MobilePorterBannerTrees_375x1000
MobilePorterBannerTrees_375x1000
MobilePorterBannerTrees_375x1000

Rebecca Hall مخرجة فيلم Passing تجمع أجزاء تاريخ عائلتها

 في الوقت الذي يعرض فيه Passing - الفيلم المقتبس عن رواية Nella Larsen الصادرة في عام 1929 على شاشاتنا الصغيرة، تتحدث اليوم مخرجة الفيلم REBECCA HALL إلى HANNA PHIFER عن الرحلة التي قادتها إلى الكشف عن أسرار أسلافها    

RebeccaHall_01_NOV08_Mobile_311x464

ساورت البعض شكوك عندما تم الإعلان عن الفيلم المقتبس عن رواية Passing في عام 2018. هل تستطيع المخرجة Rebecca Hall، بصفتها امرأة بيضاء، تصوير قصة امرأتين سوداوين تتصارعان مع هويتهما العرقية، مع كل الفوارق الدقيقة والرعاية التي تستحقها؟ وعلى ما اتضح، فإن قصة Clare و Irene- الصديقتان اللتان أجبرتا على التعامل مع الطريقة التي أثّر فيها العرق على حياتهما بعد أن كشفت Clare أنها كانت تعيش كامرأةٍ بيضاء - لها أوجه تشابه مع تاريخ عائلة Hall. 

بالنسبة إلى الممثلة التي تحولت إلى مخرجة وصانعة أفلام (يشمل رصيدها في التمثيل Vicky Cristina Barcelona،Parade’s End and Frost/Nixon) فإن رحلتها مع Passing بدأت قبل 13 عاماً، عندما أخذت في اكتشاف التفاصيل التي تحيط بإرثها العرقي. تتذكر Hall، قائلةً: ”كان الأمر أشبه بتجميع أجزاء بازل صغيرة.“ كانت والدتها المولودة في ديترويت، مغنية الأوبرا Maria Ewing أوَّل مَنْ أثار فضولها حول جذورها وهي تخبر Hall عن جدّها لأمها. تتذكر Hall قول Ewing: ”من الممكن أننا سود... أو ربما نحن أمريكيون أصليون .“ 

استحوذت على Hall فكرة اكتشاف المزيد عن تاريخ عائلتها. ”تحدثتُ عن الأمر مع مجموعات من الأشخاص؛ طرحتُ مزيداً من الأسئلة،“ تقول، فتبين لها أنَّ إيجاد الإجابات صعب. لم تضفِ رواية Larsen، التي تلقتها Hall هديةً من صديقة وقرأتها في غضون ساعات، بعض الوضوح على الموضوع فحسب، وإنَّما عرفتها كذلك إلى مصطلح ”العبور“.  

يصف العبور القدرة على أن يُنظر إلى شخص ما على أنه عضو في مجتمع أو ثقافة يختلفان عن مجتمعه وثقافته - في هذه الحال، فإنَّ فرداً ذا بشرة فاتحة هو ”عابر“ كشخص أبيض. تؤكد رواية Larsen - كما الفيلم المقتبس عنها - من خلال تفصيل تاريخ العنف العرقي والتسلسل الهرمي الذي أنشأه لون البشرة في أمريكا - حقيقة أنَّ العبور يكون غالباً معقداً أكثر من الهوية الجسدية من خلال استكشاف تأثير الثقافة والتنشئة الاجتماعية على الأفراد كذلك. في الفيلم، فهمت Irene بعد وفاة والد Clare، أنَّ أفراد الأسرة الوحيدين المتبقين للأخيرة هم عمّاتها البيض. ونتيجةً لذلك، كانت Clare قادرة على إقناع الناس - بمن فيهم زوجها - أنها أيضاً بيضاء.   

عرفت Hall فوراً أنها تريد تحويل رواية Larsen إلى فيلم. ”لم أصدق كمّ ألهمني الكتاب،“ تقول. لكنها شعرت، لأنَّها لم تُخرج فيلماً من قبل، أنَّ Passing قد يكون مشروعاً طموحاً جداً لمخرج سينمائي يقوم بهذا العمل للمرة الأولى.“ 

في النهاية، نبعت رغبتها في إخراجه إلى حد كبير من توقها إلى تكريم تراثها، الذي كانت تستقصي عنه في الوقت نفسه. ”نظراً إلى أنَّ جزءاً كبيراً من مظهري الأبيض بدأ بفعلٍ عنيف... أعلم الآن أنني [لا أستطيع] أنْ أتغاضى عن الأمر أو أن أنساه،“ تشرح. تُقر بأنها لم تعش التجربة الحية كامرأةٍ «سوداء»، ”لذلك أستنتج من ذلك، بقدْر ما أستطيع أن أرى، إلى حقيقة أن العرق هو بناء قوي طورته قوى أنظمة الاستغلال التي أرادته - ويديمه نظام لا يزال قائماً،“ تضيف. ”لا يمكنني اختيار الطريقة التي أبدو فيها، ولكنْ يمكنني امتلاك تاريخي. ولهذا السبب [أردتُ] صنع فيلم كهذا.“ 

RebeccaHall_02_NOV08_Mobile_311x464

وبعد ستة أعوام على كتابة السيناريو ونسيانه في أحد الأدراج في غرفة نومها، بدأت بمشاركة الحديث عنه مع الناس. منحتها ردود الفعل الإيجابية التي تلقتها الثقة لدفع المشروع إلى الأمام. ومع ذلك، استغرق الأمر Hall سبع سنوات أُخرى لتحظى بالدعم المالي المطلوب وتحافظ على النزاهة الإبداعية - على سبيل المثال، لم تكن على استعداد للتنازل عن تصوير الفيلم بالأبيض والأسود. تتذكر قائلةً: ”لقد مررت بمرحلة عصيبة بشأن هذه النقطة“. ”كان بإمكاني إمّا أن أُخرج فيلماً لا أريده... وإمّا أنْ أخاطر بعدم صنعه إطلاقاً.“ في نهاية المطاف، أتى التمويل في الوقت المناسب بفضل الممثل الأمريكي Forest Whitaker وشريكته المُنتجة Nina Yang Bongiovi اللذين تبنيا المشروع. وكل ما تبقى للقيام به هو إيجاد ممثلتين لشخصيتي Clare و Irene في الفيلم.  

أثار اختيار Tessa Thompson و Ruth Negga الممثلتان السوداوان بوضوح لأداء دوري امرأتين بيضاوين عابرتين، بعض الجدل بعد إصدار المقطع الدعائي، لكنَّ قرار Hall كان متعمّداً جداً. وتقول عن اختيار الممثلتين: ”في أفلام مماثلة أدّت الأدوار نساء بيضاوات وشئتُ تصحيح ذلك.“ كما ينبع اختيار ممثلتين سوداوين لأداء دوري الشخصيتين العابرتين من رغبة المخرجة في جعل الجمهور يعيش فعلاً وضع العائلات التي شهدت على عبور أحد أقاربها. ”يدفعك ذلك إلى التفكير، ’هل يستطيع الجميع رؤية ما أراه؟ هل سيتم اكتشافهم؟‘ يصبح الخطر داهماً أكثر.“ يضاف إلى ذلك حقيقة أنَّ Hall رأت أنَّ Thompson و Negga هما أفضل ممثلتين للدورين، وقد أعجبها أداؤهما في أدوار سينمائية ومسرحية كثيرة.  

_Rebecca-Hall_03_NOV08_Mobile_311x464

لحسن الحظ، وافقت Negga فوراً على العمل مع Hall في المشروع. وتقول: ”كان شغفها وحماستها لرواية Nella Larsen، فضلاً عن وضوح رؤيتها، مُلهماً جداً ولا يُقاوم.“ ”بدا جليّاً أنها امرأة مندفعة وملتزمة ومُلهَمة على مستوى عميق جداً ونوع القناعة هذا مُسكر. إنها كلمةٌ جيدة لوصف جو الفيلم وأفترض أنني استخدمت ذلك لشخصية Clare... فقوة حضورها تطغى على الناس إلى حدّ أنها تغيّر طريقة تفكيرهم.“ 

مع حصول الفيلم على ردود انتقادية إيجابية في مهرجانات الأفلام والعروض المسبقة،  

يبدو أن الرحلة التي قامت بها Hall مع Passing، قد أفضت بها أيضاً إلى خاتمة قصتها الشخصية. ”الحقيقة هي أنَّ الأعوام الثلاثة عشر التي استغرقتها في إنتاج هذا الفيلم تتوازى كذلك مع الأعوام الثلاثة عشر التي استغرقتها للوصول إلى حقيقة كل ما يحدث في عائلتي،“ كما تشرح. 

”[لقد اكتشفتُ] أنَّ جدي كان يعيش طوال حياته كعابرٍ أبيض [و] كذلك كعابر من السكان الأصليين - كان زعيماً، في الواقع.“ وتتابع أنَّ والده - أي جدّها الأكبر - كان ناشطاً، أو ما كان يُشار إليه آنذاك باسم ’الرجل الأسود‘. كان عبداً سابقاً، وسافر إلى واشنطن العاصمة حيث التقى المصلح الاجتماعي Frederick Douglass وألقى خطاباً في البيت الأبيض.  

يُعد انتصاراً نادراً اكتشافُ هذا الكم الهائل من المعلومات حول الأقارب الذين عاشوا حياتهم في وضع التخفي. أو، كما تصفه Hall، استقرار الأجزاء الأخيرة من البازل في مكانها الصحيح.  

يُعرض Passing على Netflix في 10 نوفمبر 

تصوير Daemian and Christine, Emily V. Aragones

Rania Hamad_01_OCT25_Exitgate_Mobile_375x211_2
Gemma Chan_01_NOV01_Exitgate_Mobile_375x211