


لمَ لا نزال نحب ارتداء الساعات في عام 2021؟
لدينا جميعاً جهاز رقمي واحد على الأقل يستطيع تتبع الوقت بشكل احترافي، فلمَ لا نزال نحب ارتداء ساعة فاخرة؟ تحدثت CHARLIE BOYD إلى مجموعة من جامعات الساعات وصانعات الذوق والصحفيات لاكتشاف القيمة الحقيقية للاستثمار في ساعة فاخرة
تتواجد ثلاثة أجهزة أو أكثر في حقيبة يد العديدات من بيننا في أي يوم، ويمكننا استخدامها جميعها لمعرفة الوقت - هاتف ذكي شخصي، هاتف خلوي للعمل، جهاز لوحي وربما أيضاً ساعة رياضية ذكية. وليس ثمة عذر يبرر التأخر هذه الأيام - حتى لو لم تكوني تلبسين ساعة. ولكن، وفقاً للبيانات التي جمعتها مؤسسة تحليل البيع بالتجزئة GfK، فإن القيمة الإجمالية لمبيعات الساعات في المملكة المتحدة ارتفعت بنسبة 34 في المئة في يوليو 2021 مقارنةً بالشهر نفسه من عام 2019. فعلى الرغم من الاضطراب الذي يسود هذه الفترة، يبدو أن تجارة الساعات تشهد ازدهاراً. ولكن، ما هو سر عودتنا إلى الساعات على الرغم من أنها جُردت من دورها تقريباً؟

تقول Misha Daud المعروفة بـ @watch_fashionista - وهي جامعة ساعات متمتعة بنظرة ثاقبة في المجال ولديها مجموعة مذهلة من الساعات الفاخرة: "في رأيي، لم تكن الوظيفة يوماً السبب الأساسي لشراء الساعات الفاخرة. فلطالما تم شراء الساعات لجمالها وقيمتها وبدافع الشغف الحقيقي بالحرفية الرفيعة وبفن صناعة الساعات." وتوافقها الرأي Suzanne Wong، وهي صحفية شهيرة متخصصة في مجال الساعات تلقت ساعتها الأولى عندما كانت في الثامنة من العمر (ساعة Casio تناظرية بسوار مطاطي أسود)، وتعتبر أن الساعات لا تختلف عن أي منتج فاخر آخر عندما يتعلق الأمر بأسباب شرائها. وتشرح ذلك بالقول: "نشتريها للسبب نفسه الذي يدفعنا لارتداء ملابس أنيقة، على الرغم من أننا نستطيع على الأرجح الاكتفاء ببدلات العمل البسيطة كل يوم؛ وللسبب نفسه الذي يجعلنا نتناول الأطعمة المعقدة والصعبة التحضير على الرغم من توفر وجبات جاهزة وكاملة من الناحية الغذائية. نشتريها لما يبثه ذلك فينا من لذّة - سيكون هنالك على الدوام أشخاص يُسرون بالموضة والطعام؛ وسيكون هنالك على الدوام أشخاص يُسحرون بالتروس الدوارة". وتشير Wong أيضاً إلى أن رسم البورتريهات التقليدي لم يختفِ مع بدء عصر التصوير بل أصبح أرفع مستوى وأكثر ارتباطاً بالتعبير عن الهوية الشخصية. ولعل بالإمكان قول الأمر نفسه عن الساعات الفاخرة.
يدل ارتفاع معدلات التكليف بتوفير ساعات مصممة بحسب الطلب على أن الحال نفسه ينطبق هنا، حيث يلجأ بعض جامعي الساعات إلى مصممي مجوهرات فاخرة منهم Jacquie Aiche و Shay لإضفاء طابع فردي على ساعاتهم السويسرية الأيقونية واستبدال العناصر المعيارية بمواد غير مألوفة كالأساور البديلة أو الألوان غير المألوفة - وهي خدمة منفصلة يعمل فريق التسوق الشخصي لدى NET‑A‑PORTER على تيسيرها. وتشرح Wong ذلك بالقول: "تصبح السوق أكثر تعقيداً ويتجه الشراة ذوو الحس الاستهلاكي الناضج بشكل طبيعي نحو المشتريات التي تعكس هوياتهم بشكل أفضل. وغالباً ما يؤدي ذلك إلى ازدياد شعبية المنتجات المصنوعة بحسب الطلب أو القابلة للتعديل بحسب الطلب. وبالنسبة إلى مَن يعتبرون أنفسهم من الخبراء، فقد تدل ساعة مصممة بحسب الطلب أيضاً على مستوى معين من الاطلاع والإلمام - فالأمر أشبه بطلب منتج من القائمة السرية لدى Starbucks".

بالإضافة إلى ذلك، فالساعة نادراً ما تقتصر على كونها قطعة تشير إلى الوقت في أيامنا هذه. وتقول Brynn Wallner، مؤسِسة Dimepiece - وهي منصة رقمية جديدة يتمحور محتواها حول موضوع الساعات للجيل التالي من عشاقها: "غالباً ما يُنظر إلى الساعات على أنها غير ضرورية وأنها قطع فاخرة تشكل إضافة مفرطة في العصر الرقمي. إلا أن ما اكتشفته هو أن الساعات غالباً ما تكون أكثر من مجرد قطع - وخصوصاً لدى النساء: حيث تُعتبر أدوات ملموسة تمثل الصمود والتاريخ العائلي وتقدير الذات. فهي تمتاز بطابع شخصي وحميمي يفوق الأغراض الفاخرة الأخرى التي تملكينها". اشترت Wallner مؤخراً ساعتها الفاخرة الأولى ('Tank Française' من Cartier) احتفالاً بميلادها الحادي والثلاثين وبنجاحها في المجال حتى اليوم. وتقول: "إنه لأمر رائع أن تشتري المرأة لنفسها ساعة للاحتفال بترقية أو بإنجاز شخصي آخر. أعتقد أيضاً أننا، ومع تطور التكنولوجيا وازدياد اعتمادنا على الشاشات، سنتوق أكثر إلى أدوات تناظرية كالساعات. حاولي الخروج من المنزل من دون الهاتف المحمول واعتمدي على ساعتكِ لمعرفة الوقت - إنه بمثابة ترياق للإرهاق الذي تسببه لنا التكنولوجيا".
غالباً ما يكون شراء الساعات مرتبطاً بالأحداث المهمة، وهو ما رسخ قيمتها كقطع ثمينة. وتقول Reve Dagher، صانعة الذوق وصاحبة صفحة @istealwatches: "إن الجزء المفضل لدي في ما خص جمع الساعات الفاخرة هو العلاقة التي تبنينها مع الساعة والإحساس الذي يرافق تمريرها عبر الأجيال. أعتقد أن ربط إحساس بساعة أمر جميل للغاية؛ إنه أشبه بتذكر حبك الأول عند سماع أغنية قديمة أو تذكر مكان ما عند تنشق عطر معين - يعيد ذلك إليك ذكرى جميلة". وكانت الساعة الفاخرة الأولى التي حصلت عليها جامعة الساعات، هدية من أهلها بمناسبة تخرجها، وقد تلقت أيضاً ساعات بمناسبة زفافها وولادة ابنها.
وتعتبر Wallner أن هذه الرمزية تعني أن احتمال تناقل الساعات عبر الأجيال هو أكبر بكثير من احتمال تناقل حقائب يد مثلاً. وتشرح ذلك بالقول: "نظراً إلى عامل السعر، يجب أن تكوني راغبة فعلاً في الشراء، وبالنسبة إلى غالبية الزبائن، فالساعات هي قطع ستتوارثها الأجيال". وتوافقها Wong الرأي بالقول: "تُعتبر [الساعات] قطعاً راقية تدوم من حيث النوعية والأداء (على أمل أن تكون كذلك من حيث القيمة)، ويصادف أيضاً أنها قابلة للنقل". ويجعلها ذلك قطعاً حرفية عابرة للأجيال التي قد تتناقلها. كذلك، فهي تسجل الوقت حرفياً - يستمتع الناس بشاعرية استخدام موقّت لتسجيل فترة مميزة في حياتهم". ولعل هذه السمة الشاعرية هي السلاح الأمضى الذي يجب على الساعة الحفاظ عليه اليوم. لا شك في أن العصر الرقمي غيّر أموراً كثيرة، ولكن الشعر والفن والجمال لا تزال كنوزاً حقيقية لنا جميعاً، وهو ما يمكّن الساعات الفاخرة من اجتياز اختبار الزمن.

10 مصممين يصنعون مجوهرات صديقة للبيئة لن تستطيعي مقاومة روعتها
