يشهد عالم الجمال اليوم حركةً مختلفة عما عهدنا لأعوامٍ خلت. تُتيح تطبيقات مثل Instagram، ‏YouTube و TikTok للنساء من كل أنحاء العالم التحدث صراحةً عن قضايا كانت تُعد قبل حوالى خمسة أعوام من المحرمات. ليست مواضيع كحبّ الشباب وشوائب البشرة، التعب من الأمومة الجديدة وحُبكِ للون بشرتك الداكن والغني في مجتمع ملون، سوى بعض الخطوط العريضة لأنواع الأحاديث الجديدة التي تدور في هذه المجتمعات الافتراضية حالياً. وهي تُساعد في إحداث تغيير في الحياة الواقعية.

لقد قابلنا ست نساء ملهمات يستخدمن منصاتهن لتغيير طريقة سرد القصص المتعلقة بالجمال نحو الأفضل - وهن يتحدثن عما تعلمن في مجتمعاتهن وما يحببن في أجسادهن وبشرتهن وأهم نصيحة تجميلية يقدمنها - بكلماتهن النابعة من القلب.

أثناء عملي في الحملة الرئاسية لنائب الرئيس Kamala Harris، كانت إحدى الأمور التي فاجأتني - عن المرأة التي قد تترشح يوماً لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية - طريقتها في تنظيم جدول مواعيدها اليومي. وإذ تأملتُ في ما تعلمتُ عن كلا جمالها الداخلي والخارجي أثناء عملي معها، أدركتُ أنَّ طقوسنا وروتيننا، في كثير من الأحيان، تعني أكثر بكثير من مظهرنا - يدور الأمر غالباً حول التعلق بأجزاء من حياتنا الطبيعية عندما تُصبح جداولنا الزمنية جامحة. كانت العناية ببشرتي مهمة جداً بالنسبة إلي في الحملة لأنني كنت متوترة ومجهدة، لذلك كانت تستغرق مني العناية ببشرتي وتصحيح شوائبها وقتاً، صباحاً ومساءً. بصفتي امرأة ملونة أؤدي دوراً عاماً، فإنَّ الجمال أمرٌ يجب مراعاته. يتم الاستياء من الموضوع غالباً أو التعامل معه على أنه شيء تافه، لكنَّ تأثيره حقيقي. 

لقد عانيتُ طوال حياتي من الأمن السكني. في المدرسة الثانوية، كنتُ بلا مأوى - عشتُ مع شريكي وعائلته، وتنقلتُ بين منازل أصدقائي. لكنَّ جسدي هو بيتي إلى الأبد. من خلال نظرتي هذه، أنا قادرة على الشعور بالاستقرار والثبات. الممارسات القائمة على أسس ثابتة مهمة حقاً لي لأنَّ عالمي تغير بسرعةٍ كبيرة. فبهذه الهيئة وهذا الجسد عملتُ في محطةٍ للوقود قبل ثلاثة أعوام، ونشأتُ في توكسون، أريزونا، وها أنا أعيش الآن في مدينة نيويورك وأذهب إلى مدرسة Ivy League. 

الأوقات التي أجد فيها أنني الأجمل هي الأوقات التي أشعر فيها أنَّ نساء مجموعتي GenZ Girl Gang  يرينني ويدعمنني. أشعر بأنني أجمل من خلال عيون الناس الذين ينظرون إليّ. لقد أرسيتُ حضوراً فاعلاً على الإنترنت وأود أنْ أبدو بمظهر جيد. لكنَّ صورتي تتخطى بكثير شكلي ومظهري - فهي تتعلق أيضاً بما أنجزت، وما أدافع عنه، وما أثبتُ للآخرين أنه ممكن وأنَّ لا شيء مستحيل. النصيحة الجمالية التي أتبعها دوماً هي القيام بكل ما يجعلني أشعر بالراحة والثقة. قد يكون هذا محدد عيون بأسلوب رسومي في أحد الأيام، أو عدم وضع مكياج في يومٍ آخر، أو ارتداء أي زي أريده. وعندما أحتاج إلى الشعور بالثقة، أضع أحمر شفاهي الأحمر. @dejafoxx  

للأسف، واجهتُ انتكاسات كثيرة في حياتي المهنية. قال البعض: ”أوه، لا، لا يمكننا توظيفها - لديها الكثير من النمش.“ أو، ”لن يُعجب ذلك المستهلكين.“ أذكر أنني ذهبت إلى وظيفة تتعلق بإزالة وشم سابق عندما كان عمري 16 عاماً. لقد أرادوا إظهار أنه يمكنك كذلك تغطية البثور والشامات والنمش، كأنها شوائب بشعة. جرح ذلك مشاعري حقاً. لقد تغير عالم الجمال منذ ذلك الحين بطريقةٍ ما، لكننا لا نزال في بداية الطريق.

أُحب منحنياتي وأبرزها بثقة الآن: أتمنى أحياناً لو كانت أكبر! ما زلتُ أذكر أنني كنتُ أشعر عكس ذلك - وينطبق الحال على بشرتي. أعتقد أَّنَّ هذا النمش البني الصغير يجعلني مميزة، لذلك لن أستبدله بأي شيء في العالم. لقد استغرق مني الوصول إلى هذه النتيجة بعض الوقت - كانت بالتأكيد عملية مستمرة، بدلاً من لحظة شعرت فيها فجأة بثقةٍ كبيرة. لقد تقبلتُ فكرة أنني ما أنا عليه، وهذا هو مظهري - ولماذا لا أحقق أقصى استفادة منه بدلاً من أسأل نفسي، ”لِمَ لا أبدو مثل فلانة؟“ 

لا أعتمد حقاً روتيناً جمالياً محدداً وبشرتي حساسة جداً، لذلك لا أُريد أنْ أجهدها بالمبالغة في استخدام المستحضرات. أضع كريماً غنياً جداً على وجهي منذ أعوام وأستخدم أحياناً ضمادات العيون لتدليل نفسي قليلاً. أهم نصيحة تجميلية لي هي الاعتقاد بأن روتين الجمال الصحيح ينبع أيضاً من الداخل. أشرب الكثير من الماء والعصير الطازج - وأمنح نفسي العديد من فترات الراحة والعطلات التي أحتاج إليها. @swalina  

لقّنتني معاناتي من حب الشباب مذ كنت في الحادية عشرة من عمري أصعب الدروس. فرضت علي أنْ أتصرف وأفكِر كشخص بالغ، منذ سن مبكرة جداً. كان علي أن أدعم نفسي لاكتساب الثقة والإيجابية. أحسستُ أنَّ لا أحد يفهمني ولم يتفهم أحد سبب شعوري بالوحدة. كان صعباً أنْ أُهان بسبب أمر لا أتحكم فيه. على الرغم من ذلك، لطالما أحببت نفسي وعلمتُ دائماً أنني مختلفة عن الآخرين - ولكنْ بطريقة جيدة. دفعني العالم أحياناً إلى التشكيك في نفسي، ولكنني أدركتُ في أعماقي أنني شخصٌ جميل وسوف أُشارك يوماً ما قصتي مع العالم.

يمثل تواجدي [المهني] دليلاً على التغيّر الذي طرأ على صناعة التجميل - وتطورها بطريقةٍ إيجابية. نُشِرَت صُوري في المجلات، والحملات، والإعلانات، وعلى اللوحات الإعلانية. ما كنتُ لأفكر أبداً، أثناء نشأتي، أنَّ شخصاً مثلي يعاني من حب الشباب، سيحظى بهذه الفرص. بت اليوم على دراية بمعظم مكوِّنات منتجات التجميل وأحرص على قراءتها مراراً وتكراراً، كي أعرف ما الذي أضعه على وجهي.

نصيحتي الجمالية الأهم هي الاستثمار في أسطوانات تدليك الوجه المبردة. إنَّها رائعة لتهدئة البشرة، وتخفيف انتفاخ الوجه وتعزيز الدورة الدموية. وجهي حساس جداً لذا فهي تمنحه الراحة التي يحتاج إليها. @emeraldxbeauty

لقد اكتشفتُ من مجتمعي كيف يتجاهل سوق مستحضرات العناية بالبشرة النساء السود. كونتُ فرضية عن الموضوع، لكنني لم أدرك في الواقع مدى عدم ارتباطهن بالعناية بالبشرة. لذلك شرعت في رحلةٍ لمعرفة أنواع المنتجات التي تساعدهن في حل مشاكل بشرتهن وما الذي يستجبن له. يُعتبر التقشير المفرط أمراً بارزاً في مجتمعي ولا تُدرك معظم النساء إلى أي حدّ تجففن بشرتهن وتلحقن بها الضرر. تُفرط الكثيرات منهن في استخدام الأحماض، لذا التزمت دائماً بالرطوبة والترطيب كمفتاحين للتمتع ببشرةٍ صحية ومتوهجة. كانت رؤية نساء كثيرات في مجتمعي يتحررن من المكياج ويشعرن أنهن يحتجن إليه فقط لتعزيز جمالهن وإبرازه، أمراً لا يُصدَّق. كثيرات منهن ما عُدْن يلجأن إلى لعبة تغطية شوائب بشرتهن.

كأمٍّ جديدة، لا يتوافر لي الوقت كما في السابق. كُنتُ من اللواتي يتَّبعن نظاماً طويلاً، متعدد الخطوات، للعناية بالبشرة - وأحببت ذلك لأنه الوقت الذي أختلي فيه وأدلل فيه بشرتي. أتطلع حقاً إلى ذلك كل صباح ومساء. الآن بعد أن رُزقت بطفلة ما زالت رضيعة، أصبح روتيني مكثفاً وأركز على استخدام المزيد من المنتجات الفعّالة التي تُعطي نتائج سريعة، بدلاً من اختبار وتجربة مجموعة كاملة من المنتجات، كما اعتدت أن أفعل. ولابنتي، Madison، أيضاً روتينها الخاص للعناية بالبشرة والجسم، لذلك صرفتُ وقتاً طويلاً على اكتشاف ما الآمن للأطفال وأي علامات تلبي احتياجاتهم. يجب أن تكوني حذرة جداً حيال ما تضعين على بشرتهم، لذلك أصبحتُ شديدة الوعي بالمكوِّنات. كل صباح، عندما تستيقظ، أمسحها بالمناديل المرطبة بالماء وأقوم بتدليك جسمها كاملاً بكريم غني ومغذي، وأرطّب وجهها.

أُقدِّر دائماً مرونة بشرتي - وهذا التقدير هو نصيحتي الجمالية الأهم. قبل حملي، أمضيتُ ثلاث سنوات أهتم ببشرتي لتبقى متوازنة وصحية. أعاني من حب الشباب، لذا كان وصولي إلى نقطة بالكاد أصاب فيها بطفح جلدي أفضل ما حصل لي. عزز ذلك ثقتي. عانيتُ من حب الشباب طوال فترة حملي، ولكنْ منذ ولادة Madison، عملتُ حقاً على إعادة الالتزام بروتين العناية بالبشرة. ينطبق الأمر نفسه على جسمي. قرأت مقالات كثيرة تساعد النساء بعد الولادة في التخلص من فكرة استعادة هيئة جسمهن سريعاً. أعلمُ أن جسدي سيجدُ طريقَه للعودة إلى ما كان عليه، لذا أتحلى بالصبر فحسب. @buymechanel  

يلعب الجمال دوراً مهماً في عالم الأزياء والموضة. أصبح جزءاً من المظهر العام لمجموعة أزياء العلامة ويساعد في تحديد الأجواء التي ستروي قصتها كاملةً. لقد كنتُ محظوظةً بالعمل مع فنانات رائعات من السكان الأصليين مثل Deyah Cassadore و Iona Moura، اللتين أضفت رؤيتهما في تصفيف الشعر والماكياج لمسةً ساحرة لابتكار إطلالات متكاملة والتقاط صور مؤثرة. يمكننا أن نجد وسيلة كفريق للتعبير عن أنفسنا بطريقة فنية أكثر. وكان ظهور كل علامات مستحضرات التجميل التي يملكها السكان الأصليون - وتشمل Cheekbone Beauty، ‏Ah-shi Beauty و Prados Beauty ممتعاً للنظر. مظهر الجمال الخفيف والمبتكر هو المفضل لدي، مع لمسات من الألوان هنا وهناك.

لقد أُصبت بالإكزيما طوال حياتي، مما جعل علاقتي مع بشرتي معقدة. عندما كنت صغيرة، كان الأطفال الآخرون عند اللعب يرفضون إمساك يدي ويسخرون مني بسبب مشاكل بشرتي. تمكنت، بالغةً، من السيطرة على الحالة، لكنَّ الإجهاد يسببها، لذا كان عليّ التذكر دوماً الانتباه والتنفس عميقاً، وإلاَّ بدأتُ أشعر بعودة ظهور الإكزيما. الآن، بصفتي امرأة أبلغ من العمر 36 عاماً، أنا ممتنة للعناية التي أوليت لبشرتي على مرّ الأعوام - ولكوني واعية لما أضع على جسمي وما أتناول من طعام وشراب.

في بداية تفشي وباء كورونا، توقفتُ عن وضع المكياج في الأشهر القليلة الأولى. لكنه عاد الآن جزءاً من روتيني الصباحي وساعدني في العثور على بعض الاستقرار في حياتي اليومية. أحبّ أن أستعد تماماً لبدء نهاري: حتى لو كان الشخص الوحيد الذي سأتفاعل معه ساعي شركة البريد. يساعدني ذلك على الشعور بالثقة وأكون جاهزةً لأي شيء. أفضِّلُ كذلك التسوق من العلامات الصغيرة التي تركز على الاستدامة، كي أشعر بالرضا عن نفسي وأثري على البيئة. نصيحتي الجمالية الأولى هي الحفاظ على ترطيب البشرة لأنّ الماء، نهايةً، هو الحياة. @korinaemmerich  

عزَّزت تماماً ولادة طفلتي العهد الذي قطعته على نفسي خلال فترة الإغلاق بسبب جائحة كورونا في عام 2020 - بأن أستخدم مستحضرات التجميل لإبراز سماتي فحسب، وليس لإخفائها. لقد أمضيتُ زمناً طويلاً لاكتشاف نوع بشرتي، وفهم مشاكلها والعمل على معالجتها، بدلاً من إخفائها ببساطة. أشعر بثقة أكبر الآن بدون مكياج، باستثناء القليل من جِل تثبيت الحواجب ومرطب للشفاه. أريد أن تكبر طفلتي وهي تعلم أنني فخورة بمظهري. أنا ممتنة لوالديّ على لون بشرتي وملامحها وأتقبلها بسرور. أريد أن تحب ابنتي نفسها وأن تتمتع بالثقة بالنفس، لذلك يجب أن أكون قدوة يُحتذى بها. حان الوقت لتبنّي جمالنا الفردي والاحتفال بأنفسنا.

أعمل بجد لأعيش حياةً متوازنة أستمتع فيها بتناول البيتزا والمعكرونة، إلى جانب الاعتناء ببشرتي صباحاً مع جلسات أستخدم فيها أقنعة الوجه LED تليها ممارسة رياضة الملاكمة للتعرق والشعور بالنشاط. أجد أيضاً التغيير المستمر في شكل جسدي مذهلاً جداً لأن جسمي تغير بشكل كبير مذ كنتُ في العشرين من عمري. أكُنُّ الآن، بعد الولادة، مزيداً من الاحترام لجسدي الذي يبلغ طوله 5 أقدام و 1 بوصة، والذي حمل طفلاً متوسط الحجم. 

نصيحتي الجمالية الأهم هي التأكد من الوصول إلى الأسباب الجذرية لظهور شوائب بوتيرة معينة، مهما كانت مشاكل بشرتك. ثم ابدإي روتيناً لمعالجة هذه المسائل. قد يكون من الصعب العودة إلى القواعد الأساسية للعناية ببشرتك، ولكن في غضون أسابيع قليلة، وبالتأكيد في غضون بضعة شهور، ستكونين سعيدةً جداً لأنك فعلتِ. @monikh