مهرجان البندقية السينمائي. وفي حين أن جميع الفعاليات السينمائية الأخرى كانت قد أُلغيت، فقد كان من ”المذهل“ إطلاق كلا الفيلمين هناك في دار سينما وبحضور الجمهور في سبتمبر الماضي. حصل فيلم TWTC على جائزة كوير لايون كأفضل فيلم يتناول مواضيع مجتمع الميم وثقافته، بينما اقتنصت Kirby كأس فولبي لأفضل ممثلة عن فيلم Pieces. وشكّل ذلك مفاجأة خصوصاً بالنظر إلى موضوعه.
يبدأ الفيلم، وهو من إخراج Kornél Mundruczó، بمشهد غير متقطع مدته 30 دقيقة يصوّر ولادة منزلية عسيرة تنتهي بمأساة، ويغوص في وصف المعاناة الناجمة عن الفقدان ودمار علاقات Martha. وتقول Kirby: "لم تكن الأفلام التي تتخللها مشاهد ولادة تحتل ربع مدتها، لتحصل على التمويل منذ بضعة أعوام". مشهد الولادة مروّع ويستحيل على المشاهد إبعاد نظره عنه. استغرق تصويره يومين، وأُجريت بروفة قصيرة واحدة له، وقد ارتُجلت غالبية أجزاء الحوار القصير.
واستعداداً لهذا الدور، رافقت Kirby صديقة لها تعمل في قسم الولادة في أحد مستشفيات لندن وحصلت على فرصة مشاهدة ولادة حية - وهي تجربة أثّرت فيها إلى حد بعيد. تهز رأسها بدهشة وتقول مبتسمةً: "أعتقد أن ذلك كان أروع أوقات حياتي". "آمل أن أختبر هذا الشعور في يوم من الأيام".
من الواضح أن Kirby تولي اهتماماً كبيراً للتعبير عن التجربة الجماعية للنساء اللواتي أمضت معهن الوقت أثناء الاستعداد لدورها. وشمل ذلك عملها مع جمعية Sands الخيرية التي تهتم بحالات الولادة الميتة ووفاة حديثي الولادة، وتعرّفها بامرأة تدعى Kelly واجهت تجربة مماثلة لتجربة Martha، وقد أصبحتا صديقتين مقربتين. استغرقت الممثلة وقتاً طويلاً للخروج من هذا العنصر المؤلم والقاسي للوجود البشري والذي غالباً ما يميل المجتمع إلى تجاهله. هل تعتقد أن ذلك غيّرها بطريقة ما؟ تقول Kirby: "بدأتُ ألاحظ أنني أصبحت أكثر حساسية تجاه ألم الآخرين، أكثر بكثير من قبل. أستطيع أن أقرأه أفضل؛ وأن أراه بوضوح، وعندما أراه، أعرف كيف أقدم الدعم وكيف أكون حاضرة للإصغاء والمساعدة". كذلك، فهي تتعلم توفير هذه المساحة العاطفية لذاتها والسماح لشخصِها ”بالتعبير عن أي [شعور] مهما كان وتقديم الدعم لنفسها من دون تجاهله"، كما تقول.
تولّت Kirby الجزء الأكبر من الحملة الإعلامية لفيلم Pieces بعد الدعاوى القانونية التي واجهها Shia LaBeouf الذي شاركها البطولة، قبل إطلاقه. فقد رفعت FKA Twigs التي كانت على علاقة مع LaBeouf عليه دعوى في ديسمبر، متهمةً إياه ”بسوء المعاملة دون هوادة“ وبالاعتداء والتحرش الجنسي خلال علاقتهما. وقد صرح LaBeouf لصحيفة The New York Times قائلاً: "لطالما ألحقتُ الأذى بالأشخاص المقربين إلي... أنا خجلٌ بما فعلت وأعتذر من كل الأشخاص الذين سببت لهم الأذى". إلا أنه دحض ادعاءات FKA Twigs في ردّه على الدعوى في فبراير الماضي. وفي ديسمبر، أُفيد بأن نتفليكس ألغت اسمه من حملة جوائز For Your Consideration. وجواباً على سؤال صحيفة The Times في مطلع هذا العام، قالت Kirby: "أدعم جميع الناجيات من الاعتداء وأحترم شجاعة من لديهن الجرأة للتحدث عن ذلك. أما فيما يخص الأخبار الأخيرة، فلا أستطيع أن أُدلي بأي تعليق بشأن دعوى قانونية لم تُحسم بعد".
تولي Kirby أهمية بالغة للاحتفاء بتجارب المرأة والتعبير عنها من خلال عملها. وتذكر أنها تؤدي إلى جانب Waterston الدورين الأساسيين في قصة فيلم TWTC الذي تدور أحداثه في فترة لم تكن فيها حياة المرأة تحظى بأي اهتمام. "عاشتا ظروفاً صعبة، خصوصاً كنساء. فأن تُحبّي شخصاً من الجنس نفسه... وتخاطري بمخالفة التوقعات، كان من شأنه أن يكلفكِ حياتكِ أحياناً في تلك الفترة".
تسعى Kirby بشكل خاص لأداء أدوار تتحداها وتُقدم لها ما تتعلمه - ”سيكون السؤال الأول الذي أطرحه على نفسي دوماً، ’هل يُشعرني ذلك بالخوف؟‘" - وتنجذب إلى القصص التي تصف بصدق فوضى التجربة البشرية. وتقول: "تُظهر أفلام كثيرة المرأة بصورة نمطية سينمائية، وهي ليست الصورة التي أتماهى بها". ويتخطى هذا الالتزام حدود الأدوار التي تجذبها. فهي حالياً في صدد إنشاء شركة إنتاج خاصة بها، لتساهم من خلالها في تمهيد الطريق أمام القصص المتمحورة حول المرأة. وتقول: "علمتني تجربتي كامرأة في هذا العالم أنه يتعين عليّ أن أكون عاملاً دافعاً لهذا التغيير. أعرف مدى روعة الشعور الذي أحسستُ به نتيجة الحصول على تلك الأدوار واليوم، نتيجة إنشاء شركة أستطيع من خلالها الاستمرار في اتخاذ هذه الخيارات".
وقد أدركت Kirby الإشكالية التي ترافق تمثيل المرأة على الشاشة أثناء أدائها دور الأميرة مارغريت في مسلسل The Crown، بينما كانت تنتظر مع Claire Foy (التي أدت دور الملكة إليزابيث الثانية) بدء التصوير. "سألتني Claire عما إذا كنتُ واثقة من أدائي لذلك الدور، فأجبت: ’نعم، أشعر بأنني قادرة على القيام بالعمل الذي لطالما رغبتُ في القيام به‘. كانت توافقني الرأي، وأدركنا [أن سبب ذلك هو] أننا كنّا بطلتيّ قصّتنا".
وتتابع Kirby قائلةً: ”كانت تلك [اللحظة] التي أدركنا فيها عدد المرات التي شاركنا فيها في [أعمال] قلنا فيها أموراً كان دورها دعم المسار النفسي وقصص الشخصيات الذكورية".
بدأت Kirby مسيرتها المهنية على المسرح الذي عادت إليه مراراً (حيث منحها المخرج David Thacker ثلاثة أدوار على خشبة المسرح المثمن في بولتون في عام 2009، أطلقت بها حياتها الفنية)، لذا فقد استغرقها الاعتياد على الانتقال إلى الأدوار البارزة على الشاشة بعض الوقت. "أنا ممتنة لعملي في وسائل التواصل العام لأنها تتيح لي فرصة رواية القصص التي أهتم بها ومشاركتها مع أشخاص آخرين. إلا أن الطابع العام غريب وعشوائي إن صح التعبير، لأنني لا أشعر بأنني أقوم بأشياء أهم من التي يقوم بها الآخرون. أي أنني لست أكثر أهمية من أي شخص آخر يقوم بما يحبه".
إلا أن هوليود قد لا توافقها الرأي لأن Kirby أصبحت اليوم إحدى أكثر الممثلات طلباً بين أقرانها. وقريباً، سنراها مجدداً في دور الأرملة البيضاء في Mission: Impossible 7 المقرر عرضه في وقت لاحق من هذا العام. ربما تكون هذه الأعمال التي تلقى نجاحاً باهراً وواسعاً بعيدة كل البعد عن تلك التي بدأت بها مسيرتها، إلا أن حبها للفن لم يتغير البتّة.
"أذكر عندما حصلتُ على أَجري الأول - شعرت بفرح غامر بينما كنت أمشي في طريق العودة إلى شقتي من المسرح في بولتون"، كما تقول. "قيامكِ بشيء تحبينه حقاً كل يوم هو بالفعل نعمة كبيرة. أستقيظ وأفكر فيه، وأنام وأنا أفكر فيه، حتى إنني ما زلت أشعر بفرحة تلك الفتاة العائدة من المسرح إلى المنزل سيراً على الأقدام".
حقوق الصور:
تصويرToby Coulson, تنسيق الأزياء Marquessa Lucas-Box, الإخراج الفني Phil Buckingham, مساعد الأزياء Sabina Khan, الشعر Halley Brisker at The Wall Group, المكياج Jo Baker at Forward Artists, الأظافر Michelle Humphrey at LMC Worldwide, الإنتاج Rachael Evans, China Ruby Hill, Ellis Mistry
6 صيحات عصرية لا غنى عنها في خزانتكِ قبل رمضان
