طرحنا على الأخصائيات النفسيات المُهتمات بالموضة السؤال التالي: على ماذا تدُل مجوهراتكِ؟
يمكن أن تُقدّم لكِ قطعة المجوهرات المثالية طريقةً آسرة للتعبير عن شخصيتكِ أو يمكنها منحكِ إطلالةً بارزة. هنا، تتحدّث CHARLIE BOYD إلى ثلاث عالمات نفسيات رائدات في مجال الموضة لتُعلمنا كيف يمكن لمجموعات المجوهرات الفاخرة أن تُؤثّر على مزاجنا وتعكس هويتنا وتقوم بتمكيننا كل يوم.
"عِلم نفس الموضة هو عبارة عن تطبيق النظريات والمبادئ النفسية في مجال صناعة الأزياء"، تَشرح Shakaila Forbes-Bell، مُؤسّسة منصة Fashion is Psychology. إذ تخصَّصت Forbes-Bell في علم نفس الموضة على مدى السنوات الخمس الماضية، وساعدت الزبونات والشركات على اكتساب علاقة أعمق مع خزانات ملابسهم. وتُضيف قائلةً: "كما يُقدّم علم نفس الموضة نظرةً ثاقبة حول كيفية تشكيل مشترياتنا لنا، وتمكيننا من التنقل بين العناصر المختلفة لهويتنا." سواء تَعَلّق الأمر بالملابس، أو الإكسسوارات، أو الأحذية، أو المجوهرات، فإن الفرضية تَظل كما هي - فقد كشفت الدراسات عن حلقة من ردود الفعل بين ما نرتديه وبين حالتنا المزاجية، مُؤكِدةً أن طريقة ارتدائنا للملابس يمكن أن تُعزّز من معنوياتنا، وأن تَبني الثقة، بل وتُحسّن من حالة الاسترخاء.
توافق الدكتورة Dion Terrelonge، عالمة النفس التطبيقي والباحثة والمُعلِّقة على الأخبار في علم نفس الموضة، على أن "مجرد التأنّق من خلال ارتداء الملابس يمكن أن يُؤثّر على ما نشعر به". وتُتابع قائلةً: "إن عملية ارتداء الملابس في حد ذاتها يمكن أن تكون ممتعة وتولد مشاعر السعادة، والتي نَصِفُها في علم النفس بالرفاهية الممتعة". "إن اختيارنا لما نرتديه يمكن أن يجعلنا نشعر بأننا أكثر أو أقل استعداداً لهذا اليوم، وأكثر أو أقل ثقة بأنفسنا، وفي بعض المواقف، كما أظهرت الأبحاث، أكثر أو أقل كفاءة."
عندما يتعلق الأمر بالمجوهرات، يتم إبراز بعض هذه السمات. تقول Terrelonge: "غالباً ما يجعل المعنى الذي تحمله قطعة المجوهرات أكثر فعالية لمن يرتديها، تماماً مثل الملابس". توافق البروفيسورة Carolyn Mair، التي أسَّست دورة علم نفس الموضة في كلية لندن للأزياء، وهي مؤلفة كتاب The Psychology of Fashion وتُقدّم الاستشارات لشركة H&M القوية في مجال الموضة الراقية وتعمل لديهم كأخصائية في علم النفس السلوكي قائلةً: "أعتقد أن المجوهرات يمكن أن تحمل المزيد من المعاني لأنها تميل إلى أن تدوم لفترة أطول، وبالتالي لديها وقت أطول لتجميع الذكريات والقصص،". وتوضح قائلةً: "قد تقوم بعض قِطع الملابس المميزة بذلك، ولكن في النهاية، قد تتفرق الملابس ما لم يتم التعامل معها بِعناية شديدة أو يتم الاحتفاظ بها في معرض، بينما بالمقابل يمكن ارتداء المجوهرات بشكلٍ يومي".
كيف إذن نستغل القوة النفسية للمجوهرات الفاخرة؟ تقول Forbes-Bell: "قد يكون للمجوهرات التي نرتديها دلالة قوية على العديد من الأشياء بشكلٍ يتخطّى أذواقنا الشخصية". وتَشرح قائلةً: "يمكن للمجوهرات أن تُشير إلى ثروة الفرد ووضعه الاجتماعي وثقافته والمزيد عن هويته الذاتية - لذلك، يجب على الناس بالتأكيد التفكير في المعنى الكامن وراء اختياراتهم لقِطع المجوهرات لأنها طريقة أخرى للسماح لهم بأن يكونوا على طبيعتهم تماماً".
اللون، على سبيل المثال، هو وسيلة قوية. "لدينا جميعاً ارتباطات شخصية بألوان تُذكّرنا بزمان أو مكان أو شخص معين؛ وعندما نرتدي هذه الألوان، فإننا نُجسّد السمات التي نربطها بها، "كما تقول. "من المهم أيضاً الاعتراف بالارتباطات الثقافية لألوان معينة. مثلاً، في العديد من الثقافات الغربية، يرتبط اللون الأحمر بالرومانسية وقد أظهرت الدراسات أن ارتداء اللون الأحمر يمكن أن يزيد من معدلات الجاذبية." وتشرح Mair أن اللون الأحمر هو اللون الأكثر دراسةً من حيث علم النفس لأن طوله الموجي يُحفّزنا بيولوجياً، وهو ما قد يُفسّر الجاذبية اللافتة للنظر للمجوهرات ذات اللون القرمزي مثل الياقوت الأحمر والعقيق والتورمالين.
ميزة أخرى حقيقية للمجوهرات وهي تأثير العقعق – وهي أنه يمكننا تعزيز جاذبيتنا وأناقتنا بشكلٍ عام من خلال ارتداء المجوهرات المُتلألئة بشكلٍ مكثف. تقول Forbes-Bell: "أظهرت الدراسات أن الناس يُفضلون الأشياء التي يتم عرضها على سطحٍ لامع من تلك المعروضة على سطحٍ غير لامع". وتشرح قائلةً: "يعتقد بعض علماء النفس التطوريين أن انجذابنا للأشياء البرّاقة أو اللامعة ينبع من حاجتنا الفطرية للبحث عن الماء كمَوْرد قيّم". تاريخياً، في أغلب الأحيان النبلاء أو الأسياد المرموقين هم من يرتدون المجوهرات؛ وهم أولئك الذين رغبوا بجذب الانتباه أو سَعَوا للفت الأنظار إلى مكانتهم وثروتهم،" تُضيف Terrelonge.
يمكن أيضاً الإشارة إلى الروح المُحِبّة للمرح من خلال اختياراتنا للمجوهرات. "نحن مُنجذبون إلى المجوهرات بسبب غياب الطابع العملي. فإنها ليست خياراً عملياً، ونادراً ما تكون قطعة ضرورية مثل الملابس، وهذا ما يجعل المجوهرات قِطع خاصة ومميزة – كما أنها خيار مرح وجميل في المقام الأول،" تقول Terrelonge. "مرةً أخرى، يرتبط هذا بالرفاهية الممتعة، والمعروفة باسم عامل الشعور بالسعادة. تُقدّم المجوهرات بعض التمرّد أو الهروب من الجانب العملي للحياة اليومية وتُضيف الجمال من أجل الجمال، وهو أمر يستجيب له البشر بشكلٍ جيد".
ولعلّ أقوى مُؤثر على نفسنا هو القيمة الرمزية للمجوهرات الفاخرة. تقول Forbes-Bell: "كلما أصبحتُ أكثر وعياً بالقيمة الرمزية القوية للمجوهرات من خلال بحثي، زادت علاقتي مع مجموعتي الخاصة". إن زوج من الأقراط الذهبية المصنوعة في جزيرة ترينيداد، والموروث عن والدتها، يساعد Forbes-Bell بأن تتذكّر ثقافتها وروابطها العائلية القوية؛ وبالمثل، تَعترف Terrelonge بقوة الترسيخ والتركيز هذه. "تمتاز المجوهرات بقوة كبيرة من ناحية الاحتفاظ بالذكريات العاطفية وإثارتها"، كما تقول. "فيمكن أن تُذكّرنا بِمن نحن، وتساعدنا على الشعور بالاتصال، والحُب، وبِجزء من شيء أكبر من أنفسنا."
تصويرYlenia Cuéllar / Blaublut-Edition.com
ثلاثٌ من صانعات الذوق يكشفن عن رأيهنّ بحقائب Métier الخاصة بهنّ وما بداخلها
